Translate

الاثنين، 2 نوفمبر 2015

هل نتعلّم من غيرنا ؟

في مقابلة له هذا الصباح من على راديو 4 التابع للبي بي سي، قال المندوب السامي لأستراليا في بريطانيا عندما سىوئل عن إمكانية إلغاء أستراليا لتبعيتها للنظام الملكي في بريطانيا قال بكل لباقة وبكل ذكاء: يوجد لدينا الآن في أستراليا مشاكل أكبر بكثير من مجرّد التفكير نظام الحكم !.
يوجد لأستراليا مشاكل أهم من مجرّد التفكير في نظام الحكم... ما أروع هذه العبارة وهي تخرج من مسئول كبير في دولة متقدّمة ويبلغ معدّل دخل الفرد السنوي فيها 72,800$.
هكذا تفكّر بلاد العالم المتقدّمة. بناء الإنسان وتأمين الخدمات الراقية له، والحفاظ على سمعة الدولة بين بلاد العالم أهم عندهم بكثير من نظام الحكم مع أن قضيّة التبعية للتاج البريطاني بدأت تشغل بال الكثير من الأستراليين الذين أصبحوا يفضّلون الإنتقال إلى النظام الجمهوري، بإعتبار أن أستراليا كانت بالفعل قد تجاوزت مرحلة التبعيّة وأصبحت دولة مستقلّة لها كيانها.
من المعلوم، فإن أستراليا كانت قد ألغت منذ عدّة أيّام على لسان رئيس وزرائها كل الأنواط الإنجليزيّة من أمثال "الفارس" Knight و"سيّدة المجتمع" Dame، وهي أنواط بريطانية تعود إلى زمن التسلّط الملكي في العصور الوسطى حينما كان هناك ترابط عضوي ومصلحي بين رجال الكنيسة والملوك (كما يحدث الآن في السعوديّة !) الذين توارثوا على حكم بريطانيا وقتها وكانوا كلّهم من الرجال، حيث لم يسمح حينها للنساء بأن يتبوّأن مركز "ملكة"، ومن هنا كانت الأنواط مميّزة للرجال عن النساء بشكل واضح.

وعودة إلى ليبيا... بينما نحن نعاني من كل شئ في بلادنا، وبينما ما يقارب من نصف عدد سكّان ليبيا هم في عداد المشرّدين بين الداخل والخارج، وبينما تنحدر الخدمات اليوميّة في ليبيا إلى مستوى لم تشهده حتى في فترة الخمسينات. بينما نحن نعاني من التحلّل السيادي والإداري إلى هذه الدرجة وأكثر نجد أن "لجنة الدستور" عندنا وهي مشغولة إلى درجة الهوس بتغيير العاصمة من طرابلس إلى مكان آخر، ونجد الكثير من الليبيّين الآن وهم يفكّرون في "العودة المؤقّتة" إلى النظام الملكي وهم "يقيناً" لا يعلمون بأن الملوك إن هم إعتلوا سدّة الحكم فإنّهم إطلاقاً سوف لن يتنازلوا عنها إلّا بإنقلاب عسكري !...... رحم الله ليبيا وآعان أهلها على تحمّل رؤية المهازل التي تحدث بداخلها وفي كل يوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق