خلق الله الإنسان في أحسن صورة وزوّده بالكثير من الخصال الحميدة والتي من بينها الرحمة والمودّة والحنان والرفق بالضعفاء والإنتصار للمظلومين ومساعدة المعوزين. تلك هي صفات إنسانية وجدت مع أبونا آدم (أوّل إنسان على الآرض) عليه السلام، وإستمرّت تتواجد أينما وجد الإنسان ولا تحفل هذه الصفات الحميدة بنوع التديّن أو بالأصل العرقي أو بالموضع المكاني.
هذه صفات خلق الله بها البشر، والأديان أتت لتدعمها ولتقوّيها ولتبيّن حسناتها وفضائلها؛ لكن الأديان لم تأتي بهذه الصفات إلى البشر. البلاد التي لا دين لها تتواجد هذه الصفات بين شعوبها، والبلدان التي تؤمن بديانات مختلفة تتواجد هذه الخصال بين شعوبها، وعلينا تذكّر بأنّ الأنبياء كانوا قد إختارهم الله على حسنات وفضائل فيهم. هذا بكل تأكيد يبرهن على أن الصفات الإنسانية الحميدة تولد مع الإنسان وتبقى ما دام هذا الإنسان موجوداً على الآرض وإلى قيام الساعة.
في ظهر هذا اليوم وبينما أنا خارج من الإجتماع الظهري الأسبوعي وقفت أنتظر المصعد للعودة إلى القسم في الطابق الرابع وما إن فتح باب المصعد حّى وجدّت بداخله رجلاً مسنّاً ومعاقاً كانت قد قد بترت رجله لأسباب علاجيّة وهو يجلس في كرسي نقّال يصارع الحياة بما بقى له من طاقة وقوّة وهما محدودتان جدّاً. بمجرّد إنفتاح باب المصعد لمحت هذا المسن الإنجليزي فأسرعت لمساعدته وبالفعل أعنته للخروج من المصعد وقرّرت أن أترك المصعد لأصاحبه تجاه الباب حيث يقصد خاصّة وأن ذلك الباب لا يفتح إلّا بالبطاقة المشفّرة.
وبينما أنا أشرع في الخروج من المصعد مع الرجل المعاق لمساعدته وصلت شابّة صغيرة وأنيقة للمكان فأسرعت بكلّ عفويّة نحو الرجل وهي لا تعرفه كي تساعده مطمئنة إيّاي بأنّها سوف تعتني به وتشرف على إنتقاله إلى مكانه طالبة منّي بأن أواصل رحلتي إلى الأعلى عن طريق المصعد.
هنا قلت في نفسي، أنا مسلم وهذا الرجل مسيحي وتلك الفتاة قد تكون من بين أولئك الذين لا يحفلون بأي دين، لكنّنا كلّنا إلتقينا حول هدف واحد وهو "القيم الإنسانية النبيلة"... وأقول النبيلة، لأن أيّاً منّا لم يفعل ما فعل من أجل أية مغانم أو مكاسب أو أجر أو عطاء، وإنّما لهدف واحد ووحيد وهو مساعدة الرجل المعاق بدون أن نفكّر في دينه أو معتقده أو أصله أو عرقه أو جنسه أو إنتمائه.... وحدث كل ذلك بشكل عفوي وتلقائي كان الدافع الوحيد على فعله هو "الإنسانيّة" ولا شئ غير ذلك.
من ناحية أخرى، قرأت مقالة كتبها الزميل الدكتور أبوبكر البدري بعنوان: نشاط "تعرّف على جارك المسلم" في بريطانيا 2016... وكان يشير بذلك إلى مقال نشر في صحيفة "سانت هلنز ستار" عن الإحتفال بعيد الأم من منظار إسلامي عنوانه "تعرّف على جارك المسلم"، وكم لاقت هذه الدعوة من ترحيب وقبول من سكّان سانت هلنز وهم بطبيعة الحال أغلبهم من الإنجليز المسيحيين.
المقصود هنا هو أنّه بوسعنا أن نغيّر الصورة النمطية القبيحة التي تركتها أفعال المشعوذين وتجّار الدين عن الإسلام وعنّا كمسلمين في عقول وآحاسيس الغير الذين بدأوا يتحسّسون من الإسلام ومن المسلمين وينظرون إلى ديننا على أنّه دين القتل والعنف الكراهية بدل حقيقته التي نعرفها نحن ولا يعرفونها هم وهي الحب والحنان والرحمة والتآخي بين البشر. نحن وإلى الآن عجزنا بكل تأكيد عن التعريف بديننا وتعريف الغير بخصائله الحميدة، وعلينا بأن نلوم أنفسنا على هذا التقصير.
إنّنا بما نحاول من جهد في معاملاتنا لغيرنا إنّما نفعل ذلك كمحاولة منّا لتغيير الصورة النمطيّة "القبيحة" التي بدأت وللأسف تلصق بدين الإسلام والتي نعاني منها نحن قبل أن يعاني منها أولئك الحقراء والمنغلقين على أنفسهم الذين رسموا هذه الصورة المسيئة للإسلام في عقول وتفكير الغير، وهم لا يعرفون يقيناً بأنّهم بأفعالهم الغبيّة تلك إنّما هم يسيئون إلى أنفسهم وإلى غيرهم بدون أن ينتبهوا إلى ذلك لأنّهم أغبياء ومقدرتم على الفهم والتدبّر محدودة.... وإلى أبعد الحدود.
هذه صفات خلق الله بها البشر، والأديان أتت لتدعمها ولتقوّيها ولتبيّن حسناتها وفضائلها؛ لكن الأديان لم تأتي بهذه الصفات إلى البشر. البلاد التي لا دين لها تتواجد هذه الصفات بين شعوبها، والبلدان التي تؤمن بديانات مختلفة تتواجد هذه الخصال بين شعوبها، وعلينا تذكّر بأنّ الأنبياء كانوا قد إختارهم الله على حسنات وفضائل فيهم. هذا بكل تأكيد يبرهن على أن الصفات الإنسانية الحميدة تولد مع الإنسان وتبقى ما دام هذا الإنسان موجوداً على الآرض وإلى قيام الساعة.
في ظهر هذا اليوم وبينما أنا خارج من الإجتماع الظهري الأسبوعي وقفت أنتظر المصعد للعودة إلى القسم في الطابق الرابع وما إن فتح باب المصعد حّى وجدّت بداخله رجلاً مسنّاً ومعاقاً كانت قد قد بترت رجله لأسباب علاجيّة وهو يجلس في كرسي نقّال يصارع الحياة بما بقى له من طاقة وقوّة وهما محدودتان جدّاً. بمجرّد إنفتاح باب المصعد لمحت هذا المسن الإنجليزي فأسرعت لمساعدته وبالفعل أعنته للخروج من المصعد وقرّرت أن أترك المصعد لأصاحبه تجاه الباب حيث يقصد خاصّة وأن ذلك الباب لا يفتح إلّا بالبطاقة المشفّرة.
وبينما أنا أشرع في الخروج من المصعد مع الرجل المعاق لمساعدته وصلت شابّة صغيرة وأنيقة للمكان فأسرعت بكلّ عفويّة نحو الرجل وهي لا تعرفه كي تساعده مطمئنة إيّاي بأنّها سوف تعتني به وتشرف على إنتقاله إلى مكانه طالبة منّي بأن أواصل رحلتي إلى الأعلى عن طريق المصعد.
هنا قلت في نفسي، أنا مسلم وهذا الرجل مسيحي وتلك الفتاة قد تكون من بين أولئك الذين لا يحفلون بأي دين، لكنّنا كلّنا إلتقينا حول هدف واحد وهو "القيم الإنسانية النبيلة"... وأقول النبيلة، لأن أيّاً منّا لم يفعل ما فعل من أجل أية مغانم أو مكاسب أو أجر أو عطاء، وإنّما لهدف واحد ووحيد وهو مساعدة الرجل المعاق بدون أن نفكّر في دينه أو معتقده أو أصله أو عرقه أو جنسه أو إنتمائه.... وحدث كل ذلك بشكل عفوي وتلقائي كان الدافع الوحيد على فعله هو "الإنسانيّة" ولا شئ غير ذلك.
من ناحية أخرى، قرأت مقالة كتبها الزميل الدكتور أبوبكر البدري بعنوان: نشاط "تعرّف على جارك المسلم" في بريطانيا 2016... وكان يشير بذلك إلى مقال نشر في صحيفة "سانت هلنز ستار" عن الإحتفال بعيد الأم من منظار إسلامي عنوانه "تعرّف على جارك المسلم"، وكم لاقت هذه الدعوة من ترحيب وقبول من سكّان سانت هلنز وهم بطبيعة الحال أغلبهم من الإنجليز المسيحيين.
المقصود هنا هو أنّه بوسعنا أن نغيّر الصورة النمطية القبيحة التي تركتها أفعال المشعوذين وتجّار الدين عن الإسلام وعنّا كمسلمين في عقول وآحاسيس الغير الذين بدأوا يتحسّسون من الإسلام ومن المسلمين وينظرون إلى ديننا على أنّه دين القتل والعنف الكراهية بدل حقيقته التي نعرفها نحن ولا يعرفونها هم وهي الحب والحنان والرحمة والتآخي بين البشر. نحن وإلى الآن عجزنا بكل تأكيد عن التعريف بديننا وتعريف الغير بخصائله الحميدة، وعلينا بأن نلوم أنفسنا على هذا التقصير.
إنّنا بما نحاول من جهد في معاملاتنا لغيرنا إنّما نفعل ذلك كمحاولة منّا لتغيير الصورة النمطيّة "القبيحة" التي بدأت وللأسف تلصق بدين الإسلام والتي نعاني منها نحن قبل أن يعاني منها أولئك الحقراء والمنغلقين على أنفسهم الذين رسموا هذه الصورة المسيئة للإسلام في عقول وتفكير الغير، وهم لا يعرفون يقيناً بأنّهم بأفعالهم الغبيّة تلك إنّما هم يسيئون إلى أنفسهم وإلى غيرهم بدون أن ينتبهوا إلى ذلك لأنّهم أغبياء ومقدرتم على الفهم والتدبّر محدودة.... وإلى أبعد الحدود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق