للدكتور خالد منتصر على مدوّنته الخاصة
فجأة تحولت قطعة القماش التى خلعتها الفنانة حلا شيحة، التى أظهرت خصلات شعرها، إلى غزوة دينية ومعركة إسلامية دونها خرط القتاد، يستعد السلفيون بالتضحية فيها بكل غالٍ ونفيس!، السلفيون والإخوان قسموا البلد والبشر بحجاب حلا إلى فسطاطين، فسطاط الإيمان وفسطاط الكفر، يصرخون إلى المعتصم «واإسلاماه»، يريدون استعادتها إلى فسطاطهم حفاظاً على الشرف الذى يسيل على جوانبه الدم، انتفض الإسلاميون وكتب الدعاة معلقات على «فيس بوك» يناشدون حلا الثبات على إيمانها والعودة إلى نقابها حتى لا يلتهمها الثعبان الأقرع، استخدموا معها سيف المعز وذهبه، إن لم ترجعى عن فعلتك الشنعاء ستهبطين سبعين خريفاً فى نار جهنم وسنضع السيخ المحمى فى صرصور ودنك!، وإن تراجعتِ واعتذرتِ عن جريمتك نعدك بالجنة التى معنا فقط تصريح دخولها وتوكيلها الحصرى. سواء عادت حلا للنقاب أو الحجاب أو لم تعد، سواء أضافت للفن ونجحت فيه أم لم تُضف وفشلت، فقد دارت تروس عجلة التغيير والحراك ولن يوقفها لطم خدود أو شق جيوب، وستبقى دلالة الفعل، لا الفعل نفسه، هى التى تحتاج إلى قراءة وتحليل، قراءة هذا المشهد وردود فعل معظم السوشيال ميديا التى تشم فيها رائحة الهوى السلفى حتى ممن كنت تتصورهم بعيدين تماماً عن تلك المساحة، سأتوقف عند رد فعل الشيخ الباكى الذى حاول الاتصال بـ«حلا» ليثنيها عن قرارها ثم اتصل بزوجها، وأيضاً سأتوقف عند خطاب ابنة خيرت الشاطر الذى تطالب فيه حلا بالعودة إلى حظيرة الإيمان، خرج الشيخ الصاوى باكياً بحرقة وهو يسرب تفاصيل مكالمته لزوج حلا فى كندا، وبالطبع هو يبكى على نفاد رصيد بضاعته التى بارت ويبكى أيضاً على الباقة التى لم تعد «بقباقة» شغالة!، من خلال فيديو الشيخ الباكى تخرج بحزمة مغالطات تجعلك مصدوماً من كم الهلاوس الفكرية والشكليات الطقوسية التى باتت تتحكم فى عقولنا كمسلمين، وتجعلك أيضاً يائساً من إصلاح تلك العقول التى حتماً ستحتاج قروناً لإعادة التأهيل والدمج، يقول وهو يمسح دموعه إن الزوج قد أخبره بأن عِرضه ظل مصاناً طيلة تلك السنوات والآن صار مكشوفاً، الشرف عند هذا الشيخ وبالطبع عند عشرات الملايين مثله تم اختزاله فى تلك القماشة!، وينادى صارخاً اثبت على إيمانك وثبتها على إيمانها، هل صار الإيمان هو الطرحة يا فضيلة الشيخ الفاضل الباكى؟!، أما رسالة خديجة خيرت الشاطر فقد وضعت النقاط على الحروف وبينت أن هذه البكائية الملحمية الإخوانية السلفية ليست على نقاب أو حجاب حلا وإنما هى على شعار ورمز وراية إخوانية رخيصة وسهلة اعترف عصام العريان أنها كانت بداية اختراقهم للشارع والجامعة، فقد كتبت وهى تتمزق: «دعيهم يا حلا فى ظلمات التيه»، طبعاً اللى هم إحنا وأمثالنا ومعنا مكشوفات الشعر، نحن جميعاً من الهالكين فى ظلمات التيه، وتذكرها بحلمها حين رأت أهوال يوم القيامة فى الحلم، طريق الإقناع دائماً عند خديجة ومدرستها هو الإفزاع والرعب والتخويف، وتقول لـ«حلا» فى عتاب مر من هول الصدمة: «ذبحتنى شائعة خلع حجابك بسكين بارد»!، ثم تستخدم بعد الوعيد والتهديد لغة بابا نويل الرقيقة وتعدها بالحصول على سلعة الله، ثم تهمس لها بأنها ستصلى فى جوف الليل وتدعو لها!، المدهش أن الشيخ لم يدمع يوم ألقى الإخوانى بالطفل المسكين من أعلى سطح العمارة أو حين أجبر ضابط كرداسة على شرب ماء النار، والغريب أن خديجة لم يذبحها سكين اغتصاب الأيزيديات وبيعهن فى سوق السبايا عرايا، لكن ما بكى عليه الشيخ وما صلّت من أجله بنت الشاطر فى جوف الليل هو مجرد طرحة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق