Translate

الأحد، 28 يوليو 2019

في حواف السياسة ولكن بشئ من الكياسة

 الكثير منّا يعرفون بأن بوريس جونسون أصبح الآن رئيساً لحزب المحافظين وبالطبع رئيساً لوزراء بريطانيا، والكثير منّا أيضاً يظن بأننا سوف نلمس ونرى ونسمع الكثير من "الخوازيق" السياسيّة حيث يتمتّع بوريس جونسون بخواص تلك الشخصيّة الترامبيّة ولكن ببعض الغباء والكثير من غياب البصيرة أو ربّما فقدانها من حيث الأساس.
السيّد بوريس جونسون ليس بغريب عن المفاجآت المسلّية أو المضحكة أو ربّما نقول "الغبيّة" والكثير من هذا يرجع إلى شخصيّة هذا الرجل المريبة بعض الشئ.
هناك من قد يقول وفي هذا الخضم بالذات بأن بريطانيا شئنا أو أبينا لازلت تعتبر من أكبر دول العالم إقتصاديّاً وعلميّاً وعسكريّاً وسياسيّاً، وبأن بريطانيا برغم تبخّر إمبراطوريتها العظمى إلّا أنّها مازالت تحتفظ بمكانة عالية بين دول العالم وكذلك بين شعوبها بما في ذلك تلك الشعوب التي كانت قد عانت من قسوة الإحتلال البريطاني زمن الإحتلال... وفي هذا الإطار، هناك من قد يقول بأن بلد بهذه المكانة لا يمكنها أبداً بأن تسمح لغبي بأن يحكمها أو متصابئ لأن يسيّر شئون حياة شعبها.
هناك في المقابل من قد يقول بأن أمريكا أعظم دولة في العالم كانت قد سبقت بريطانيا بالسماح لدونالد ترامب بأن يحكمها، فلما لا يسمح ذلك به لبريطانيا؟!. هذا تفكير وجيه وأراه في محلّه، ولكن لفرق أكيد بين جوهر السياسة البريطانية والسياسة الأمريكية.
أمريكا كما يعرف الكثيرون هي مثل شركة تجارية ضخمة لا يسيّرها غير الأغنياء أو رجال الأعمال أو المعروفين في أوساطها الإجتماعية والهوليوودية. أمريكا كان قد حكمها عساكر مخضرمين، وكان قد حكمها نجوم سينما وكان قد حكمها ملياردية وتجّار كبار ورجال أعمال؛ بينما بريطانيا تسير بسياسة مختلفة تماماً تمتاز بالعمق والتفكير الإستراتيجي والحنكة السياسيّة. من يأتي لحكم بريطانيا لابد وأن يكون له تاريخ سياسي حافل بالنشاطات والمواقف، ولابد له من أن يعبر خلال مصفّيات وغربلات ومماحكات ومحاسبات وتمحيصات وتعريات صحفيّة وإنتقادات مجالاتها بكل تأكيد تنعم بشئ إسمه "حريّة التعبير"، وهنا أنا أتحدّث عن تلك الحريّة الحقيقية وليست حريّة شعوبنا العربية التي نسمعها في وسائل الإعلام ولا نلمسها في ممارساتنا اليوميّة.
المهم في الأمر أنني وعدت بألّا يكون هذ الإدراج "سياسي" وإنّما إجتماعي ولو بلمسات سياسيّة.... وها أنذا أحاول أن أخضع نفسي لتلك الحدود !!.
السيّد بوريس جونسون عمره الآن 55 سنة، وهو نتاج خليط كبير من الأجناس التي من بينها بالطبع الجنس التركي. الأتراك بدأوا يقولون وبأعلى صوت وفي وسائل إعلامهم بأن بريطانيا يحكمها الآن سليل العثمانيين وهم على حق. فجد السيّد بوريس جونسون هو "علي كمال" وعلي كمال لمن لم يسمع عنه كان آخر وزيراً للداخليّة في الإمبراطوريّة العثمانية قبل أن تخسرالحرب العالمية الأولى لتتشرذم بعيد ذلك إلى إمارات متحاربة وطوائف متناحرة بإسم الدين ومن منطلق الإختلاف فيه، ولولا بروز "كمال أتاتورك" في اللحظة المناسبة لكانت تركيا مثل الصومال اليوم أو أكثر تبعثراً. الغريب في الأمر بأنّ بوريس جونسون برغم جذوره العثمانيّة إلّا أنّه في عام 2016 حينما كان وزيراً للخارجيّة وقف وبشدة ضد قبول تركيا في الإتحاد الأروربي مما حرمها من ذلك الطموح الذي كانت تحلم به لعدد من السنين. 
المهم.. أن أليكساندر بوريس دي بيفل جونسون كان متزوّجاً من إمرأة من أصول هنديّة إسمها "مارينا ويبلر"، وهي من عاشت معه كزوجة لكنّها لم تتمكّن من تحمّل حماقاته وغرائب شخصيّته حتى وصل بها الأمر إلى طلب الطلاق منه، وبالفعل تحصّلت على قرار من المحكمة بالطلاق منه في عام 2018، وفي نفس اليوم الذي حكمت فيه المحكمة بطلاقها من بوريس جونسون إلتقى هو بعشيقته الحالية "كيري سيموندس" والتي وددت أن أطلق عليها إسم "خيريّة صميده" من باب حب ترجمة الأسماء للعربية !!.
خيرية صميده هذه هي نفسها التي سمع جيران بوريس جونسون في شقّته في غرب وسط لندن خصامه الشهير والمبرّح معها في منتصف الشهر الماضي حيث بلغ شجارهما إلى حد أقلق الجيران لأنّ بوريس الغاضب حينها والواقع تحت تأثير السكر كان يقذف بكراسي المطبخ نحوها ويحطّم الصحون في وجهها ويدفع بطاولة الأكل نحوها بعنف مما أحدث أصواتاً مزعجة في الساعة الرابعة صباحاً والجيران من حولهما نائمين فأدّى ذلك إلى تضايق الجيران وإشمئزازهم مع خوفهم على حياة "خيرية" من تغوّل بوريس عليها مما دفع ببعضهم إلى مهاتفة رجال الشرطة وإبلاغهم بما يجري. وبالفعل حضرت سيارات الشرطة إلى بيت جونسون ولكن لم يتم إقتياده للمخفر لأن الشجار كان "نظريّاً" أي من خلال الأثاث والصحون والتلفّظ الكلامي ولكن بدون أذى بشري !!.
المهم في الأمر ولمن يحب سماع الشائعات والتعرّف على خفايا العائلات، أن خيرية كانت قد تضايقت جداً من بوريس فقرّرت على الفور تركه وهي غائضة ملوّحة له بأنّها بدأت تكرهه وتمقته وعلى أنّها سوف لن تعود إليه.
يقول الجيران بأن بوريس شعر بعد ذلك بأسف شديد وجرى ورائها ليعتذر إليها ويتعلّل بأن سبب شجاره معه كان بسبب تأثير الشرب عليه، لكنّها كان قد بلغ بها الأمر مبلغه فلم تستمع إليه ويقيناً لم تقبل أعتذاره وذهبت في حالها. يقال بأن الدلّوع بوريس شعر بالإكتئاب وندم ندماً شديداً على فقدان عشيقته الجديدة بعد أن فقد قبيل ذلك زوجته وأحسّ بأنّه لا يصلح بأن يكون عشيقاً بعد أن فشل في أن يكون زوجاً صالحاً.
حينما نجح بوريس جونسون في الحصول على تأييد أغلب أعضاء حزب المحافظين يوم الثلاثاء الفائت رأيناً بأنّه كان مبتهجاً جدّاً وكانت قد عادت إليه ثقته بنفسه وشعر من جديد بأنّه مازال قادراً على إجتذاب حب الناس له ولو من خلال نافذة السياسة.
ودعوني هنا أعود قليلاً إلى كيري سيموندس عشيقة بوريس التي أغضبها وكرّهها في حياتها ... كيري (عمرها 31 سنة) هي في واقع الأمر إنسانة متعلّمة (خريجة جامعة وورك) وهي إبنة ماثيو سيموندس أحد المؤسّسين لصحيفة الإنديبندنت المعروفة، وأمّها جوزيفين مكّافي المحامية المرموقة.. أي أنّها من أسرة غنيّة ومعروفة، وهي نفسها ليست إنسانة معزولة أو وحدانية أو فاشلة. كانت ناشطة إجتماعيّة في شئون البيئة ثم إنضمّت إلى حزب المحافظين وهي صغيرة في السن، ومن بعدها شغلت عدة وظائف ناجحة في الحزب حتى أصبحت تشغل وظيفة "موجّهة الإتصالات " في الحزب، وكانت قبلها ناصحة خصوصيّة لعدد من الوزراء من بينهم ساجد جافيد وزير الداخليّة والذي عيّنه الآن بوريس جونسون كوزير للخزانة وهي ربما تعتبر من أكبر وأهم الوزارات في أية حكومة بريطانية مكافأة له على وقوفه معه في خصوص موضوع الخروج من الإتحاد الأوروبّي. ومع أن الكثيرين يقولون عن بوريس جونسون بأنّه مسيحي أبيض وعنصري متشدّد ويكره المهاجرين، إلّا أن بوريس جونسون كان قد غيّر تلك الصورة بأن عيّن ساجد جافيد (باكستاني الأصل ومسلم) في الخزانة، وبريتي باتيل (هندية الأصل وهندوسيّة) في الداخليّة.
المهم في الأمر، أن خيرية صميده لما تخاصمت مع بوريس قبل أسبوع من تعيينه رئيساً للوزراء ورئيساً لحزب المحافظين كانت قد قررت تركه والإبتعاد عنه، لكنها حينما علمت بفوزه كانت أول المهنئين له والراجعين إليه، وكانت بالفعل قد حضرت معه أثناء إلقائه خطاب القبول بالوظيفة. ويقال بأنّ بوريس جونسون كان قد سلّم له مفتاح الشقّة في مبنى رقم 11 في دواننج ستريت(شارع الحكومة والمالية)، وبأن خيرية سوف تقيم معه وقد يعلن زواجه منها في الأشهر القريبة القادمة إن لم تحصل بينهما خناقة أخرى أو إن هو إحتفظ بوظيفته الجديده حيث ترجّح الأوساط الصحفية المطلّعة على أن بريطانيا هي مقدمة على إنتخابات مبكّرة، وبأن بوريس جونسون سوف يفقد الوظيفة من خلال تلك الإنتخابات؛ فهو الآن لا يمتلك أكثر من كرسيين فقط فوق النصاب القانوني وإن فقدهما فسوف لن يتمكّن من تمرير أي قرار وبالأخص هنا بالطبع هو قرار الإنفصال عن "خيرية صميده"... آسف... الإتحاد الأوروبي !!. يومكم سعيد ومبهج وملئ بالمفاجآت السارّة. 
آسف... نسيت نقوللكم بأن الفستان الذي ترتديه خيرية صميده حين حضورها كلمة جونسون كانت قد إشترته عن طريق الإنترنت وثمنه كان فقط 120 جنيهاً إسترلينيّاً(رخيص جداً بمعايير بريطانيا)، وهو يسمّى لوسيلّا قفطان متوسّط "Luella "midi dress من صناعة محلّات "الغولة" Ghost، ولكن بمجرّد خروجها مرتدية إيّاه إزداد الطلب عليه بشكل جنوني وإرتفع سعره إلى ثلاثة أضعاف !!.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق