Translate

الخميس، 7 يونيو 2012

تنظيم القاعدة يعلن مسئوليّته عن تفجيرات بنغازي

خبر منقول عن "أخبار ليبيا"

 قال مصدر أمني ليبي إن جماعة تطلق على نفسها اسم "كتائب الشيخ عمرعبدالرحمن" تركت قصاصات ورقية في موقع التفجير الذي تعرضت له البعثة الأمريكية في بنغازي الأربعاء، تعلن فيه مسئوليّتها عن الهجوم الذي قالت إنه جاء رداً على مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أبويحيى الليبي.
وقال نعمان بن عثمان، وهو محلل في مؤسسة “كويليوم” البريطانية، وقد سبق له أن كان أحد العناصر القيادية في “الجماعة الليبية المقاتلة”، إن مصادر أمنية أطلعته على أن القصاصات التي تركها المهاجمون تهدد بشن المزيد من الهجمات ضد الولايات المتحدة.
ورأى بن عثمان أن جماعات مؤيدة لتنظيم القاعدة قد تتخذ من مقتل الليبي، الذي أعلنت الولايات المتحدة استهدافه بغارة جوية في باكستان، ذريعة لتوسيع نطاق عملياتها.
وكانت السفارة الأمريكية في العاصمة الليبية طرابلس قد كشفت الأربعاء، أن مقر البعثة في مدينة بنغازي، كبرى مدن شرقي البلاد، تعرضت لهجوم ليل الثلاثاء، لم يسفر عن سقوط خسائر بشرية، في حادث يأتي وسط التوتر الأمني المستمر منذ أشهر بالبلاد، وفي أعقاب إعلان واشنطن عن تنفيذ غارة أدت إلى مقتل القيادي الليبي.
وقالت السفارة الأمريكية في بيان لها: “من حسن الحظ أن أحداً لم يصب جراء الهجوم” الذي جرى عبر استخدام قنبلة يدوية الصنع.
ولفتت السفارة في بيانها إلى أن الانفجار أدى إلى تضرر الباب الخارجي لمقر البعثة، مضيفة أن واشنطن “طلبت من السلطات الليبية زيادة الحماية حول المقرات والمرافق التابعة لها” في البلاد.
وأعرب السفارة عن “أسفها” للهجوم، ولكنها شددت على أن العملية لن تؤثر بأي حال من الأحوال على العلاقات بين الولايات المتحدة وليبيا.
وكان مجموعة مجهولة تطلق على نفسها اسم “كتائب عمر عبدالرحمن” قد أعلنت مسئوليّتها عن هجوم سابق باستخدام قنبلة يدوية استهدف مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في 22 مايو/أيار الماضي، في مدينة بنغازي أيضاً.

التعليق
يبدو أنّنا ما إن تخلّصنا من نظام الطاغية المقبور معمر القذّافي حتى وقعنا في أحضان تنظيم القاعدة وهذه في حد ذاتها تعتبر نكوصاً قد يكون خطيراً، وقد تكون له تبعات مستقبليّة غاية في التعقيد.
أنا أرغب هنا في أن أشدّد وبكل قوّة على أهميّة إعطاء هذه القضيّة كل إهتمامنا كبلد يرغب في بناء نفسه على أسس ديموقراطيّة تهدف إلى تأسيس الدولة المدنيّة التي تبنى على مشروع المؤسّسات التخصّصيّة التي تناط بها المهام كل حسب تخصّصه. فالأمن يجب أن يكون من إختصاصات وزارة الداخلية، وحماية حدود البلاد وسلامتها وسيادتها يجب أن تكون مهمة الجيش الوطني؛ ومن هنا لا يوجد في الدولة المدنيّة مكاناً لميليشيات مسلّحة، ولا إلى تنظيمات عسكريّة مهما كانت المبرّرات ومهما كانت الأغراض المعلنة.

أعيد فأكرّر ما سبق لي أن كتبته من قبل بأنّ تنظيم القاعدة يعتبر أكثر دمويّة وتدميراً من نظام حكم الطاغية القذّافي مهما كان ذلك النظام قاسياً في حق الليبيّين؛ فالطغيان بإسم الدين هو أشد شراسة ودمويّة من الطغيان بإسم السياسة.
طاغية الدين يحكم بنظريّة "التفويض الإلهي" وهو من يعطي لنفسه هذا التفويض، وهو كذلك من يجيز لنفسه بأن يكون حامياً للدين ومدافعاً عنه وفق نظرته وحساباته وتقديره بدون الإحساس بضرورة العودة للشعب. رجل الدين المتشدّد ( والسلفي على وجه الخصوص) يرى نفسه وصيّاً على الدين بمفهوم أنّه هو "ظلّ الله في الأرض". 
على الجانب الآخر لهذه المفارقة، فإنّ طاغية السياسة هو بدوره يحكم بنظريّة "التفويض الثوري" وهو أيضاً من يعطي لنفسه هذا التفويض، وهو كذلك من يجيز لنفسه بأن يكون حامياً للثورة ومدافعاً عنها وفق نظرته وحساباته وتقديره بدون الإحساس بضرورة العودة للشعب أو الإستماع إلى رأيه. 
الفرق بين الطاغيتين يكمن في كون طاغية السياسة هو من لا يضرّك ولا يقف في طريقك إن أنت بيّنت له على أنّك غير مهتم بالسياسة ولا توجد لك طموحات سلطويّة ( أي أنّك لا تنافسه)، أمّا طاغية الدين فهو من لا يتركك لشأنك مهما إبتعدت عنه، ومهما أبنت له على أنّك لا توجد لديك طموحات دينيّة، ومهما أكدت له بأنّك لن تنافسه. طاغية الدين يلحق بك أينما ذهبت، ويتبعك حتى في داخل بيتك فيتدخّل بينك وبين أفراد أسرتك، ويتدخّل في مأكلك ومشربك وفي سكنك. طاغية الدين يظن بأنّه وصيّاً عليك، وبأنّه من حقّه بأن يفكّر لك نيابة عنك فهو من يظن دوماً بأنّك لا تستطيع أن تسيّر شئون حياتك بدون الإستعانة به ... وتلك هي المصيبة.

حين يتسرّب تنظيم القاعدة إلى بلادنا، وحين يتمكّن السلفيّون من التحرّك بحريّة فإنّهم سوف يعبثون بكل شئ، وسوف يفسدون كل شئ والأمثلة العمليّة موجودة لدينا بكل قوّة في العراق والصومال، وما كان يحدث في الجزائر. علينا أن ننتبه إلى هؤلاء أصحاب التفكير الأحادي والآفق الضيّق فهم من لا يتوانى عن إشعال النار إن كان تفكيرهم يرى ذلك "شر لابدّ منه".

تنظيم القاعدة في مدينة درنة الليبيّة (عن CNN)

بعيد تفجيرات القنصليّة الأمريكيّة في بنغازي بدأ إهتمام أجهزة الإستخبارات الأمريكيّة يركّز على شرق ليبيا ومدينة درنة على وجه الخصوص حيث يقيم السيّد عبد "الباسط عزّوز" وهو من أبرز مقاتلي القاعدة وله علاقة قويّة جداً مع القائد الحالي لتنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
السيّد عزّوز وهو ليبي من درنة قضى وقتاً من عمره في مدينة مانشستر البريطانيّة حيث بدأ هناك يقوم بنشاطات داعمة لتنظيم القاعدة وصلت إلى حد تجنيد بعض المسلمين البريطانيّين من أصل باكستاني وبنغلاديشي للحرب في أفغانستان إلى أن أكتشفت المخابرات الإنجليزيّة سرّه فتم إيداعه في سجن "بيلمارش" في لندن في عام 2005 وبقى هناك إلى أن تم إطلاق سراحه في عام 2009 حيث سافر إلى أفغانستان وهناك إلتقى بأيمن الظاهري وبدأت علاقات دافئة بين الإثنين تنمو تدريجيّاً إلى أن أصبح من الموثوق بهم فأرسله أيمن الظواهري إلى درنة الليبيّة في ربيع 2011 حيث بدأ يدرّب مقاتلين ليبيين هناك في مدينة درنة.
تمكّن عزّوز مع أربعة قوّاد ليبيّين كبار ( كلّهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة) من تجنيد ما بين 200 - 300 مقاتل من الشباب الليبي كلّهم ينتمون إلى تنظيم القاعده في المغرب العربي، وجذب هؤلاء بعض المنتمين للقاعدة من مصر حيث وجد هؤلاء أن الأوضاع الأمنية السائبة في ليبيا بعد القضاء على نظام الطاغية القذّافي تمكنهم من الإنتشار والتدريب والقيام بعمليّات "قتاليّة" في داخل ليبيا تستهدف مصالح غربيّة وعربيّة أيضاً.
المخابرات الأمريكية على علم بهؤلاء، وبعيد التفجير الذي إستهدف قنصليّتها في بنغازي قامت وزارة الدفاع الأمريكيّة بنشر عدد من طائرات "درون" فائقة التقنية والتي تعمل بدون طيّار، وهي الآن تمسح شرق ليبيا على مدار الساعة لإصطياد مجنّدي القاعدة في ليبيا ( درنة على وجه الخصوص) بهدف قتلهم والتخلّص منهم ( عن CNN) .
ذلك ما تفعله أمريكا بهؤلاء المخرّبين، فماذا سوف يفعل الليبيّون من أجل حماية بلادهم من أهوال وتخريبات هؤلاء المسيئين للدين الإسلامي بإسمه ؟. ذلك هو واجب الليبيّين إذا كانوا بالفعل يريدون رؤية ليبيا تسير إلى الأمام كدولة مدنيّة متحضّرة فأمثال هؤلاء الغجر لا يستطيعون التأقلم مع المدنيّة والتحضّر فهم كالصراصير لا يمكنها العيش إلا في آماكن القذارة. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق