Translate

الأربعاء، 27 يونيو 2012

الرئيس المصري المنتخب يمدّد جسور التواصل

 قام الدكتور محمّد مرسي الرئيس المصري المنتخب بإلتقاء الفعاليّات المصريّة المختلفة لمحاولة مد جسور التواصل بين أبناء الشعب الواحد بهدف إعادة تجسيد الوحدة الوطنية بعد سنوات من التغريب داخل الوطن نتيجة للسياسات العقيمة التي كان ينتهجها الديكتاتور حسني مبارك بإيحاء ونصائح من أركان حكمه، فقد إلتقى مرسي "الأنبا باخوميوس" القائم بأعمال بابا الأرثوذكس، حيث أكّد الرئيس أن المصريين جميعا أصحاب أسهم متساوية في الوطن، وأنه لا يقبل أن يمنّ أحد على أي مسيحي مصري. 


وقال الأنبا باخوميوس "إننا متوسّمون في الرئيس الجديد حب الشعب منذ اليوم الأول، ونرجو أن يكون توليه منصب الرئاسة رسالة حب وسلام لكل الشعب المصري"، مؤكدا أن مصر تحتاج الآن إلى "طمأنينة وسلام".  وأضاف مخاطبا مرسي "إن وجودك في هذا المنصب يريح كل المصريين"، وعقب الدكتور مرسي قائلا "كلنا أبناء هذا الوطن، وسنعمل معا لبناء مصر.
وفي سياق آخر، واصل الرئيس المصري زياراته ولقاءاته الرسمية والجماهيرية، إذ التقى الثلاثاء أسر ضحايا ثورة 25 يناير في مقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة في القاهرة. وأكد مرسي خلال اللقاء دعم الدولة لأسر الضحايا وتقديم كافة أشكال الرعاية لهم.
كما التقى مرسي عددا من كبار علماء الدين الإسلامي يتقدمهم شيخ الأزهر أحمد الطيب، ومفتي الديار المصرية علي جمعة، والمفتي السابق نصر فريد واصل، ووزير الأوقاف، وأعضاء في مجمع البحوث الإسلامية.
وقال الدكتور أحمد كمال أبو المجد الفقيه الدستوري والنائب السابق لرئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان الذي حضر اللقاء، "إننا عرضنا خلال هذا اللقاء تصورا لأداء الأزهر الشريف ودوره في هذه المرحلة، والأولويات التي يتعين القيام بها بدءا من اليوم في بداية هذه المرحلة التاريخية من حياة مصر وشعبها".
الرئيس المصري المنتخب يريد أن يبرهن على أنّه رئيس كل المصريّين بغض النظر عن إنتماءاتهم العرقيّة أو الثقافيّة أو الدينية.
إن الذي يريد أن يبني بلداً عليه أن يكون حلقة وصل بين جميع مواطني هذا البلد فيدفع ذلك إلى إحساس الجميع بأنّهم يقفون على نفس المستوى في الوطنية من حيث الحقوق والواجبات.
في المقابل قيل أنّه في أثناء الاجتماع الثالث للجمعية التاسيسية  لكتابة الدستور حدث موقف غريب ، حيث أصرّ 7 نواب سلفيّون – من أعضاء الجمعية التاسيسية للدستور- على عدم الوقوف اثناء عزف السلام الجمهورى فى بداية ذلك الإجتماع.
هنا نلاحظ الفرق بين من يفكّر ويحسب وبين من يتصرّف بدون تفكير وبدون حسابات لما عساه أن يحدث.
السلفيّون يعتبرون كل تجديد هو بمثابة بدعة وبذا تجدهم يقاطعون كل حدث يختلف عمّا يرغب السلفيّون في إحيائه من أفعال أسلافهم الذين يعتبرونهم أفضل منهم في كل شئ، ذلك لأن هؤلاء المنغلقين على أنفسهم يحسّون بأنّهم ناقصون علماً وديناً على أساس أن "السلف الصالح" يتميّز عنهم علماً وديناً تبرّكاً بحديث إختلف في موضوع صحّته كل إسلامي مجتهد يقول هذا الحديث المختلف عنه: "إن خير القرون قرني هذا ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم".
السلفيّون يطنّون بأن القرون الثلاثة الأولى للإسلام تعتبر أحسن مراحل الحياة الدنيا جميعها، ومن ثمّ تجدهم يتجنّبون التجديد ويحاربون كل ما هو متجدّد على أساس أنّه بدعة.
السلفيون يرغبون في عمل كل شئ عمله الرسول عليه السلام على أساس أنّه "سنّة" وهم لا يعرفون بأن الرسول عاش زمانه مثل الناس الذين عاشوا في عهده ولم يترفّع عليهم. فأكل مما أكلوا، وشرب مما شربوا، ونام على الحصر، ومشى حافي القدمين، وركب الناقة، والحصان، والحمار حسبما توفّر له لأنّه لم يشاء أن يتصرّف كملك أو كأمير يستأثر بكل شئ مما توفّر في دولته. الرسول عليه السلام كان من عامة الناس، عاش بينهم وتعامل معهم وأكل مما كانوا يأكلون.
الرسول عليه السلام إستخدم ما توفر في زمانه، وأكل مما توفّر من طعام حينها فأكل القدّيد مثل بقيّة الناس، وأفطرعلى التمر في رمضان لأنّه لم يجد الحلويات والفطائر. الرسول عليه السلام شرب حليب الناقة الغير معقّم والغير مصفّى؛ ففي عهده لم يعرف الناس البسترة، ولم يكونوا حينها على علم بمكوّنات الحليب أكثر من كونه مادّة غذائيّة متوفّرة ومتاحة.  إستخدم الناس في عهد الرسول الألواح والجلد والصمغ للكتابة لأنّهم لم يعرفوا الطابعة حينها، ولانّهم لم يعرفوا حتى الحبر وورق الكتابة.
السلفيّون يرغبون في تكرار كل شئ فعله الرسول، لكنّهم في المقابل يركبون الطائرات، ويستخدمون الهواتف النقّالة، ويتعاملون مع الإنترنت، ويفتح كل منهم له حساباً في الفيسبوك... هل كان الرسول يستخدم أي من تلك، أم أن مثل هذه الإستعمالات لا تعتبر "بدعة" حسب فهم السلفيّون؟.
وهمسة صغيرة في أذان السلفيّون... للرسول عليه السلام "صفات" وله "ممارسات". نحن نقتدي بصفات الرسول مثل الأمانة والصدق والرحمة وحب الناس والمجادلة بالتي هي أحسن والعفو عند المقدرة وإحترام الجار... تلك الصفات تعيش مع كل زمان وتنفع لكل مكان، أما كيف كان يأكل الرسول وماذا كان يأكل، وكيف كان يسافر، وماذا كان يركب، وكيف كان ينام، وبماذا كان يتغطّى فتلك الممارسات اليوميّة للرسول كان يتحكّم فها المتوفّر والمتاح في عصر الرسول ولو توفّر للرسول حينها هاتف نقّال لكان حتماً قد إستخدمه، ولو توفّرت له طائرة لكان إستخدمها في السفر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق