Translate

السبت، 18 يناير 2020

على السيّد المشير مواصلة برنامج التحرير

  مقال البلومبيرغ حول ليبيا
قرأت هذا الصباح مقالاً مطوّلاً في المجلّة الإقتصادية "بلومبيرغ" عن مؤتمر موسكو الأخير بخصوص وقف إطلاق النار في ليبيا والذي أشرف عليه كل من وزير خارجية روسيا ووزير خارجية تركيا، وأقولها بصدق لقد أحسست بالأسى والحزن علينا كشعب ليبي، وأحسست بأن بلادنا أصبحت نهباً لكل من هبّ ودبّ.
من بين ما يقوله المقال أن السيّد بوتين كان قد شعر بالغضب وخيبة الأمل لأن المشير خليفة حفتر لم يوقّع على نسخة وقف إطلاق النار كما عرضت عليه، وعلى أنّه غادر في ظلمات الليل ممّا أزعج بوتين وأغضبه كما تقول البلومبيرغ.
تقول البلومبيرغ.... كذلك فإن روسيا وتركيا حاولتا الإسراع بعقد هذا المؤتمر وعلى عجالة حتى تسبقا فرنسا وإيطاليا من ناحية، وحتى تظهران للعالم على أنّهما هما من يسيطر على مجريات الأحداث في ليبيا، وهما من سوف يحدد مستقبل الحياة السياسيّة في ليبيا.
وتقول البلومبيرغ كذلك..... توجد لدى تركيا وروسيا مصالح إقتصاديّة في ليبيا ومشاريع إستثماريّة تقدّر بعشرات المليارات، وبذك فإن كلتا الدولتين تحاولان السيطرة على القرار السياسي في ليبيا حتى تستحوذان على كل العقود الإنشائيّة وعمليات الإعمار التي سوف تلحق وقف إطلاق النار.
حينها شعرت بأننا كشعب ليبي لا أحد يهتم بنا ولا من يحفل بمعاناتنا، وإنّما كل تلك القوى التي تتصارع الآن على ليبيا همّها الوحيد هو مصالحها الإقتصاديّة، وأن يكون ذلك من خلال عمليّات "السطو" السياسي، وأحياناً من خلال إقصاء الآخرين حتى وإن كانت نواياهم حسنة.
وبعد أن فرغت من قراءة المقال المحشور بكلمات كلّها "إستفزازيّة" تهدف من وراء السطور إلى إحداث شرخ كبير بين المشير خليفة حفتر وجهات إتخاذ القرار في روسيا بهدف مبيّت وهو حرمان الجيش الليبي من أي دعم وبذلك تنتصر حكومة الوفاق وتنتصر معها مليشياتها التي تدافع عنها وتحافظ على بقائها أو إبقائها.... بعد أن فرغت من قراءة هذا المقال شعرت بالكثير من الحنق وتولّدت في داخلي حينها مشاعر كراهية وبغض لكل أولئك الذين يخططون لمشاريع مؤتمرات ولقاءات ومنتديات تعنى بالشأن الليبي والتي في ظاهرها تتحدّث عن مساعدة الليبيين لكنّها في جوهرها وفي حقيقتها هي تهدف إلى الضحك على الليبيين وفرض حكومات عميلة ومتآمرة عليهم تكون كل مهامها تسليم ليبيا للغير كما حدث في العراق تماماً ومنذ عام 2003.
من هنا أحسست بأن أمل ليبيا الوحيد في التحرّر من هذا البلاء يكمن في جيشها وقيادته التي مهما قال عنها من لايتوافق معها تبقى قيادة وطنية سوف لن يهمّها غير سيادة الوطن ومصالح الشعب الليبي.
إنّهم يعرفون يقيناً.... كلّهم وبدون إستثناء يعرفون بأن إنتصار الجيش الليبي سوف يعيد للبلد سيادته ويحرمهم من أطماعهم التي يحلمون بها، ومن ثم نجدهم - كلّهم وبدون إستثناء - يكرهون الجيش ويتشاءمون من إحتمالية إنتصاره وبلوغه العاصمة قبل أن يكبّلوا البلد بقرارات "دوليّة" تلزم كل المسئولين في ليبيا بالإنصياع الأعمى لما يأتيهم من خارج بلدهم ومن ثمّ يتحوّلون هم إلى منفّذين لقرارات "الحماية الدولية" والتي سوف تفرض على ليبيا لعشرات السنوات القادمة كما حدث في العراق تماماً.
من خلال هذا السيناريو الأسود أرى بأن أمن وسلامة بلادنا هي في أيدي وقدرات جيشها، والجيش القوي هو بكل تأكيد يتبع قيادة أقوى... وهنا يكمن بيت القصيد.
أنا أعرف بأن المشير خليفة حفتر كان قد تمّت دعوته رسميّاً من قبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لحضور مؤتمر برلين الدولي، وعلى أنّه قبل تلك الدعوة. أنا لو كنت مكان المشير، لما قبلت الدعوة بدون شروط واضحة ومكتوبة يتم تحقيقها قبل القبول بالمشاركة؛ ولكن وحيث أن المشير كان قد وافق، فإنّني أطلب من السيّد المشير أن يعد خطاباً مدروساً ومعبّراً يلقيه في المؤتمر وبنقاط واضحة لا يرضى بغير التوافق حولها إن لم يتم الإجماع على قبولها.
من بين هذه النقاط:
1- أن الجيش الوطني الليبي هو القوّة الوحيدة التي يعترف بها المجتمع الدولي كضمان لأمن وسلامة ليبيا، ولا يمكن القبول بأية قوى أخرى مهما كانت المسمّيات.
2- أن ليبيا سوف لن تحكمها حكومة الوفاق، إنّما حكومة وحدة وطنية يعيّنها مجلس النواب، وأن لا تشارك في صنع القرار فيها أية جهة غير مجلس النوّاب.
3- أن جميع دول العالم سوف تكون ملتزمة قانونياً بتسليم كل من أفسد في ليبيا للمحاكم الليبية بغرض محاكمته ومعاقبة المدانين أينما وجدوا في العالم.
4- أن يشرف المجتمع الدولة في حماية الجيش الليبي على إنتخابات حرة ونزيهة لرئيس موقّت للبلاد ومجلس نوّاب مؤقّت جديد لفترة زمنية لا تتجاوز السنتين.
5- أن تكون من مهام مجلس النوّاب الجديد تعيين لجنة مهنيّة ومتخصّصة لصياغة دستور دائم في ليبيا، يتم التصويت عليه بعد دراسته وتعديل ما يلزم من مواده من قبل الشعب الليبي وتحت حماية الجيش.
6- أن تتم الإنتخابات النهائية لرئيس الدولة ومجلسها التشريعي وفق نصوص الدستور المعتمد، وأن يتم التسليم والإستلام في ظروف سلميّة وحضارية وبإشراف دولي.
7- أن ترفع الوصاية الدولية عن ليبيا ويرفع الحظر على تصدير السلاح للجيش الليبي بمجرّد إستلام الجهات المنتخبة لأعمالها وإستباب الأمن في كل ربوع ليبيا.
8- تصبح ليبيا بعد ذلك دولة مستقلة لا تخضع لسطات من خارج حدودها مثلها في ذلك مثل بقية دول العالم، وأن يحترم العالم إستقلال ليبيا وسيادة شعبها على أرضه بدون أي تدخّل أجنبي مهما كان نوعه.
لو أن المشير ذهب إلى برلين وألقى خطاباً وطنياً أمام كل الحاضرين ذاكراً فيه كل تلك النقاط المذكورة أعلاه ونال ذلك موافقة الحاضرين فإنّه سوف يقدّم خدمات جليلة لليبيا ولشعبها تعوّضه عن سنوات الضياع التي عاشها ومنذ عام 2011.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق