Translate

الخميس، 28 نوفمبر 2013

حان وقت الكشف عن المتستّر عليه

ليبيا بلدنا ونحن (الشعب) من يجب أن يعرف كل شئ عنها. هناك الكثير منّا يتم التستّر عليه لأسباب أغلبها واهياً وبعضها بسبب مخاوف وهميّة وإرتعاب لا مبرّر له.
العقيد ونيس أبوخمادة قائد قوّات الصاعقة في بنغازي تحدّث هذا اليوم بكل حرقة وبكل صراحة محذّراً بأن الوضع في بنغازي يعتبر متأزّماً وبشكل كبير، وبأنّ هناك مؤامرة كبرى تحاك ببنغازي وبليبيا ككل.
أبوخمادة أراد أن يقول لليبيّين والليبيّات بأن بلادهم في خطر وبأن هناك من لا يريد خيراً لهذا البلد، وأظنّه محقّاً فيما يقول. العقيد أبوخمادة أراه يضع يده على زر الطوارئ لينبّه الشعب إلى ما يجري وراء الأنظار وفي الخفاء من وجود تنظيمات عسكريّة مسلّحة تتبع جهات لا تؤمن بوجود الدولة القطريّة ولا تؤمن بأنظمة الحكم العصريّة، وهذه التنظيمات المسلّحة لها مواقفها ولها طريقة تفكيرها ولها جهاتها التي تتبعها وهي بكل تأكيد ليست جهات ليبيّة. 
أعتقد بأنّه قد حان الوقت لكل الليبيّين والليبيّات بأن يروا أنفسهم من خلال أمن ومصلحة بلادهم وبأن يكشف كل من يعرف حقيقة ما عنها بكل صراحة وبدون مواربة من أجلنا جميعاً أبناء وبنات هذا البلد.
الجماعات المسلّحة التي تعبث بأمن وسلامة البلاد هي كما إكتشفنا منذ يوم الجمعة الماضية وحتّى مساء هذا اليوم... هي جماعات دينيّة متشدّدة لها حساباتها ولها أجنداتها، وهي تعمل على فرض إيديولوجيّتها على كل الشعب الليبي وبالقوّة. من أهم هذه الجماعات الدينيّة المتشدّدة تنظيم "أنصار الشريعة" الذي كما صرّح أحد ممثليه يوم الثلاثاء الماضي المدعو محمود البرعصي بأنّه يتبنّى أفكار وفلسفة تنظيم القاعدة ويسير بفكر وهدي أسامة بن لادن. 
أعتقد بأن الصراع الآن في ليبيا وفي بنغازي على وجه الخصوص أصبح منحصراً بين الشعب الليبي وجيشه وشرطته وأجهزة حكمه المنتخبة وبين تنظيمات غريبة تؤمن بأفكار مستهجنة على الثقافة والمعتقد الليبي. هذا الصراع يجب أن ينتصر فيه الشعب وتلك هي سنّة الله في الأرض، فلا غالب لإرادة الشعب مهما حاول الطغاة فرض إرادتهم وتسلّطهم عليه.
الصراع الآن في ليبيا هو بين جماهير الشعب الليبي وتنظيم ما يسمّى ب "أنصار الشريعة" ومن يدعمه في الخفاء من جهات متشدّدة أخرى، وعلى الشعب الليبي أن يكون على مستوى الحدث قبل أن تغمره سيول الهمجية وفرض سلطة الطغيان والديكتاتوريّة الدينيّة أو كما نراها.
بنغازي كثيراً ما سمعنا أهلها - وهم أهلنا وإخوتنا وأخواتنا - كثيراً ما سمعناهم يندبون حظوظهم العاثرة مشتكين وبكل قوّة من تهميش بنغازي وغياب سلطة الدولة فيها. بنغازي يا سادتي موبوءة حتى النخاع بتنظيمات متشدّدة ومتعصّبة ومدعومة بأسلحة فتّاكة هي مستعدة لإستخدامها في أية لحظة ترى فيها نفوذها يؤخذ منها. هذه التنظيمات الدينية المتشدّدة والمتغطرسة في بنغازي هي وللأسف  تحتمي بالناس في بنغازي وربّما أيضاً تتدعّم بهم، ومن ثمّ فإنّني أرى بأن ما يحدث في بنغازي هو من داخلها وعلى جميع آهالي بنغازي بمعونة بقية الليبيّين والليبيّات أن ينفظوا عن أنفسهم هذا الغبار وأن يقوموا بكشف من يعبث بأمنهم إن كانوا بالفعل - ولا أشك في ذلك - يسعون لتأمين مدينتهم. البداية يجب أن تكون في بنغازي، والمبادرة يجب أن تكون من أهل بنغازي أنفسهم. 
هذا الأمر يكاد ينطبق تماماً على مدينة درنة ومدينة سرت ومدينة إجدابيا حيث تتواجد تلك التنظيمات الدينيّة المتشدّدة (أنصار الشريعة) بكل قوّة وبكل عنفوان.

لقد حان وقت المكاشفة، وحان وقت المصارحة، وحان وقت الإنتفاض على كل من يحاول فرض إرادته وطريقة تفكيره على الليبيّين. هؤلاء الناس من وجهة نظري هم غير قابلين للنقاش وهم غير مستعدّين للحوار، وأظن بأنّ الحسم هو من سوف يكون سيّد الموقف في تلك المدن وبنغازي على وجه الخصوص. إذا كان الحسم في طرابلس ينعكس على ليبيا كلّها، فإن الحسم في بنغازي سوف ينعكس على المناطق الشرقيّة كلّها وحتى الحدود المصريّة مع بلادنا..... فعلينا أن نكمل فصول ثورتنا التي تحرّرنا بفضلها من طغيان القذّافي حتى نتحرّر من طغيان أولئك الذين يحاولون جاهدين لخلافته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق