Translate

السبت، 14 يناير 2017

هل نقدر على التوقّف لحظة والتفكير من جديد؟

 إن الأمور في ليبيا الآن لا تسير على ما يرام، والكثير منا يعرف الأسباب الجوهريّة التي يجب بألّا تختفي من ذاكرة أي منّا من يحب ليبيا ويحلم بغد أفضل. 
إن سبب كل مشاكلنا وما يجري الآن في ليبيا هو بدون أدنى شك "فجر ليبيا" وتلك الهجمة الغبيّة والمتعجرفة على مطار طرابلس وتدميره ثم الإستيلاء على العاصمة وتهميش كل الواعين والمثقفين من أهلها. تلك كانت بدون أدنى شك القشّة التي بالفعل قصمت ظهر البعير، وعلينا دوماً الرجوع إلى تلك الأيّام العجفاء والعرجاء والعوراء كمرجع إذا كنا بالفعل نريد تغيير ما يجري الآن في بلادنا. أنا أرى بأن الحل الوحيد في ليبيا الآن للخروج من هذا المعطن هو "الجيش". 
نعم يا إخوتي ويا آخواتي يا من بصدق تحبّون ليبيا إن مخرجنا الوحيد من هذا الطمي الذي يكاد يغرقنا في حممه هو "الجيش". لابد من إستيلاء الجيش على كل التراب الليبي وإعلان الآحكام العرفية ثم الشروع الجدّي والحاسم في تنظيف البلاد من هذه الأدران التي دخلت بلادنا منذ 11 فبراير 2011. علينا بأن نتقبّل حكم العسكر من جديد وللأسف، فنحن شعب لا نفهم ولا نستقيم إلّا بلغة القوّة والترهيب والتخويف والحسم. 
تلك هي اللغة التي كان يستخدمها الطاغية القذّافي، لكننا يجب أن نعترف بأن زمن القذّافي كان رحمة على ليبيا مقارنة بما يجري الآن، وكانت ليبيا في عهده محترمة من الجميع ومرعبة لكل من يفكّر في غزوها أو تدنيس ترابها. 
كان الطليان يهرعون إلى خيمة القذّافي ويركعون أمامه لنيل بعض من لطفه وصفحه. كان الطليان مستعدون لتعويض ليبيا عن سنين إحتلالهم لها، وكانوا مستعدون للتنازل عن الكثير من أجل نيل رضاء القذّافي. كذلك فعل الإنجليز في شخص توني بلير الذي حجّ إلى خيمة القذّافي صاغراً ومتوسّلاً. كذلك فعل الآتراك، والقطريون، وحتى الأمريكيّون كانوا يعزفون نغمة المسالمة. أما دول الجوار وخاصّة تونس ومصر فحدّث ولا حرج عن كم التنازلات والزمزكة التي كانوا يقدّمونها للقذّافي كي ينالوا رضاه وصفحة وربّما حنوّه وعطفه عليهم. 
تلك كانت أعوام قد نندم عليها، لكنّنا قد نتجنّب الندم إن نحن عدنا إلى أنفسنا وقرّرنا بالفعل بأن ليبيا سوف لن يضمّها من جديد وينظّفها من أدرانها لا شئ غير الجيش. جيشنا كل المنتمين إليه هم أبناؤنا ومن أهلنا ومن تراب بلادنا، فيمكننا بعد تنظيف ليبيا التعامل معهم بكل عقلانية وبكل مهنية لترك البلاد بعد ذلك لمن يقدر على تحويلها إلى دولة مدنية وعصرية ومتحضّرة. 
فكّروا في الموضوع بعقولكم من فضلكم وسوف لن تندموا على الوقوف وراء جيشكم لتمكينه من فرض سيطرته على كل التراب الليبي والعمل على إخراجنا من هذا اليم المتغبّشة مياهه والمرتبكة مساراته والغائبة عن الآنظار مصبّاته ومآلاته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق