لو أن الصرع سببه الشيطان، لكنّا - نحن الأطباء - أدخلنا جميع البشر في الجنّة ولكنّا تركنا جهنّم خاوية على عروشها..... محمّد بالحاج.
في برنامجه على قناة "إقرأ" السعوديّة هذا المساء، قال فضيلة العلّامة الأستاذ الشيخ الدكتورعبد الله المصلح في ردّه على إحدى السائلات من موريتانيا حينما سألته إن كان الشياطين يتواجدون بكثرة في دورات المياه قائلاً لها: نعم، إنّ دورات المياه هي المكان المفضّل لتجمّع الشياطين. كان قد قال ذلك بكل قوّة وبثقة تامّة وكأنّي به قد قام ببحث علمي إلتقى من خلاله بجمع من الشياطين وسألهم عن الآماكن التي يعشقون التلاقي والتسامر فيها. ما قاله الشيخ المصلح - وهو تلميد إبن العثيمين المبجّل وزوج إبنته - عن الشياطين هو كذبة سافرة كا يكذب غيره من شيوخ الدين الذين يفقهون بما لايعرفون، وتلك هي مشكلتهم.
السؤال الآخر جاءه من إمرأة أخرى تساله إن كان سبب الصرع هو الشيطان !.
أجابها الشيخ العالم بكل ثقة: نعم هناك أنواعاً من الصرع سببها الشيطان !!. وهنا جاء بقصّة عن النبي عليه السلام: كان الرسول عليه السلام مارّا بمكان ما فوجد إمرأة تشتكي إبنها المصروع، فأخذ الرسول قماشاً ولفه حول رجليه ثم جذبه نحوه، وبعد ذلك تركه لحاله وذهب. حينما عاد وجد أمّه فرحة وجاءت إلى الرسول فشكرته علي علاج إبنها من الصرع الذي ألمّ به.
وقال الشيخ العلّامة: هناك نوعان من الصرع: منهما الصرع الذي يعرفه الأطباء وهذا يعالجونه بالأدوية ويستطيعون القضاء عليه، وهناك نوعاً من الصرع سببه الجن، وهذا لا يستطيع الأطباء علاجه. وقرأ أية في القرآن ليستشهد بها على ما يقول: {{ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ}}، وقال في تفسيره لهذه الاية: بأن المصروع بسبب الجن هو المقصود به في هذه الأية، وهو يتخبّط ويتنطّع في مكانه كالممسوس بالجن.
كنت أضحك عمّا أسمع، وبالفعل شعرت حينها بأن الهوّة بيننا وبين العالم المحيط بنا هي أكثر من ألف سنة.
في بحثي عن معلومات عن هذا الشيخ العلّامة عثرت على هذه المعلومة في موقع إليكتروني شهير إسمه" الطب النبوي" ... ليس الطب النووي !:
الصرع صرعان : صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية ، وصرع من الاخلاط الرديئة. والثاني هو الذي يتكلم فيه الأطباء : في سببه وعلاجه.
وأما صرع الأرواح : فأئمتهم وعقلاؤهم يعترفون به ، ولا يدفعونه. ويعترفون : بأن علاجه مقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية ، لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة ، فتدفع آثارها ، وتعارض أفعالها وتبطلها. وقد نص على ذلك أباقراط في بعض كتبه ، فذكر بعض علاج الصرع ، وقال : « هذا إنما ينفع في الصرع الذي سببه : الاخلاط والمادة. وأما الصرع الذي يكون من الأرواح ، فلا ينفع فيه هذا العلاج ».
((((أما جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم ، ومن يعتقد بالزندقة فضيلة ـ فأولئك ينكرون صرع الأرواح ، ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع. وليس معهم إلا الجهل. وإلا : فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك ، والحس والوجود شاهد به. وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الاخلاط ، هو صادق في بعض أقسامه ، لا في كلها.
وقدماء الأطباء كانوا يسمون هذا الصرع : المرض الإلهي ، وقالوا : إنه من الأرواح.)))... المهم في الحديث وضعته لكم بين أقواس حتى تفهموا كيف يفكّر المتخلّفون من شيوخ الدين.
بعد أن تجرّعت غضبي وحنقي وأسفي على قومي الذين يستمعون إلى جاهل غبي مثل هذا الشيخ وهو يريدنا أن نقتنع بأن بعض الصرع سببه الشياطين... حينها تذكّرت بأن جميع أنواع الصرع.... جميع أنواع الصرع بدون إستثناء يمكن إيقافها بالعلاج الطبّي، وهذه حقيقة علميّة.
فإذا كان كلام الشيخ المصلح صحيحاً بأن بعض أنواع الصرع هي من فعل الشياطين، وإذا كنّا نحن الأطباء نستطيع السيطرة على جميع أنواع الصرع بما فيها "الشيطاني" بطبيعة الحال؛ فهذا يعني يقيناً بأنّه بإمكان الطب القضاء على الشيطان وتخليص العالم من شروره.
إذا كان الشيطان هو السبب في دخول الناس إلى جهنّم، وإذا كان بوسعنا القضاء على الشياطين بالعقاقير الطبية... فإنّه بإمكان الطب تخليص الناس من جهنّم.
وخلاصة القول وفق هذا الإستنتاج: لو أن الصرع سببه الشيطان، لكنّا - الأطباء - أدخلنا جميع البشر في الجنّة ولكنّا تركنا جهنّم خاوية على عروشها...!!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق