Translate

الأربعاء، 10 أبريل 2013

جوهر المشكلة في ليبيا


قال الملازم أوّل مجدي العرفي ( وهو ربّما يعتبر من خيرة رجال وزارة الداخليّة في كل ليبيا) من خلال لقاء أجرته معه قناة "ليبيا الأحرار" الفضائيّة كلاماً غاية في الأهميّة والخطورة وقد يكون السبيل لحل مشاكل ليبيا الأمنيّة، وللإنصاف قال الملازم أوّل هذا الكلام بصفة شخصيّة وليس بصفته كناطق رسمي لوزارة الداخليّة.
قال الملازم أوّل مجدي العرفي: إنّ مشاكل الشرطة في ليبيا تعود في الأساس إلى تقصير في رئاسة الأركان العامّة التي كان يجب أن تؤسّس فرق "الشرطة العسكريّة" التي بإمكانها مواجهة الأسلحة الثقيلة وتحييدها من أجل فرض الأمن في ليبيا.
قال الملازم أوّل: الشرطة العاديّة في أي مكان في العالم لا يسمح لها بحمل سلاح أكثر من المسدّس والرشّاش الخفيف، وهذه الأسلحة تحافظ على النظام في بلاد شعبها مجرّداً من السلاح الثقيل (كل دول العالم ما عدا ليبيا)، أمّا حين يتحدّاك الآخرون بسلاح ثقيل فلم يكن بوسعك مواجهة هذا الوضع الذي هو من مهام رجال الشرطة العسكريّة التي تتسلّح بالدبابات والكثير من الأسلحة الثقيلة بما فيها المروحيّات المسلّحة وهي بهذه الأسلحة تستطيع السيطرة على وضع صعب مثل وضعنا في ليبيا ( رئاسة الأركان متقاعسة وربّما عن عمد في تأسيس جهاز "الشرطة العسكريّة" ربّما خضوعاً لأوامر الجماعات السلفيّة التي ينتمي إليها اللواء يوسف المنقوش).
قال الملازم أوّل مجدي العرفي كذلك: مدينة درنة - التي يسيطر عليها السلفيّون - ترفض رفضاً قاطعاً وجود جيش أو شرطة فيها مهما كانت الضروف، على إعتبار أن الجيش والشرطة تعتبر عندهم قوى تحمي أجهزة الدولة (حكومة وبرلمان) التي "تتعارض" مع تفكير السلفيّين الذين لا يعترفون بوجود شئ إسمه حكومة أو برلمان على إعتبار أن هذه الأنظمة تعتبر من البدع وهي لم تكن موجوده في عهد الرسول.

ومن هذا الكلام الصريح والصادق أجد نفسي أكثر تفهّماً لما يجري الآن في ليبيا، وأتفهّم أيضاً الكثير من الممارسات الغير عقلانيّة والغير منطقيّة التي نشاهدها كل يوم في ليبيا كبلد وفي المؤتمر الوطني وفي الحكومة نفسها.

نحن ربّما نفكّر بطريقة معاصرة تتمشّى مع واقعنا الذي نعيش فيه فنرى الكثير مما يجري في ليبيا على أنّه شاذ وغير منطقي، لكنّ أولئك - وهم كثيرون - الذين يطنّون بأن تفكيرهم على حق وبأنّه لا توجد دولة ولا أنظمة حكم غير تلك التي حكم بها رسول الله عليه السلام في القرن السابع الميلادي، وبذا فهم يعترضون على تأسيس الدولة المدنيّة، ويعترضون على تأسيس جيش وطني وجهاز شرطة عصري...... أعتقد أنّني الآن عرفت جذور المشكلة في ليبيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق