تأثير الجن والسحر وبقية المعتقدات القديمة على الإنسان هو تأثير نفساني بإمتياز، ولا يوجد على الإطلاق أي سند علمي أو مرجع بحثي واحد يبرهن على مقدرة هذه الأشياء على إرادة انسان. يقول الله تعالى: { فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ }....
أنظروا إلى "يخيّل" وهي من الخيال، وهي تعني Imagination أي أن تأثير السحر يقيناً هو تأثير نفساني، ولا يوجد من بوسعه تسخير الجن وتسليطها على الناس. إن الذين يؤمنون بمثل هذه الأشياء هم في واقع الأمر من السهل تمرير كل المجاهيل عليهم من أمثال قراءة الطالع، والأبراج، وكتيبة الفقي، والحضاري، وما يعرف ب"ضاربة العون" وهو نوع من أنواع الهستيريا، وكذلك الهذيان "التتمتيم" وهو ما يعرف ب Delirium وهذه الحالة الهستيريّة تنتج عن خلل في الوظائف العقليّة نتيجة لظروف قاسية غير متعوّد عليها جسم الإنسان مثل الإلتهابات الحادة كإلتهاب السحايا وإلتهابات المخ، وكذلك التسمّم الدموي والجفاف المدقع والإختلال الكبير في نسب أملاح الجسم، وكذلك تحدث مثل هذه الحالات في ظروف تعاطي بعض أنواع المخدّرات والمهلوسة منها على وجه الخصوص، وكذلك فإن بعض انواع العقاقير التي تستخدم في العلاج قد توصّل الإنسان إلى مثل هذه الحالات كالأدوية المستخدمة في علاج مرض باركنسون إن لم يكن الطبيب المعالج فاهماً جيّداً لها حتى يعرف كيف يتعامل مع تركيزاتها في الجسم.
حالات الصرع المختلفة وخاصّة صرع الفص الصدغي والفص الأمامي من المخ وهذه الأنواع من الصروعات تتميّز في الكثير من الأحيان بوجود عامل الهلوسة أو التخيّل أو ما يطلقون عليه "مس من الجن" !!.
سوف أكتب مجموعة من المقالات المفصّلة بخصوص هذه الأمور قريباً جداً، حتى يتم توضيحها للناس بهدف إبعاد الخلط بين هذه الحالات المرضيّة والإعتقاد الخاطئ بتأثير الجن أو المس أو السحر، فهذه الأشياء الإيمان بها هو نوع من عدم المعرفة وبذلك فهي تصنّف تحت بند "الإعتقادات الخاطئة" نتيجة لعامل الجهل بالأشياء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق