Translate

الاثنين، 24 أغسطس 2015

هل يصلح نموذج اليمن في ليبيا ؟

هناك الكثير من التشابه بين الوضع في اليمن والذي هو في ليبيا. اليمن كان يحكمها العقيد علي عبد الله صالح المولود في عام 1942 في الفترة من عام 1978 وحتى عام 2012 (34 سنة)، وليبيا حكمها العقيد معمّر القذّافي المولود في عام 1942 في الفترة من عام 1969 وحتى عام 2011 (42 سنة).
اليمن توجد بها الآن حكومتان، ولها عاصمتان(صنعاء وعدن)، ويوجد بها جيشان متحاربان؛ ليبيا من الناحية الأخرى توجد بها حكومتان وبرلمانان وعاصمتان (طرابلس وبنغازي)، ويوجد بها جيشان متحاربان.

من هنا أنا ارى بأن هناك الكثير من التشابه من الناحية الإستراتيجيّة، ولكن من الناحية الإجتماعية قد تكون هناك الكثير من الإختلافات.... فالشعب الليبي يعتبر أكثر تجانساً من الشعب اليمني وأكثر تعليماً وأحسن حالاً من الناحية الإقتصاديّة والثقافيّة والحضاريّة أيضاً. ليبيا بالمقارنة باليمن يسكنها شعب يعتبر بكل المقاييس أكثر تجانساً من ذلك الذي يسكن اليمن من الناحية الدينيّة، فلا توجد في ليبيا طوائف دينية ذات قيمة ولا توجد بها شيعة وسنّة.
هناك ناحية أخرى يجب التنويه إليها في هذا الإطار وهي الناحية الجيو- سياسيّة، فليبيا محاطة بكل من تونس ومصر وفي هذا ضمان كبير لإستقرار ليبيا؛ ولكن اليمن تحاط بكل من السعوديّة والعراق وإيران إلى حد ما... وهذا بكل تأكيد يزيد من حدّة المشاكل في ذلك البلد.

الذي حدا بي لكتابة هذا الموضوع هو أن ما شهدته اليمن أخيراً من تدخّل لقوات "عاصفة الحسم" العربيّة قد يؤتي ثماره قريباً جداً، وقد يعيد اليمن إلى الإستقرار السياسي وذلك بالمساعدة في إعادة تنصيب السلطات المنتخبة وفرض الطاعة على السلطات المشاغبة وأرى بأن ذلك سوف يتحقّق خلال الآسابيع القلية القادمة. ماذا سوف يحدث بعد ذلك في اليمن، وهل سوف تنعم اليمن بالإستقرار، وهل سوف تنعم اليمن بإستقلالية القرار السياسي؟..... ذلك ما سوف تثبته الأيّام والأشهر التي تلي إعادة الإستقرار في هذا البلد.
في المقابل... نحن في ليبيا في أمسّ الحاجة إلى إعادة الإستقرار وإلى فرض الطاعة على السلطات المشاغبة(من يحكم طرابلس الآن)، وإلى الخروج من هذه الدوّامة. مثل هذا الوضع سوف لن تحقّقه محادثات الصخيرات أو جنيف، وسوف لن تحقّقه الأمم المتحدة لليبيا. طريق الأمم المتحدة هو طريق العراق الفاشل بكل المعايير، وبذلك فإن النموذج العراقي سوف لن يصلح لليبيا على الإطلاق.
أنا شخصيّاً أرى - مع بعض التحفّظ - أن الخيار الأمثل بالنسبة لليبيا للخروج من هذه الفوضى هو من خلال "التدخّل العربي". لو تم التعاون الوثيق والتنسيق بين الجيش الليبي النواة التابع للسلطات الشرعيّة المنتخبة وبين قوّات التدخّل العربيّة بعد تشكيلها فإنّه بالإمكان من وجهة نظري تحقيق ما تم تحقيقه في اليمن من الناحية الميدانيّة، ومن الناحية السياسية أعتقد أنّه بوسعنا كليبيّين وليبيّات أن نسيّر شئوننا بإرادتنا ووفق إختياراتنا لو أنّنا عرفنا كيف نتعامل مع تلك الدول التي قد تساعدنا على إجتياز هذه المرحلة (مصر، تونس، السعودية، الأردن، الإمارات، وربما المغرب).
أنا أرى بأن مثل هذا المشروع قد يؤتي ثماره لصالح كل الليبيّين والليبيّات، وربما يخرجنا من هذه الشرنقة التي وجدنا أنفسنا بداخلها ولم نقدر على الخروج منها..... فما هو رأيكم؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق