يصادف اليوم الإربعاء 11 يونيو 2014 الذكرى السنوية رقم 44 لجلاء القوّات الأمريكيّة عن قاعدة ويليس (معيتيقة) وقاعدة الوطية في غرب البلاد. وبهذه المناسبة العطرة لا يسعني إلاّ أن أتقدّم للشعب الليبي قاطبة بأطيب التهاني والتبريكات آملاّ في المزيد من التحرّر لبلادنا من سيطرة الأحنبي على ثرواتها وقرارات شعبها السياديّة.
ذهب القذّافي وبقى الجلاء
إنّه من الغباء وضيق الأفق بأن يتم التغافل المقصود والمبرمج لذكرى إجلاء قوى أجنبية كانت تتحكّم في قرارنا وفي أمننا وتنتهك سيادة وكرامة بلدنا لمجرّد أن صانع ذلك الجلاء قد إنقلب عليه الشعب وأبعده لتصرّفات وأفعال هي بعيدة كل البعد عن جوهر الإجلاء واهمّيته بالنسبة لنا كليبيّين وليبيّات.
وسواء كرهنا القذّافي أم أحببناه فهو بكل جدارة كان قد حقّق هذا النصر لليبيا العزيزة، وهذا الفخر لكلّ الليبيّين والليبيّات ممّن يحبّون ليبيا ويعشقون حريّتها ويحلمون برفعتها وصونها وإستقلاليّة قراراتها السياديّة.
نعم.. الناس يذهبون والوطن هو فقط من سوف يبقى إلى أن تنتهي البشريّة وتنتهي هذه الحياة الدنيويّة، فلماذا يسيطر علينا الحقد ويتحكّم في إختياراتنا الأغبياء ونحن بإمكاننا أن نفكّر ونختار ونقدّر ونعتبر؟.
علينا أيضاً بأن نذكّر اجيالنا الحاضرة والأجيال الآتية من بعدنا بأنّ النظام الملكي كان هو من جلب هذه القواعد الأجنبيّة لبلادنا، وبأنّ السيّد محمّد إدريس السنوسي هو من أصرّ على بقائها على الأرض الليبيّة كي تحمي له عرشه وتحافظ على بقائه ملكاً على الشعب الليبي الذي كان أكثر من ثلثيه يكره ذلك النظام لأنّه كان قد تم فرضه بالقوّة على هذا الشعب الطيّب.
بقيت القواعد العسكرية للقوى الإستعماريّة في ليبيا طيلة حكم الملك إدريس السنوسي ولم يتم التخلّص منها إلاّ بالتخلّص من ذلك النظام المتهالك الضعيف الذي بدل أن يحتمي بشعبه فضّل الإحتماء بمن أتوا به ونصّبوه ملكاً على ليبيا. فقسماً لو أن ذلك النظام الخانع الوضيع لم يتم قلبه عن بكرة أبيه لكانت بلادنا إلى اليوم مدنّسة بالقواعد العسكريّة للمستعمرين المتغطرسين مثلنا في ذلك مثل مملكة السعوديّة وإمارة الكويت وسلطنة عمان وإمارة قطر وإمارة البحرين ومملكة الأردن.
الملك إدريس السنوسي هو من جلب تلك القواعد إلى بلادنا وهو من أجّر تراب بلادنا للأجنبي غير عابئ بقدسية التراب الليبي وآحاسيس الشعب الليبي التواقة نحو التحرر والإنعتاق بعد أن عانت بلادنا من الإستعمار الإيطالي ومن بعده الإدارات البريطانيّة والفرنسيّة بدعم من الولايات المتحدة الأمريكيّة الذين حرّروا لنا بلادنا من الفاشيست الطليان ليبقوا هم مكانهم على حساب مشاعرنا الوطنيّة وتطلعاتنا المستقبليّة. بقيت عساكر بريطانيا وأمريكا تعبث بطهارة تراب بلادنا وتستهين بكرامة أهلنا وتقتل بدون مبرّر بل وبعنجهيّة الأبرياء من أهلنا مثل الشهيدة "معيتيقة" لمن لا يعرفها، وبقى الأمر كذلك إلى أن أتى إلى بلادنا من وبكل شجاعة أمر قوّات المستعمر بان تخرج من ليبيا في غضون إسبوعين أو أنّها سوف لن تحس بالآمان على التراب الليبي من غضب هذا الشعب الذي كان بالفعل في تلك الأثناء شعباً عربيّاً قوميّاً ينادي بالتحرّر ويسعى إلى التعاون مع إخوانه العرب في كل المنطقة العربيّة.
فمرحباً بذكرى الجلاء العطرة، وتحيّة من القلب لكل من ساهم في تحقيق ذلك الحلم الذي طالما راود الليبيّين والليبيّات منذ بزوغ فجر الإستقلال وحتي تحقيقه في يونيو عام 1970، والخزي والعار واللعنة على كل من ساهم في جلب الأحنبي ليدنّس تراب بلادنا الطاهر بألته الحربيّة القاتلة وبجنوده الذين لم يحترموا الخصوصيّة الليبيّة وهم يطيرون على إرتفاعات منخفضة بشكل يثير كل المشاعر الوطنيّة ويقدّم الإهانة لكل ليبي وليبيّة من يحبّون ليبيا ويتمنّون لها الحريّة.
كنت في ذات مساء واقفا خارج البيت مع أخي حينما مرّت فوق رؤوسنا طائرة حربيّة تتبع السلاح الجوّي الأمريكي وهي تطير على بعد عدّة أمتار فوق رؤوسنا، فقرأ أخي على أسفل الطائرة USAF وسألني ماذا تعني؟. أجبته بأنّني لا أعرف ماذا تعني تلك الأحرف لأنّني حينها كنت صغيراً ولم أكن أعرف ماذا تعني USAF. الآن يمكنني بكل سهولة القول بأنّها كانت تعني: United States Air Force أو بمعنى آخر: السلاح الجوّي للولايات المتحدة الأمريكيّة، وكانت الطائرة الحربيّة متجهة من قاعدة الوطية في طريقها إلى قاعدة ويليس في مدينة طرابلس. كل عام وأنتم بألف خير، ولا تنسوا الإحتفال بذكرى طرد الفاشيست الطليان في 7 أكتوبر من هذه السنة إن شاء الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق