الصدام مع داعش ومن هم على شاكلتها في ليبيا وخاصّة في غربها سوف لن ينجح إلا بعد أن يقتنع الليبيّون والليبيّات بأن المخرج الوحيد لهم ولبلادهم هو بإعتماد العصرنة والحداثة وتوكيل خيار البلد ليحكموها بعيداً عن الإديولوجيا وبعيداً عن التفسيرات المختلفة والمتنافرة للدين.
الشعب الليبي في الوقت الحاضر هو في أمس الحاجة لأن يفكّر ويتدبّر ويبدأ في النظر إلى الأمام، ولكن في وجود عوامل الجهل والتخلّف ومحاولات التجهيل المفروضة عليه من قبل الكثير ممّن إنزرعوا فيه وبدأوا يسيطرون على طريقة تفكيره ، وفي وجود الكثير من الكذّابين والمنافقين بما فيهم رئيس وأعضاء ما يسمّى بالمؤتمر الوطني العام المنتهية صلاحيّاته والحكومة المنبثقة عنه... في وجود هذه الجهات التي تسيطر على الوضع في غرب البلاد، كيف يمكن تنوير الشعب وتوجيه تفكيره نحو بناء الوطن ونحو المستقبل؟.
بكل تأكيد هذه هي مهمّة الحكومة الشرعيّة لتقوم بهذا الدور، لكن الحكومة هي نفسها تحتاج إلى توعية وللأسف. فمتى خرج السيّد عبد الله الثني رئيس هذه الحكومة بكلمة إلى الشعب يحدثهم فيها عن الحاضر ويرسم أمامهم صورة متفائلة للمستقبل ويدعوهم للمشاركة في رسم معالمه ومساراته؟. متى تحدّث السيّد عقيلة صالح رئيس مجلس النوّاب إلى الشعب الليبي كقائد ظرفي لهذا الشعب؟. متى خرج علينا وزير الإعلام ليتحدّث إلينا عن الحاضر والمستقبل؟. متى كان للحكومة وسيلة إعلام فاعلة؟.
ثم... متى بدأت الحكومة ومجلس النوّاب في التواصل الجدّي مع العالم المحيط ومع كل القوى المؤثّرة في الساحة السياسية في ليبيا بهدف توضيح الصورة وإطلاعهم على مشاريع الحكومة ومجلس النوّاب بخصوص القادم من الزمن وحتى المرحلة النهائيّة؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق