عن وكالة فرانس برس
تظاهر مئات من انصار الفدرالية الجمعة في بنغازي بشرق ليبيا مطالبين بالحكم الذاتي لهذه المنطقة الغنية بالنفط والتي شكلت مهد الثورة ضد العقيد معمر القذافي
تظاهر مئات من انصار الفدرالية الجمعة في بنغازي بشرق ليبيا مطالبين بالحكم الذاتي لهذه المنطقة الغنية بالنفط والتي شكلت مهد الثورة ضد العقيد معمر القذافي.
وافاد مراسل فرانس برس ان اكثر من الف متظاهر تجمعوا وسط بنغازي أمام فندق تيبستي مطالبين ب"إقرار النظام الاتحادي الفدرالي في الدستور الدائم المرتقب للدولة"، ومؤكدين وجوب "عودة الدستور الشرعي للدولة لسنة 1951 بكل مواده مع تعديل المواد التي تتطلب ذلك تماشيا مع الأوضاع الحالية للدولة".
وطالب المتظاهرون ايضا في بيان ب"إعادة جميع المؤسسات العامة التي نقلت قسرا من إقليم برقة من قبل نظام القذافي".
وإقليم برقة هو أكبر الأقاليم الليبية الثلاثة إضافة إلى طرابلس وفزان، وانطلقت من عاصمته بنغازي الدعوة إلى تطبيق النظام الفدرالي في اذار/مارس الماضي.
وينص دستور 1951 الذي أقر إبان عهد الملك الراحل ادريس السنوسي على ان بنغازي هي العاصمة الثانية لليبيا.
واكد المتظاهرون تأييدهم للحكومة الليبية الجديدة التي نالت ثقة المؤتمر الوطني العام واضافوا في البيان "نعلن تأييدنا الكامل للحكومة المنتخبة التي حازت على ثقة المؤتمر الوطني العام، وذلك حتى استحداث دستور يستند على الدستور الشرعي للدولة سنة 1951".
بالنسبة للمطالبين بالفيدراليّة فعلينا أن نحذّرهم وبكل قوّة من هذا المسعى الذي يحاولون جر البلاد إليه.... فهؤلاء الناس وأقولها بكل قوّة إنّما هم يسعون إلى تقسيم البلاد وأنا أقولها وأعنيها. إنّهم يريدون إحياء "إمارة برقة" من جديد ثم بعد ذلك سوف يعملون على تحويلها إلى "مملكة برقة" يعيّنون عليها ملكاً، فتصبح بذلك كياناً مستقلاًّ عن الدولة الليبيّة التي هي بدورها سوف تتحوّل إلى كلمة مكتوبة في كتب التاريخ يحن إليها الوطنيّون متى ضاقت بهم السبل أو أحسّوا باليأس والكآبة. أنظر إلى أقطاب الفيدراليّة: السيّد محمد بويصير، الدكتور أبوبكر بعيرة، وبقيّة الأسماء. فليستمع إلى أمثال هؤلاء من شاء منكم وليحاول من شاء منكم فهم مرامي كلامهم وطرية طرحهم لما ينادون به. لقد إستمعت إلى الأستاذ محمد بويصير (قضى جلّ عمره في أمريكا) وهو يتحدّث عن أموال متركّزة في جيب واحد (يقصد طرابلس) ومناطق مثل أم الآرانب والجغبوب وأوباري وغيرها حسب رأيه لا تحصل على شئ من تلك الأموال، وهو يريد نظام فيدرالي لإيصال المال لتلك المناطق... عجبي كيف يفكّر أمثال هؤلاء!. إنّهم والله يدعون إلى تقسيم البلاد على مراحل تحت مسمّيات تهدف إلى دغدغة آحاسيس الناس وتعدهم ب"الرخاء" حتى يمرّروا سمومهم على الناس في هذا البلد المتّحد إجتماعيّاً وثقافيّاً وعقائديّاً وحتى عرقيّاً. علينا أن نكون على بيّنة بأن النظام الفيدرالي في العراق بدأ الآن يتفكّك وما هي إلاّ عدة أشهر حتى تعلن كردستان العراق إستقلالها التام وما ينتظرون إلاّ إشارة خضراء من أمريكا لفعل ذلك. ثم أنظروا إلى السودان الذي إنتقل من ولايات قيدرالية إلى دولتين متناحرتين. أنظروا إلى بريطانيا نفسها إنّها في طريقها مبدأيّاً إلى الإنقسام لدولتين (إنجلترا وإسكوتلندا) ثم بعد ذلك سوف نسمع عن "ويلز" المستقلّة وبعدها سوف تعود شمال إيرلنده إلى إيرلنده الأم.. وهكذا. إن ما يشد دول الإتحاد الفيدرالي مع بعضها هو الإقتصاد وليس أي شئ آخر. إن أية دولة يحسّ شعبها بأن مواردها المالية بدأت تتقهقر سوف تتفكّك إلى دويلات (الإتحاد السوفييتي، يوغوسلافيا، تشيكوسلوفاكيا)، وأمريكا سوف تتقكّك إلى 50 جمهورية مستقلّة حين يتأزّم إقتصاد أمريكا إلى ذلك الشكل الذي يحسّ فيه الناس بالجوع فتزيد الآنانيّة ويبدأ حينها التفكير في أن هذه الولاية تنتج أكثر من الأخرة ومن حقّها بأن تستفيد من خيراتها لوحدها. أليس هي النغمة نفسها التي يقول بها المنادين بالفيدرالية في ليبيا؟. برقة تنتج ثلثي بترول ليبيا فمن حق أهلها أن ينعموا بخيراتها التي تستحوذ عليها طرابلس.... هل يستطيع أحد منكم يا أيّها الليبيّون الشرفاء إستصاغة مثل هذا الكلام الآناني القصير النظر؟. ليبيا هي غنيّة برجالها وبعلمائها وليست أبداً غنيّة ببترولها.... وعليهم أن يفهموها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق