Translate

الجمعة، 18 يوليو 2014

المحاكمة لكل من شارك في عملية "فجر ليبيا"

الآن ونحن في يومنا السادس لبداية العمليّة التخريبيّة القذرة والتي أطلق عليها ظلماً عمليّة "فجر ليبيا"، وبدأت خلال هذه الأيّام الستّة تتكشّف امامنا الكثير من المعطيات والحقائق يمكنني تلخيصها في الآتي:
  1. لم تأمر الحكومة بهذه العمليّة بل إنّها أصدرت بياناً بتجريمها لأنّها غير شرعيّة.
  2. المؤتمر الوطني لم يصدر رأياً بشأنها الآن سواء كان ذلك بتبنّيها او إستنكارها، ومن ثمّ فإنّ جميع أعضاء المؤتمر ورئيسه يعتبرون مسئولين مسئوليّة مباشرة عن هذه العمليّة، إلاّ من خرج على العلن وأبدى رفضه لها وتجريمها..
  3. السيّد نوري أبوسهمين القائد العام للقوّات المسلّحة لم نعد نره ولا نعرف مصيره.
  4. رئاسة الأركان التي خرجت تلك العمليّة القذرة بإسمها لم تخرج علينا برأيها بعد.
  5. وزارة الدفاع أنكرت بأنّها امرت بهذه العمليّة وإستنكرتها بإعتبارها غير شرعيّة.
  6. كتائب القعقاع والصواعق والمدني هي مكوّنات درع غرب ليبيا وتتبع وزارة الدفاع.
  7. كتائب القعقاع والصواعق والمدني كانت هي من حرّر مطار طرابلس وبقيت فيه.
  8. لم يشهد مطار طرابلس العالمي إية إختراقات أمنيّة أو إختطاف لطائرات أو إنقطاع في الخدمات بسبب الشغب أو الفوضى لأكثر من ثلاثة سنوات وهو تحت تأمين تلك الكتائب.
  9. أصدرت وزارة الدفاع قراراً بإعتماد إشراف هذه الكتائب على المطار وبأنّها تمثّل الدولة.
  10. أعلنت دروع المنطقة الوسطى بأنّها غير مسئولة عن عملية "فجر ليبيا" وهي ليست طرفاً فيها.


والأسئلة التي تطرح نفسها الآن وبكل قوّة هي:
  1. من هو ذاك الذي أصدر الأمر بالشروع في عملية تدمير المطار وتخريب كل محتوياته؟.
  2. لماذا هي رئاسة الأركان لم تخرج على الشعب الليبي لتقول له وبصراحة رأيها في هذه العمليّة الخبيثة من حيث التأييد أو الإستنكار.
  3. أين هو السيّد نوري بوسهمين وهو صاحب القرار بجلب دروع المنطقة الوسطى لحماية طرابلس؟.
  4. لماذا لم تتحرّك دروع المنطقة الوسطى لإيقاف عمليات التخريب الممنهجة لمطار طرابلس العالمي بإعتبار أن هذه الكتائب مسئولة قانونيّاً وأخلاقيّاً عن حماية العاصمة والمطار هو جزء من هذه العاصمة؟.
  5. لماذا تم تغفيل الشعب الليبي والضحك عليه بتسمية هذه العملية "فجر ليبيا" ومهمّتها تحرير طرابلس من الكتائب الغير شرعيّة؟.
  6. لماذا تم إختيار الخامس عشر من شهر رمضان المعظّم وهو من الأشهر الحرم لإنطلاقة هذه العملية المدمّرة في حين أن كتائب القعقاع والصواعق والمدني كانت تحمي المطار وتحافظ على امنه لما يقارب الأربع سنوات؟. لماذا لم يتم تجنّب القتال في هذا الشهر الحرام على إعتبار ان ذلك يعد متاحاً بالكامل وفي أي شهر آخر من أشهر السنة؟.
  7. عندما كانت ردّات فعل الشعب الليبي قويّة في إستنكارها لهذه العمليّة الإجراميّة، لماذا لم يستجب المسلّحون لرغبة الشعب وذلك بالتوقّف عن تخريب إقتصاد الشعب الليبي؟.
وبناء عليه فإنّني أصل إلى خلاصة مفادها أن عمليّة "فجر ليبيا" هي عمليّة غير شرعيّة وهي عمليّة قرصنة بكل معاني الكلمة هدفها فرض التسلّط على الشعب الليبي من خلال مسلسل كان كلّه كذباً وتدجيلاً وتدليساً. وطالما أن هذه العملية لم تكن شرعيّة فهي خارج سلطة الدولة وبذلك فهي عمليّة إعتداء على مؤسّسات وسيادة الدولة يتوجّب محاكمة كل من أشرف عليها وأمر بها وشارك فيها، وتنفيذ حكم القضاء بشأنهم بما في ذلك تحمّل فاتورة تدمير المطار بمحتوياته كاملة وبدون نقصان او تساهل مهما كانت تدخّلات الجهات التي تقف وراء تلك الميليشيات الخارجة عن سلطة الدولة.
كذلك فإنّنا كشعب ليبي يحق لنا القضاء على جميع المشاركين والمخطّطين والمنفذين لتلك العملية بما فيهم أصغر المسلّحين ولا يعفي المسلّح المخرّب صغر سنه أو إحتكار قراره.

ومن هنا فإنّني ادعو جميع الإخوة والأخوات من ابناء وبنات الشعب الليبي بأن يحتفظوا بكل الصور والأدلّة والأسماء التي يتمكّنوا من التعرّف عليها ليكونوا شهود عيان في المحكمة عندما تتم محاكمة هؤلاء المجرمين.

وختاماً... أريد أن أبيّن وبكل جلاء بأنّ الجرائم لا تتقادم مع الزمن، وبأن محاكمة كل هؤلاء المجرمين يجب.... يجب... يجب أن تتم ولو بعد عقدين من الزمن. العالم من حولنا حاكم مجرمين من الحرب العالمية الثانية بعد مضي أكثر من نصف قرن عليها، ونحن سوف نفرض ذلك على السلطات الليبيّة القادمة حينما يصبح في ليبيا جيش يحميها وشرطة تفرض سلطة القضاء فيها. 
سوف لن نقبل بتوسّط القبائل أو الأعيان، وسوف نرفض وبكل قوّة تدخّل رجال الدين وطرح الحلول الوسط كمثل دفع الديّة أو تنازل طرف ما عن حقّه. حق الدولة لابدّ وأن يصان من خلال أجهزة القضاء والمجرم لابدّ وأن ينال جزاءه وإن طال الزمن. 
لا يمكن إطلاقاً القبول بأن جريمة تدمير مطار طرابلس العالمي  سوف يمكن التغاضي عنها او نسيانها او المقايضة بها... وهذ يجب ان تكون معلومة لكل المجرمين الذين عبثوا بأمن وإقتصاد ليبيا من أكبرهم وإلى أصغرهم.... وسوف يرى المجرمون في حق الوطن إلى أي منقلب سينقلبون.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق