Translate

الخميس، 16 يوليو 2015

دعوة إلى التجديد ما أحوجنا إليها

 دعت دولة الإمارات العربيّة المتحدّة الكثير من فقهاء الإسلام لحضور مؤتمراً إسلاميّاً سوف ينعقد في دبي يهدف إلى البحث عن سبل ووسائل لتطوير فهمنا للإسلام بما يتواءم مع العصر الذي نعيش فيه، وبما يفتح الأفق الإسلامي أمام المسلمين كي يستوعبوا التغييرات الكبيرة التي شهدها العالم من حولنا خلال العقود الأربعة الماضية على وجه الخصوص.
من المعروف بأن الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي كان قد دعى في شهر يناير من هذه السنة كل المهتمّين بالشأن الإسلامي من فقهاء ومفكّرين ودعاة ومحاضرين بأن يبدأوا فعليّاً في البحث عن الكيفيّات والآليّات التي عن طريقها يخرج الدين الإسلامي من التشبّث بأراء السابقين لينتقل إلى الأمام بهدف التعايش مع معطيات العصر الحديث. وكان الرئيس السيسي قد أعاد نفس النداء يوم الثلاثاء قبل الأمس للتأكيد على أنّه جاد في هذا المضمار.
دعوة دولة الإمارت - وهي دولة تجديدية بكل المفاهيم والدلائل والبراهين - لحضور هذا المؤتمر الإسلامي التجديدي كانت قد وجّهت بالفعل إلى العديد من شيوخ الأزهر وشيوخ ودعاة متفتّحين في العالم العربي والإسلامي، والنقطتين الجوهريتين لهذا الملتقى سوف تكونان: التجديد ومحاربة التطرّف والتشدّد في فهم وتفسير الدين الإسلامي الذي مازال في معظمه يستند إلى تفسيرات للقرآن وبقيّة المفاهيم الإسلاميّة يعود بعضها إلى ما يزيد عن 1000 سنة، وهي مازالت متداولة حتى يومنا هذا في المعاهد والجامعات الدينيّة في العالم العربي والإسلامي.
أنا أعتبر بأن هذه الدعوة وإن جاءت متأخّرة .. ومتأخّرة جدّاً، إلّا أنّه علينا القبول بمبدأ أن تأتي متأخّراً هو خيراً من ألّا تأتي على الإطلاق. أنا أقف بكل قوّة مع مثل هكذا دعوات تكون هدفها وغايتها الوحيدة هي "التجديد" من خلال تفسير الدين بمعطيات وعلوم ومفاهيم العصر الحديث، حتّى لا يتجاوز الزمان الدين الإسلامي ويحوّله إلى دين يتذكّره الطاعنون في السن فقط وربّما مرّة في كل جمعة وربّما داخل المساجد فقط كما يحدث في المسيحيّة على سبيل المثال.
علينا بأن نكون واقعيين وأن نعمل على فهم الواقع والتعامل بمعطياته بدل العيش في عالم إفتراضي ترسم معالمه أفكار خياليّة وتصوّريّة بعيدة عن الواقع المعاش، وتستمد أبجدياتها من عالم الخيال.
الإسلام هو يقيناً يعتبر صالحاً لكل زمان ومكان وذلك لأنّه منزّل على البشر من لدن خالق الكون الذي يعرف كل أسراره وغيبيّاته، ولآن فهمنا للقرآن يظل دائماً قاصراً ومحدوداً كنتيجة لقصور مداركنا نحن البشر مهما تعلّمنا ومهما إجتهدنا..... فإنّ تأويل كلام الله لا يعلمه إلّا هو، ومقدرتنا نحن البشر على فهم مقاصد الرب هي ضعيفة جدّاً ومحدودة جدّاً، وبذا فهي يجب أن تقبل بالقصور في فهم الدين من ناحية، والسعي من أجل البحث عن كل سبل التطوير والتجديد من الناحية الأخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق