Translate

الخميس، 8 نوفمبر 2012

إحالة ملفّ المستشار مصطفى عبد الجليل للقضاء؟

  

أنا شخصيّاً أحترم وأقدّر المستشار مصطفى عبد الجليل برغم إختلافي معه في طريقة التفكير وطريقة التصرّف. المستشار مصطفى عبد الجليل له فضل كبير على ليبيا وعلى كل الليبيّين وعلينا أن نكون من المقدّرين لمجهودات الغير حتى وإن كنّا نختلف معهم.
بالنسبة لموضوع إحالة المستشار عبد الجليل للمقاضاة في مقتل اللواء عبد الفتّاح يونس فإنّني مع ذلك الإتّجاه ليس حقداً على المستشار وإنّما تشجيعاً منّي على إظهار الحقيقة. نحن نعرف بأن اللواء عبد الفتّاح يونس كان قد أغتيل بشكل عنفواني في ظروف مفصليّة وحرجة كانت تعاني منها بلادنا في وقت كنّا فيه غير واثقين من إمكانيّة إنتصارنا على الطاغية القذّافي. أغتيل اللواء عبد الفتّاح يونس إنتقاماً منّا كليبيّين وليبيّات نحب بلدنا ونسعى لتحريرها بأية ثمن. الذين إغتالوا اللواء عبد الفتّاح يونس أقل ما يمكن وصفهم به هو أنّهم من ألدّ أعداء ليبيا وأعداء شعبها التوّاق للحريّة. اللواء عبد الفتّاح يونس قتل لأحد سببين: إجهاض ثورة 17 فبراير، أو بهدف الإنتقام لأسباب أنانيّة مريضة. 
الكثير من أعضاء المجلس الإنتقالي يعرفون يقيناً من قتل اللواء عبد الفتّاح يونس وبدون شكّ المستشار مصطفى عبد الجليل يعتبر واحداً منهم، وسكوت هؤلاء إلى الآن يجب تحليله وتشخيصه (الفضّ فيه)مهما كان الثمن. 
هناك الكثير من الأسرار التي ربّما أخفيت عمداً عن معرفة الليبيّين وهذه يجب الإفصاح عنها اليوم وقبل غداً خاصّة وأن مسلسل الإغتيالات لم يتوقّف منذ ذلك التاريخ، ولم يكن يستهدف فقط اللواء عبد الفتّاح يونس ورفيقيه. مسلسل الإغتيالات يستهدف مستقبل ليبيا، ويستهدف صميم عمليّة بناء الجيش الوطني والشرطة حكماً بنوعيّة الإغتيالات التي تركّز بالخصوص على الضبّاط الكبار من الجيش والشرطة والأمن الوطني. هناك عمليّة مبرمجة تهدف إلى الحيلولة دون تأمين البلاد والبقاء على الميليشيات المسلّحة كي تعبث بأمن البلاد والعباد وفق أهواء وأمزجة من يقف وراءها.

من وجهة نظري إن محاكمة المستشار مصطفى عبد الجليل أصبحت أمراً لا مفرّ منه في وجود سيناريو "متعمّد" للتعتيم وتغييب الحقيقة كان للمستشار دوراً كبيراً فيه.... ومن هنا فإنّني أرى بأن محاكمة المستشار مصطفى عبد الجليل من الممكن أن تحقّق النتائج الآتية:
1- البرهنة على أنّه في ليبيا الجديدة لم يعد هناك أناساً أعلى من سلطة القضاء.
2- إعتبار هذه المحاكمة كسابقة فريدة من نوعها في ليبيا تمهّد الطريق نحو العدل الذي لا يستثني أحداً.
3- إظهار الحقيقة ومعرفة من يختفي وراء مسلسل الإغتيالات من أقراد وتنظيمات حتى يمكن إتقاء شرورهم.
4- إعادة الإعتبار للمستشار مصطفى عبد الجليل إن برهن القضاء على أنّه كان بريئاً كما سبق له وأن قال من قبل.

وختاماً... سمعت هذا اليوم بأن القبائل في مدينة البيضاء قرّرت عدم السماح بتسليم المستشار مصطفى عبد الجليل للمحكمة التي أمرت بمثوله أمامها، وكان زعماء قبيلة العبيدات في بنغازي قد أمهلوا المحكمة إسبوعين فقط للبدء في إستجواب المستشار وإن لم يحدث ذلك فإنّهم سوف "يقومون بما يتوجّب عليهم فعله"؛ وفي هذا قد يشتم المراقب رائحة "البارود" أي "إقتتال القبائل" وذلك في المناطق الشرقيّة يعني حروباً ومشاكل سوف لن تنتهي حيث يسود زعماء القبائل في تلك المناطق وهم في واقع الأمر من يسيطر على مجريات الحياة هناك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق