Translate

السبت، 16 يونيو 2012

"الإخوان" يتحكّمون في صناعة القرار في ليبيا

 منذ قيام ثورة 17 فبراير ونحن نلاحظ إزدياد نفوذ وسيطرة تنظيم "الإخوان المسلمون" على مقاليد السلطة في ليبيا وكأنّي بهم كانوا يعدّون العدّة لمثل هذا اليوم. السؤال الذي يحق لكل ليبي ولكل ليبيّة أن يسأله: هل الإستيلاء على السلطة بالنسبة للإخوان هو وسيلة للحصول على المزيد أم أنّه يعتبر غاية في حد ذاته؟.
الذي شاهدناه خلال ال8 أشهر الماضية منذ إعلان تحرير ليبيا وحتى اليوم هو أن تنظيم الإخوان أخذ يفرد ذراعه الطويلة ليضعها بسلام وآمان على كل شئ في ليبيانا الحبيبة حتى أصبحنا اليوم نرى ونلمس إشتداد قبضتهم على كل مفاصل السلطة في الدولة الليبيّة وعلى وجه الخصوص كل الوزارات السياديّة ومراكز صنع القرار؛ مما يعطي الإنطباع بأن الإستحواذ على السلطة في ليبيا والإحتفاظ بها - ربّما إلى الأبد ـ تحوّل إلى هدف "نبيل" في عقل وتفكير تنظيم الإخوان المسلمون الذي كما نعرف يستلم توجيهاته من المرشد العام ( بمثابة أية الله عند الشيعة) في مصر. فكما ربّما يعرف الكثير من الليبيّين فإنّ تنظيم الإخوان المسلمون يعتبر نفسه حركة إسلاميّة إصلاحيّة شاملة  كانت قد تأسّست على أيدي السيّد حسن البنّا في مصرعام 1928؛ وظلّت تحتفظ بمقرّها الرئيسي في مصر ويكون مرشدها العام من مصر، ويعتبر المرشد العام هو الأب الروحي للتنظيم يلتزم كل عضو فيه بتغليب منهج التنظيم والإمتثال لقرارته من قبل كل المنتمين لهذا التنظيم بغض النظر عن مواقعهم القياديّة فيه، ويعتبر إنتماء العضو القُطري غير ذي شأن في مقابل إنتمائه الروحي والعضوي للجماعة، وهنا يكمن الخطر ومن هنا ينتابنا الخوف على مستقبل بلادنا بحيث أنّها قد تتحوّل تحت سلطة الإخوان إلى محميّة لتنظيم الإخوان "العالمي" يتصرّف فيها كما يحلو له. وبناء عليه فإنّني أدعو كل الليبييّن والليبيّيات بأن يغلّبوا جوانب العلم والكفاءة والخبرة والعصرنة على الكلام النظري الذي يصعب البرهنة عليه والذي لا 
يزيد عن دغدغة للعواطف وإستغلال لطيبة الناس وإيمانهم الفطري بدينهم الإسلامي بهدف تمرير مخطّط قد لا تكون أهدافه ومراميه تصب في مصلحة ليبيا كبلد وكوطن.
 هناك الكثير مما يقع بكل سهولة تحت بند "نفوذ الإخوان في صناعة القرار في ليبيا"، ويمكنني هنا ذكر بعض الأمثلة:
1- الإبقاء على الميليشيات المسلّحة والتي يتزعّم أغلبها إعضاء في تنظيم الإخوان مثل السيّد إسماعيل الصلاّبي، أو من المتعاطفين معهم والمساندين لهم مثل السيّد عبد الحكيم بلحاج.
2- تشكيل اللجنة الأمنية العليا والتي ما زالت تعتبر سلطة موازية ومراقبة لأجهزة الدولة السياديّة مثل الشرطة والجيش.
3- خطب السيّد المستشار مصطفى عبد الجليل السياسيّة التي تحوّلت إلى خطب جمعة أو مواعظ دينيّة، بما في ذلك خطاب "التحرير" سئ السمعة.
4- تعيين أعضاء من تنظيم الإخوان في كل منابر الدولة مثل الناطق الرسمي بإسم الحكومة(السيّد نصر المانع)، والناطق الرسمي بإسم المجلس الإنتقالي (السيّد محمد الحريزي)، وكيل وزارة الداخليّة (السيّد عمر الخضراوي)، وغيرهم كثير.
5- القرار الأخير بمنح كل سجين سياسي قي عهد الطاغية القذّافي مبلغ 8000 دينارعن كل شهر قضاه في السجن إذا علمنا بأن أغلب مساجين القذّافي كانوا إما من الإخوان أو الجماعة الليبيّة المقاتله. مع العلم بأن هناك الكثير من الأمور الهاوالعاجلة غير هذه القضيّة التي بوسعها الإنتظار حتى تشكيل الحكومة المنتخبة.
6- تعيينات قواد المناطق العسكريّة على مستوى ليبيا والتي يحظى الإخوان بأغلبها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق