Translate

الجمعة، 30 نوفمبر 2012

أراء في الدستور

حتى يكون أمر الدستور واضحاً أمام الجميع: ديباجة الدستور تحتاج إلى جهة متخصّصة (لجنة إعداد الدستور). يجب أن تتكوّن هذه اللجنة من أحسن خبرات وعقول الوطن، ويجب أن تتنوّع بحيث تشمل جميع تخصّصات الحياة (إجتماعية، دينية، مالية، قانونية، ديبلوماسيّة، إعلاميّة، صناعيّة، أكاديميّة، وهكذا). لجنة إعداد الدستور تجتمع وتناقش وتدرس دساتير العالم الآخر، ثم بعد ذلك تبدأ في صياغة المسودّة التي تعرض على الشعب ليتدارسها ويبدي رأيه فيها من حيث الموافقة أو الرفض أو التعديل الذي يشمل الحذف أو الإضافة. بعد الإستماع لرأي الشعب في فترة زمنيّة محدّدة قد تكون شهراً، تجتمع لجنة الدستور من جديد لتعديل نسخة الدستور (المسودة) آخذة في الإعتبار أراء الشعب، وبعدها تخرج لجنة الدستور بصيغة نهائيّة معدّلة تطرح على الشعب من جديد للتصويت عليها هذه المرة. بمجرّد موافقة 51% من الشعب على نسخة الدستور تتحوّل إلى وثيقة قانونيّة ملزمة لكل الليبيّين بدون إستثناء على الإطلاق.

الشعب لا يصوّت بنعم أو بلا على المسودة المعدة من لجنة الصياغة إلا أن تكون اللجنة منتخبة من الشعب. الشعب يقوم بتدارس النسخة المعروضة عليه (حدث في الدستور المؤقّت) ويقترح رأيه فيها من حيث التعديل. تقوم لجنة الصياغة بتعديل الدستور حسب أراء الشعب، وبعدها تتطرح النسخة المعدّلة على الشعب من جديد ليصوّت عليها بلا أو بنعم.

حدث هذا في الدستور الموقّت. طرح الدستور على الناس، وقام من له إهتمام بالسب والشتم والإستنكار وبعدها هدأت العاصفة فإقترح من له أفكار وجهة نظره تلقّفتها لجنة خاصة بتسجيل أراء الناس من خلال الندوات والإذاعة والصحافة على مدى فترة معروفة قد تكون شهراً يتم بعد تلك الفترة تجاهل أية أراء أو مقترحات وتقوم لجنة صياغة الدستور بدراسة جميع الأراء والإقتراحات من الناحية القانونيّة وتعدّل المواد المطعون فيها أو المقترح تعديلات بشأنها لتخرج لجنة إعداد الدستور بصياغة منقّحة تعرض للإنتخابات.

الناس سوف يتاح لها مناقشة الدستور من خلال الندوات والإعلام وربما المساجد والمدارس... ذلك إن أردنا بالفعل إشراك الشعب في العمليّة الديموقراطيّة في ليبيا، فهذا هو الجانب التشريعي الأهم "على الإطلاق" في كل العمليّة الديموقراطيّة. تلك هي أيضاً يجب أن تكون من أهم مطالبنا في جماعة "أصحاب الرأي".

نحن هنا نتدرّب ونتعلّم ويثقّف بعضنا بعض، لكن يجب أن نكون على بيّنة أيضاً بأن هناك من ربّما يتابع ما نناقشه هنا فقد يتعلّم منه هو أو هي أيضاً. نحن لا نصنع قرارات، ولكن نحن فقط نصنع رأياً قد يكون مفيداً.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق