Translate

الاثنين، 2 يوليو 2012

"أزم" يعكس أزمة قناة "ليبيا الأحرار"

 بعد أحداث الشغب التي شهدتها مدينة بنغازي بالأمس، وبعد ذلك الإعتداء السافر على الديموقراطيّة في ليبيا من قبل بعض الغوغاء الذين لم يتمكّنوا من إستيعاب المرحلة؛ قامت قناة "ليبيا الأحرار" بنشر الخبر بإطالة وبإستفاضة كما هي عادة هذه القناة التي تبحث دائماً عن كل ما من شأنه أن يعكّر صفو حياة الليبيّين، ويضيف الكثير من الزيت على الفتيل المشتعل حتى يزداد إشتعالاً. بعد نشر الخبر قام مقدّم الأخبار المذيع الأمازيغي المسمّى "أزم علي" بإستضافة أحد المحامين من بنغازي وكان واضحاً من كلامه أنّه يؤيّد الفيدراليّة، وعلى أنّه ربّما كان سعيداً بأعمال الشغب تلك. قبل أن أقوم بالتعليق على ذلك اللقاء "الكارثة" أود أن أنبّه إلى الأخطاء النحويّة التي كثيراً ما تتكرّر على لسان هذا المذيع بالخصوص وعلى ألسنة الكثير من مذيعي قناة "ليبيا الأحرار" على وجه العموم. ف"أزم" هذا يجيد ضمّ إسم "إنّ" وينصب خبرها في الكثير من الأحيان.. وهذا يعتبر مجرّد مثالاً صغيراً لعديد الأخطاء النحويّة وأخطاء في القراءة التي تتكرّر في قناة "ليبيا الأحرار". المهم... كان ذلك "المحامي" من بنغازي يكذب على مشاهدي "ليبيا الأحرار" بكل صفاقة حين قال: لا يوجد مسلّحين في تلك المظاهرة التي قام بها الإنفصاليّون في بنغازي مع العلم وبالصور كان يتواجد بينهم العشرات من المسلّحين الذين يرتدون زيّاً عسكريّاً شبيهاً بذلك الذي كانت ترتديه "قوات الدعم" التي كانت تتسيّد في عهد الطاغية القذّافي (راجع صور قناة الجزيرة المتلفزة). ذلك المحامي قام من خلال قناة "ليبيا الأحرار" بصبّ جمّ غضبه على المجلس الإنتقالي والحكومة بدون تدخّل ولو من باب اللباقة من قبل المذيع المسمّى "أزم". وأضاف المحامي المتذاكى قائلاً: إن كل ما يحدث في ليبيا من فوضى كان بسبب عجز الحكومة وعجز المجلس الإنتقالي، وقام أيضاً بإلقاء اللوم على السيّد المستشار مصطفى عبد الجليل الذي نعته بالكثير من الصفات الغير حميدة. وقال ذلك "المحامي" من ضمن ما قاله إن المجلس الإنتقالي والحكومة رفضتا التواصل مع المعتصمين ب"الوادي الأحمر" ولذلك حدثت مظاهرة هذه الليلة كما قال. مقدّم الأخبار "أزم" كان يستمع مثل أهبل لكلام "المحامي" ولم يعترض عليه، ولم يتدخّل ببعض الأسئلة الإستيضاحيّة وذلك ما أغاضني بالفعل. 
السيّد "أزم" المتأزّم يعرف يقينا بأن الدكتور مصطفى أبو شاقور – نائب رئيس الوزراء – كان قد أمضى ثلاثة أيام متتالية في الوادي الأحمرمتفاوضاً مع الإنفصاليّين قبل تلك المظاهرة المشئومة، وبأنّه وعدهم بالكثير من الفهم والتفاهم، ووعدهم بمناقشة طلباتهم التي تنادي بضم بعض المناطق لبنغازي وإجدابيا بهدف تقوية موقفهم "الإنفصالي" الذي كانوا يستميتون من أجله الذي، وهو موقف واضح لكل مراقب.
السيّد أزم لم يذكّر المحامي الذي كان وللأسف يدافع عن "الغلط" وهو يعرف ذلك يقيناً ولو من باب الإشارة بمباحثات الدكتور أبوشاقور معهم ، بل إنّه سمح له بأن يكرّر تلك العبارة عدة مرّات وهذا من وجهة نظري يعتبر غباء مطبقاً من قبل السيّد "أزم" الذي كان يستحق المعاقبة من قبل المسئول عن قناة ليبيا الأحرار تأنيباً له على تجاهل حقائق على الأرض كانت وحدها كافية لأن ترد بالدليل الدامغ على آكاذيب المحامي.
أعود وأكرّر بأن قناة ليبيا الأحرار تعطي الكثير من وقتها لبنغازي على حساب بقية المدن الليبيّة الأخرى بما فيها طرابلس، وهي تتجاهل مدن الجنوب الليبي ومدن جبل نفوسة وبقيّة المناطق الغربيّة. كذلك فإنّ قناة "ليبيا الأحرار" قامت بإستضافة "عبد الجوّاد البدين" لعدة مرّات؛ والمعروف عن السيّد البدين أنّه يعتبر من أكبر دعاة الإنفصالية، ومن أكثر المطالبين بإستقلال برقة عن الدولة الليبيّة.
لا أدري لماذا تتصرّف قناة "ليبيا الأحرار" بهذا الغباء الإجتماعي، ولماذا هي تحارب المساعي من أجل بناء ليبيا الدولة المدنيّة؟. كما أنّني أعيد تساؤلاً سبق لي وأن طرحته من قبل: من يقوم بتمويل "قناة ليبيا الأحرار"؟. هل يجيبنا الأستاذ محمود شمّام رئيس مجلس إدارة هذه القناة ومؤسّسها؟. من يقوم بتمويل مصاريف قناة "ليبيا الأحرار" يا سيّد محمود شمّام وهي مصاريف باهضة كما نعرف؟.
قناة "ليبيا تي في" على سبيل المثال نجدها تمزج برامجها القليلة بالكثير من الدعايات التجارية التي ترتزق منها ومع كل ذلك فإنّها كانت تعاني من ضائقة ماليّة خانقة الأمر الذي دفعها لأن تتوقف عن البث من خلال القمر "هوت بيرد"، وهي كما نعرف لا يتعدى عدد مذيعيها أصابع اليد، فكيف بقناة "ليبيا الأحرار" تموّل نفسها وهي تمتلك العشرات من المذيعين ومقدّمي البرامج وتبث لفترات أطول بكثير من قناة "ليبيا تي في"، ونجدها ما زالت تبث على  القمر "هوت بيرد" بالإضافة بالطبع إلى قمر "نايل سات"، وهي لا تبث دعايات تجاريّة على الإطلاق... ألا يعتبر هذا التساؤل مشروعاً يا مجلس إداراة قناة "ليبيا الأحرار"؟. 

ملاحظة: قامت مساء هذا اليوم في مدينة بنغازي مظاهرة حاشدة تندّد بما فعله المشاغبين في يوم الأمس، وأعلن المتظاهرون إصرارهم على المشاركة في إنتخابات الأسبوع المقبل بكل جديّة وبكل مثابرة رغماً عن كيد ومحاولات أنصار الإنفصال. لم تقم قناة "ليبيا الأحرار" بنشر الخبر ولا التعليق عليه في حين نقلته قناة "الجزيرة الفضائيّة" بالصورة والتعليق عليه أيضاً من قبل أحد مراسليها في ليبيا..... فشتّان بين من يبحث عن الحقيقة وبين من يعمل على طمسها. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق