Translate

الاثنين، 10 أغسطس 2020

المتفرّجون... ونحن منهم

ونستمر نحن نراقب الأشياء عن بعد وكأنّ الأمر لا يعنينا، نصف ما يدور أمامنا ونتحسّر على ما يجري في بلادنا ولا نستطيع أن نحرّك ساكناً. نحن نشارك الآن فيما يحدث في بلادنا، ونحن من شارك في بقاء الطاغية القذّافي 42 سنة وهو يحكمنا نيابة عنّا، لكنّنا كنّا نفوّضه على ذلك والكثير منّا كان يناصره والبعض كان يشجّعه.
أنا أعتقد بأن الوقت كان قد حان لنا لأن نبدأ في توجيه التهم نحو أنفسنا فعسانا أن نخرج عن سلبيتنا وعسانا نبرح مكاتبنا وصالونات بيوتنا. نحن من يعرف الكثير فقط لأنّنا كنّا قد عاصرنا الكثير ولأنّنا كنّا قد رأينا الكثير... ولأنّنا كنّا قد قرأنا كثيراً، ونحن من يجب بأن يكون مثالاً لغيرنا ممّن لا يعرفون الكثير مثلنا فعساهم أن يقتدوا بنا أو أن يتشجّعوا بوجودنا.
هل آن لنا بأن نبدأ في طرح أفكاراً جديدة للتغيير؟. هل آن لنا بأن نقلع عن وصف ما يجري في بلادنا من مآسي وأهوال، وهل آن لنا بأن نتوقّف عن مجرّد سرد تواريخ العلل لنبدأ في التفكير في العلاج أو إبتكار الحلول؟.
الحالة الليبيّة يا سادتي وأنا - من بينكم - مشخّصة أمامنا وعلل بلدنا معروفة لنا جميعاً... قد لا نعرف بعض أسبابها نعم، لكن العلل معروفة فيكفينا ضحكاً على نفسنا. علينا بأن نتعاون معاً على وصف العلاج، وعلينا العمل على مناولته حتى لمن يحاول أن يلفظه أو لمن يصرّ بأن يرفضه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق