كان حلم الليبيّين والليبيّات كبيراً حينما خرجوا على نظام الطاغية معمّر القذّافي، وكان أمل الجميع حينها تحرير ليبيا من الطغيان وتحرير الليبيّين من حكم الفرد.
كان الحلم كبيراً وكانت الآمال أكبر.... كانت الطموحات أبعد من أفق الخيال، وكان حلم الدولة العصريّة المتحضّرة يداعب كل من خرج بحثاً عن التحرّر في ليبيا قبيل 17 فبراير 2011.
لم يكن حينها هناك من فكّر بمجرّد إحتماليّة عودة حكم الوراثة لليبيا، ولم يكن حينها هناك من كان يؤمن بعودة الروح لمن لفظ أنفاسه الأخيرة.... لم يكن في ليبيا من كان يمنئي النفس بعودة النظام الملكي المتهالك والذي برهن على أنّه كان نظاماً فاسداً ومترهّلاّ ينخره السوس حتى النخاع بما مكّن مغامر في جيشه من الخروج عليه والإطاحة به في أقلّ من 6 ساعات. لقد تمّت الإطاحة بالنظام الملكي المتعفّن في زمن قياسي يعكس كراهية الشعب الليبي لذلك النظام الذي كان يستمدّ شرعيّته من وجود تلك القواعد الأحنبية التي كانت تحميه وتحافظ له على عرشه.
لم يدافع أحد من الليبيّين أو الليبيّات عن ذلك النظام الملكي الفاسد، ولم يحاول أحد مقاومة التغيير الذي أطاح به لمجرّد معرفة الليبيّين بأن الجيش الليبي هو من خرج لإسقاط نظام حكم العمالة والخنوع للأجنبي. لم يكن النظام الملكي في ليبيا محبوباً من أحد، ولعلّ المثال الأصدق على ما أقول هو ذلك التنازل شبه الطوعي لولي عهد ذلك النظام الملكي المدعو الحسن الرضا السنوسي الذي خان عهده مع الليبيّين ولم يحافظ على وطنهم كما وأن كان قد تعهّد بذلك أمام الله وأمام الملأ. لقد تنازل الحسن الرضا عن الحكم لقيادة الإنقلاب العسكري ولم يبد أية معارضة حينما عرف بأن الشعب الليبي كان يبغض نظام حكم عمّه الذي كان أكبر خنوعاً منه.
تلك هي أحوالكم يا أيّها الليبيون والليبيّات في أغسطس عام 1969، ولولا ضعف وخنوع ذلك النظام الملكي المتهالك لما حكمكم الطاغية القذّافي لأكثر من أربعة عقود من الزمان، ولما ورثتم دولة بهذه الفوضى وبهذا الفساد والخراب. ألم تخرجوا عن بكرة أبيكم يوم 1 سبتمبر لتؤيّدوا الإنقلاب على النظام الملكي وحتى قبل أن تعرفوا من كان على رأس ذلك الإنقلاب، ولماذا كان الأمر كذلك حينها؟. لأنّكم جميعاً كنتم تكرهون النظام الملكي وكنتم كلّكم تبحثون عن التحرّر منه وبأية وسيلة، وأقولها لكم.... لقد كنتم على حق.
الآن وقد ساءت أحوالنا إلى هذا القدر الذي نعاني منه، وأصاب بلادنا ما أصابها على أيدي الحقراء الذي إنتهبوا ثورتكم من بين أيديكم وضحكوا عليكم فإذا بهم اليوم يسرقون كل شئ ويعتدون على كل شئ ويعبثون بكل شئ. إنّنا والحال هكذا وجدنا أنفسنا وللأسف الآن نبحث عن أي مخرج من هذا البلاء ولو كان ذلك بعودة نظام حكم الطاغية القذّافي أو العودة إلى النظام الملكي المتهالك.
إن الحاجة لا تجيز التنازل عن الكرامة، ولو كان الأمر كذلك لكن جاز للمرأة بأن تبيع جسدها في سبيل الحصول على لقمة العيش. إن الكرامة هي أنبل من ملء البطون لمن توجد له كرامة ويمتلك خاصّية الإعتزاز بالنفس. إن أحوالنا التي نعاني منها الآن برغم شناعتها لا يمكنها أبداً أن تعيدنا إلى نظام حكم كنا كلّنا كرهناه ونبذناه وسخرنا منه، فكيف بنا من فرط حاجتنا نسمح ل"تلبوبة" من ذلك النظام الملكي التعيس ليطرح نفسه علينا أميراً معيداً بذلك علينا نفس مسلسل الخنوع والإرتماء في أحضان الأجنبي لمجرّد أنّنا نعاني الآن ولمجرّد أنّنا لم نتمكّن من لملمة أمورنا. لقد شعرت بالحزن والأسى حينما سمعت ذلك الأبله المدعو محمد الرضا السنوسي وهو يستفيد من أوضاع الليبيّين والليبيّات التعيسة الآن ليطرح نفسه أميراً علينا من جديد بعد أن نبذنا عمّه وتنازل عنّا والده صاغراً ليلقي بنا في أحضان الطاغية القذّافي. إنّها بصدق بلادنا وقد أصبحت اليوم مطمعاً لكل رخيص ومنبوذ ليركب على رؤوسنا ويمسك بخناقنا لمجرّد أنّنا نكاد أن نغرق. إن كرامة الشعب الليبي لهي أنفس بكثير من كسرة الخبز، وسوف لن تفرض الحاجة على الليبيّين والليبيّات الخضوع والإستكانة مهما كانت المبرّرات ومهما كانت المثالب.
كان الحلم كبيراً وكانت الآمال أكبر.... كانت الطموحات أبعد من أفق الخيال، وكان حلم الدولة العصريّة المتحضّرة يداعب كل من خرج بحثاً عن التحرّر في ليبيا قبيل 17 فبراير 2011.
لم يكن حينها هناك من فكّر بمجرّد إحتماليّة عودة حكم الوراثة لليبيا، ولم يكن حينها هناك من كان يؤمن بعودة الروح لمن لفظ أنفاسه الأخيرة.... لم يكن في ليبيا من كان يمنئي النفس بعودة النظام الملكي المتهالك والذي برهن على أنّه كان نظاماً فاسداً ومترهّلاّ ينخره السوس حتى النخاع بما مكّن مغامر في جيشه من الخروج عليه والإطاحة به في أقلّ من 6 ساعات. لقد تمّت الإطاحة بالنظام الملكي المتعفّن في زمن قياسي يعكس كراهية الشعب الليبي لذلك النظام الذي كان يستمدّ شرعيّته من وجود تلك القواعد الأحنبية التي كانت تحميه وتحافظ له على عرشه.
لم يدافع أحد من الليبيّين أو الليبيّات عن ذلك النظام الملكي الفاسد، ولم يحاول أحد مقاومة التغيير الذي أطاح به لمجرّد معرفة الليبيّين بأن الجيش الليبي هو من خرج لإسقاط نظام حكم العمالة والخنوع للأجنبي. لم يكن النظام الملكي في ليبيا محبوباً من أحد، ولعلّ المثال الأصدق على ما أقول هو ذلك التنازل شبه الطوعي لولي عهد ذلك النظام الملكي المدعو الحسن الرضا السنوسي الذي خان عهده مع الليبيّين ولم يحافظ على وطنهم كما وأن كان قد تعهّد بذلك أمام الله وأمام الملأ. لقد تنازل الحسن الرضا عن الحكم لقيادة الإنقلاب العسكري ولم يبد أية معارضة حينما عرف بأن الشعب الليبي كان يبغض نظام حكم عمّه الذي كان أكبر خنوعاً منه.
تلك هي أحوالكم يا أيّها الليبيون والليبيّات في أغسطس عام 1969، ولولا ضعف وخنوع ذلك النظام الملكي المتهالك لما حكمكم الطاغية القذّافي لأكثر من أربعة عقود من الزمان، ولما ورثتم دولة بهذه الفوضى وبهذا الفساد والخراب. ألم تخرجوا عن بكرة أبيكم يوم 1 سبتمبر لتؤيّدوا الإنقلاب على النظام الملكي وحتى قبل أن تعرفوا من كان على رأس ذلك الإنقلاب، ولماذا كان الأمر كذلك حينها؟. لأنّكم جميعاً كنتم تكرهون النظام الملكي وكنتم كلّكم تبحثون عن التحرّر منه وبأية وسيلة، وأقولها لكم.... لقد كنتم على حق.
الآن وقد ساءت أحوالنا إلى هذا القدر الذي نعاني منه، وأصاب بلادنا ما أصابها على أيدي الحقراء الذي إنتهبوا ثورتكم من بين أيديكم وضحكوا عليكم فإذا بهم اليوم يسرقون كل شئ ويعتدون على كل شئ ويعبثون بكل شئ. إنّنا والحال هكذا وجدنا أنفسنا وللأسف الآن نبحث عن أي مخرج من هذا البلاء ولو كان ذلك بعودة نظام حكم الطاغية القذّافي أو العودة إلى النظام الملكي المتهالك.
إن الحاجة لا تجيز التنازل عن الكرامة، ولو كان الأمر كذلك لكن جاز للمرأة بأن تبيع جسدها في سبيل الحصول على لقمة العيش. إن الكرامة هي أنبل من ملء البطون لمن توجد له كرامة ويمتلك خاصّية الإعتزاز بالنفس. إن أحوالنا التي نعاني منها الآن برغم شناعتها لا يمكنها أبداً أن تعيدنا إلى نظام حكم كنا كلّنا كرهناه ونبذناه وسخرنا منه، فكيف بنا من فرط حاجتنا نسمح ل"تلبوبة" من ذلك النظام الملكي التعيس ليطرح نفسه علينا أميراً معيداً بذلك علينا نفس مسلسل الخنوع والإرتماء في أحضان الأجنبي لمجرّد أنّنا نعاني الآن ولمجرّد أنّنا لم نتمكّن من لملمة أمورنا. لقد شعرت بالحزن والأسى حينما سمعت ذلك الأبله المدعو محمد الرضا السنوسي وهو يستفيد من أوضاع الليبيّين والليبيّات التعيسة الآن ليطرح نفسه أميراً علينا من جديد بعد أن نبذنا عمّه وتنازل عنّا والده صاغراً ليلقي بنا في أحضان الطاغية القذّافي. إنّها بصدق بلادنا وقد أصبحت اليوم مطمعاً لكل رخيص ومنبوذ ليركب على رؤوسنا ويمسك بخناقنا لمجرّد أنّنا نكاد أن نغرق. إن كرامة الشعب الليبي لهي أنفس بكثير من كسرة الخبز، وسوف لن تفرض الحاجة على الليبيّين والليبيّات الخضوع والإستكانة مهما كانت المبرّرات ومهما كانت المثالب.
قيل لنا في إطار تسويق هذا "النكرة" محمد بن الحسن الرضا ليحكمنا من جديد بأنّه كان يعيش في ليبيا وحتى عام 1992، وما خرج من ليبيا إلّا بعد ذلك التاريخ.... وماذا فعل حضرته ضد الطاغية القذّافي حينما كان في ليبيا، وماذا فعل ضد الطاغية القذّافي حينما خرج من ليبيا في عام 1992؟. هل سمع أحدكم بمحمد الحسن الرضا يقول كلمة واحدة ضد نظام حكم معمر القذّافي حتى عام 2009 حينما نصحه البعض من المتعاطفين مع النظام الملكي ليخرج ويقول شيئاً ما حتى يبرهن لليبيّين والليبيّات بأنّه ربما يكون جديراً بإعادة نظام حكم عمّه عليهم بعدما يتم إسقاط نظام الطاغية معمّر القذّافي؟. هل سمع أحدكم إطلاقاً عن هذا "الغلام" محمد الحسن الرضا وهو يشكّل جبهة معارضة ضد نظام الطاغية القذّافي، أو أنّه ربّما خرج على وسائل الإعلام ليطالب بإسقاط نظام حكم الطاغية القذّافي؟. إنّه لم يفعل من ذلك شيئاً، ولم يبرهن في أي يوم من الأيّام على أنّه كان يحلم بعودة حكم عمه إليه.
اليوم، وقد همس في أذنه من يحلم بعودة النظام الملكي بأن يخرج على الناس طارحاً نفسه عليهم أميراً ممنّياً إيّاهم بالعمل على إعادة النظام الملكي لليبيا على إعتبار أنّه هو الوحيد المتبقّي من تلك الأسرة التي لم نعرف عنها غير الخنوع للأجنبي والتفكير بعقلية القرون السابقة والعيش بمعطيات الماضي السحيق الذي برهن على أنّه لا يتعايش مع الحاضر لوجود التناقض الكبير بينهما.
لقد حاول بعض سماسرة النظام الملكي الضحك على ذقون الليبيّين والليبيّات بالقول: فلنجرّب فترة حكم موقّته تحت النظام الملكي لمدة 5 سنوات نتمكّن خلالها من تنظيم أنفسنا وإعادة النظام والمؤسّسات إلى ليبيا ومن بعدها يستطيع الليبيّون والليبيّات إختيار نظام الحكم الذي يرغبون !!. على من تضحكون يا أيّها السماسرة... سماسرة النظام الملكي؟. هل سمعتم في أي يوم من الأيّام بأن أي نظام حكم ملكي في العالم تنازل عن الحكم بعد الإستحواذ عليه بغير قوّة السلاح؟. متى تنازل أي نظام حكم وراثي في العالم عن الحكم لصالح الشعب إلّا وأن كان قد أرغم على ذلك بقوة السلاح؟. الملوك لا يتنازلون عن الحكم إطلاقاً لأنّهم يظنّون أنفسهم بأنّهم هم السادة والشعب ليس أكثر من عبيد عليه السمع والطاعة. هذه هي فلسفة الملوك في حكم الشعوب منذ أن نشأت الخليقة وإلى أن تنتهي، وسوف لن يتغيّر الملوك إطلاقاً فهم مصابون بداء الطمع وحب السلطان. قال الله تعالى في كتابه العزيز: {{ قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ }} وقال الله تعالى تعقيباً على قولها: {{وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ }}.
أصحوا يا أيّها الليبيّون والليبيّات ولا تتركوا لأحد بأن يضحك عليكم أو يستغل ظروفكم المأساوية التي تعيشونها الآن، فالكرامة لا تباع بالمال لمن يمتلك كرامة ويعرف كيف يصونها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق