فشلت حكومة الدكتور الكيب لأنّه هو من أفشلها وذلك بسبب قلّة حيلته وغياب عنصر المبادأة لديه، والذي أخرج الدكتور محمود جبريل من الحلبة هم جماعة الإخوان المسلمون الذين كانوا يتوهّمون بأن الشعب كلّه وراءهم، ولأنّهم كانوا يمنّون أنفسهم بإكتساح لا مثيل له لبرلمان ليبيا الجديد لكن الرياح سارت في غير مشتهيات السفن فتكشّفت للإخوان عوراتهم بعد أن إكتشفوا بأن الشعب الليبي ليس كخراف العيد. من وجهة نظري فإن الدكتور علي زيدان سوف يكون مختلفاً لعدة أسباب لعلّ من أهمّها شعور أعضاء المؤتمر بأنّهم أصبحوا الآن مكشوفين وبدأ الشعب الليبي يتذمّر علانية من ممارساتهم وبكل تأكيد سوف يعاقبهم هذا الشعب بشكل قد لا يتصوّرونه الآن.
حكومة الدكتور علي زيدان سوف تفرض نفسها وسوف لن يجد المعرقلون في المؤتمر خيارت كثيرة متاحة أمامهم.... عليهم أن يعتمدوا هذه الحكومة، وسوف يعتمدونها مع إجراء بعض التعديلات الطفيفة جدّاً عليها أو ربّما بدون تعديلات على الإطلاق لو أن الدكتور علي زيدان عرف كيف يلعب أوراقه؛ فالدكتور زيدان هو في موقع أقوى منهم وعليه أن يعي ذلك.
أمّا بخصوص من يقولون بأن ما يجري في ليبيا هو جريمة في حق الشعب الليبي وتاريخه وحاضره ومستقبله فإنّني أختلف معهم كليّة في هذا الحكم وفي هذا التصوّر الذي لا تشتمّ منه غير رائحة سوء النيّة.
الذي يجري في ليبيا يا من تلطمون خدودكم وتشقّون جيوبكم متحسّرين على عهد الطاغية فهو تغيير حقيقي وواقعي ومنطقي وتمكّن الآن من وضع بصماته على حاضر ومستقبل ليبيا، لكنّه ربّما يتعثّر بعض الشئ أنيّاً بسبب التركة الثقيلة التي خلّفها الطاغية القذّافي وراءه والتي تراكمت عبر أكثر من 42 سنة من الحكم الظالم والتفكير التدميري الممنهج لكنّه حتماً سوف يثمر قريباً جدّاً بإذن الله وقد يفاجئ حتى أكثر المتفائلين بعطائه ووفرة منتوجه.
سوف يتعلّم الليبيّون من أخطائهم، وسوف تشرع سفينة التغيير في بلادنا في الإبحار وسوف ينقشع الظلام وتتضح الرؤية.... وسوف بإذن الله نصل مهما كانت المعوّقات لأن إرادة الشعب هي أقوى الإرادات على وجه الأرض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق