Translate

الأربعاء، 11 يوليو 2012

الإسلاميون يحاولون استمالة الفائزين في مقاعد «الفردي»

عن "القبس" الكويتيّة
أظهرت النتائج الأولية أمس أن محمود جبريل، رئيس وزراء ليبيا وقت الانتفاضة، عزز تقدمه في الانتخابات، في الوقت الذي يحاول فيه منافسوه الاسلاميون تعزيز مكاسبهم من خلال عقد اتفاقات مع مرشحين مستقلين.
ويتجه تحالف القوى الوطنية، الذي يتزعمه جبريل لتحقيق فوز ساحق في المنطقة الشرقية، التي تضم طبرق ودرنة اللتين، اعتبرتا معقلا للإسلاميين المتشددين مما يوحي بأن قاعدة تأييده أوسع منها في مناطق الحضر مثل العاصمة طرابلس.
كما تقدم جبريل أيضا في سبها، البلدة الرئيسية في الجنوب الصحراوي. أما حزب العدالة والبناء، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا فقد حقق تقدما في بلدة الشاطئ بوسط البلاد، وهي من المناطق القليلة التي لم يكن فيها مرشحون لتحالف جبريل.
لكن مكاسب جبريل لن تترجم على الفور الى هيمنة على المؤتمر الوطني المؤقت، الذي يضم 200 مقعد، حيث خصص 80 مقعدا فقط للقوائم الحزبية، وهو ما يعني أن عدد المرشحين المستقلين سيكون أكبر، ويصعب معرفة اتجاهاتهم، ويمكن أن يبرموا اتفاقات مع أحزاب إسلامية.
وقال ابو بكر عبدالقادر، المرشح المستقل في منطقة الجبل الغربي، إن حزب العدالة والبناء اتصل به وعرض عليه منصبا في الحزب، لكنه رفض.
وفي الإطار عينه، أعلن رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان أنه سيتم الإعلان عن تجمّع يضم عددا من القوى الإسلامية والأحزاب والتكتلات السياسية، واصفا النتائج الأولية للانتخابات بـ«الجيدة بالنسبة للحزب الذى حقق فوزا كبيرا بهذه النتيجة».
وتوقع صوان فوز حزبه بـ40 مقعدا بالنتائج النهائية، واتهم تحالف جبريل بتضليل الناخبين، حيث ظهر لهم في البدء بالعباءة الإسلامية ليعود لاحقاً ويظهر بالثوب الليبرالي. وقال صوان إن الأحزاب الإسلامية ستشكل الاغلبية في المجلس من خلال فوزها بعدد كبير من مقاعد الفردي.
التعليق
في الوقت الذي كانت فيه حظوظ "الإخوان المسلمون" في ليبيا كبيرة جداً للفوز بنتيجة إنتخابات المؤتمر الوطني، أضاع الإخوان تلك الفرصة الذهبيّة بسبب غباءهم الحقيقي.
مارس الإخوان بدون دراية الكثير من الأخطاء "القاتلة" كان أوّلها تصريحات الدكتور علي الصلاّبي الغبيّة والغير مدروسة ضد الدكتور محمود جبريل بما شملت تلك التصريحات من هجوم مفضوح على الدكتور جبريل، وكذلك تلك السباب التي ما كان يجب أن تصدر من رجل متديّن في موقع الدكتور الصلاّبي.
بعد ذلك قدّم الدكتور الصلاّبي قنبلة أخرى للإخوان ربّما كانت أكثر خطراً وتدميراً من الأولى حين ذهب إلى مصر يفاوض أزلام القذّافي وعلى رأسهم أحمد قدّاف الدم، ومما زاد وقع تلك المحاولة الغبيّة والمسيئة لليبيّين وقعاً على الإخوان هو إدّعاء الدكتور الصلاّبي بأنّه كان يقوم بتلك المهمة بناء على تكليف من المجلس الإنتقالي الذي كذّب لاحقاً ذلك الإدعاء.
كذلك أخطأ الإخوان بتعاونهم الوثيق مع قطر من ناحية، ومع المتشدّدين الإسلاميّين في ليبيا الذين يكرههم الشعب الليبي. كذلك تقوّل الإسلاميّون ـ والإخوان على وجه الخصوص ـ عن تحالف القوى الوطنيّة ونعت ذلك التحالف ب"الليبراليّين" الغير مكترثين بالدين، وعلى أنّهم سوف يدفعون الناس إلى ترك الإسلام، وسوف يدخلون الخلاعة والخمر ومواخير العهر إلى ليبيا وكأن أتباع التحالف الوطني هم غرباء ربّما جاءوا إلينا من كواكب أخرى.
الإخوان الآن فقدوا ثقة الشعب الليبي بهم، وكانت بالفعل نتائج هذه الإنتخابات مخيّبة لكل آمالهم؛ وبدل أن يعمد الإخوان إلى مراجعة أنفسهم وتصحيح أخطائهم، نجدهم يكرّرون نفس الأخطاء بأن إستمر هجومهم على التحالف الوطني، وبأن أخذوا يهرولون وراء المرشّحين المستقلّين بهدف الحصول على تأييدهم لهم ضد تحالف القوى الوطنيّة وكأن المستقلين من المتعاطفين معهم.
المستقلّون سوف يبقون مستقلّين، وهم من سوف يقف آليّاً مع التحالف الوطني لتشابه التفكير وتشابه النوايا التي تكمن في العمل على بناء ليبيا العصريّة المدنيّة التي تحكم بالعقل والعلم وتستفيد من كل أبنائها بغض النظر عن إنتمائهم الديني أو العرقي أو الجغرافي.
عليكم يا إخوان ليبيا أن تعترفوا بهزيمتكم في هذه الإنتخابات، وأن تتخلّوا عن تبعيتكم لجهات غير ليبية لا يهمها مستقبل ليبيا إلا من خلال زاوية واحدة وهي الإستحواذ على ثروة الشعب الليبي.
عليكم يا إخوان ليبيا أن تنضمّوا لأهل بلدكم وأن تنتموا إلى ليبيا قلباً وقالبا إن رغبتم بالفعل في المشاركة في حكم ليبيا، وأنصحكم بقبول نتيجة الإنتخابات التي تعرفون جيداً بأنّها كانت صادقة ونزيهة ومعبّرة بالفعل عن تفكير وإختيار أبناء وبنات الشعب الليبي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق