Translate

الأحد، 9 ديسمبر 2012

نعم.... لقد إنتهى زمن الإحتواء

الطيور من طبيعتها أنّها تعشق الحريّة... فهي تزقزق إن حبستها، وتغنّي إن حرّرتها

هناك بيننا من - وللأسف - مازال يعيش في الماضي ولم يقدر أن يبرحه رغم رغم الغييرات التي تحدث من حولنا في كل يوم وفي كل مكان.
هناك من ربّما لا يستطيع أن يرى ما يدور حوله، وهناك ربّما من لا يريد أن يرى ما يدور حوله... هؤلاء وأولئك لم يعد أحد منهم يهمّني في شئ.
لقد أصبح إنسان اليوم مثل الطير..... مطارداً ربّما، لكنّه يظل حرّاً طليقاً رغم الصعاب. كلّما ضاق به العيش هنا فإنّه يبحث عن سبل الحياة هناك، وكلّما جاع هنا فإنّه سوف يجد مأكلاً هناك. كلّما منعوه من الغناء هنا فإنّه سوف يجد مكاناً يشقشق فيه هناك. وكما هو الطير يغنّي وبوسعه أن يصدح في الفضاء الفسيح بدون أن يستطيع أحد من أن يمنعه من ذلك، فإنّ الإنسان أيضاً أصبح اليوم بإمكانه أن يغنّي وبأعلى صوته ولم يعد بوسع مخلوق آخر مثله أن يمنعه من ذلك حتى وإن حاول وإستمات في المحاولة.
إنّك في عالم اليوم سوف تغنّي وتعنّي.. لكنك سوف لن تكون وحدك، وسوف لن تسمع صدى صوتك يأتيك من بعيد يردّه إليك الفضاء الفسيح المحيط بك، بل إن الناس سوف تلحق بك وسوف تستمع إلى صوتك وقد تجد من بينهم من يغنّي معك لحن الحريّة. إن زمن الحريّة بدأ بالفعل يحوم علينا بأجنحته المفروده وسوف يقع علينا فيصيبنا بصعقة الرغبة في التحرّر، وقد يكون من الغباء أن نتجاهله أو نعرض عنه.
نعم... إن تلك الأيّام التي كانوا يمنعونك فيها من أن تقول ما تشاء أو أن تنشر ما تريد قد ولّت وسوف لن تعود ثانية، فالتاريخ لا يعيد نفسه إلاّ ما تشابه منه.  لقد حان لك أخي الإنسان يا من تنشد الحريّة أن تحصل على حريّتك، فالأيّام لم تعد هي نفس الأيّام.. أمّا البشر فسوف لا محالة يتغيّرون حتى وإن عاندوا الخضوع لسنّة التغيير.
إنّ الأيّام التي كنتم تفرضون علينا فيها بأن نستمع إلى ما تريدون قوله لنا (تلقين)... كانت بصدق قد ولّت، وبصدق فإنّها سوف لن تعود من جديد. فاليوم هو يومنا والزمان هو زماننا، وبوسع كلّ منّا أن يعبّر عن كل ما يختلج بداخله ليشعر الغير به بدون الحاجة إلى الإستجداء أو التضرّع أو التضوّع. هلمّ بنا ننطلق إلى الأمام، فالذي ينتظرنا هو أكبر وأجمل وأعظم من ذاك الذي فاتنا.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق