Translate

الأحد، 15 ديسمبر 2013

قضيّة للنقاش

سأل الدكتور عبد الله كنشيل سؤالاً: لماذا يعارض البعض تطبيق الشريعة الإسلامية في ليبيا ؟

وكتبت رادّاً على هذا السؤال بما إستطعت:
 لا يوجد في ليبيا من يعارض أو سوف يعارض تطبيق الشريعة الإسلاميّة، فالإسلام هو معتقد وثقافة ودين هذا الشعب. الشعب الليبي يمارس دينه يوميّاً كل حسب إستطاعته، والشعب الليبي يقيناً لا يمكن له بأن يتخلّى عن دينه... فهذا الدين أصبح جزءاً من هويّته وكيانه ووجوده.

 المشكلة الكبرى في ليبيا الآن تكمن في وجود هذه الجماعات التكفيريّة المتشدّدة والتي أصبحت تتاجر بالدين وتسعى إلى تحويله إلى قضيّة سياسيّة. مشكلتنا في ليبيا هي في تسييس الدين وليس في تطبيق الدين. 
تلك المقاصد الخمس التي ذكرت مع السؤال هي في واقع الأمر تعبّر عن إجتهاد البعض، وهي ليست أركان الإسلام الخمسة التي نعرفها، ومن ثمّ فهي تعكس إجتهاد البعض والذي نحترمه لكنّنا يجب أن نتقبّل وجود مقاصد أخرى حسب إجتهاد الآخرين. فعلى كل من ينادي بتطبيق هذه "المقاصد" أو يدعو إلى تطبيقها أن يبدأ بتطبيقها في نفسه وفي داخل بيته وبين أقربائه وأصحابه وفي شارعه وفي مقر عمله. 
الدين هو تطبيق وممارسة وليس مظاهر ومماكسة. إتركوا الدين لوحده فإنّه مستمر في مسيرته الناجحة والتي مضى عليها الآن أكثر من 1435 سنة وسوف تستمر بنجاح أكثر إلى يوم قيام الساعة، فتلك هي إرادة الله وليست إرادة أنصار الشريعة أو جبهة النصرة أو الجهاد الإسلامي أو تنظيم القاعدة أو تنظيم الإخوان المسلمون. 
الإسلام ولد وشبّ وترعرع قبل وجود هذه التنظيمات التسلّطيّة وسوف يستمر بعدهم وعليهم أن يتركوه لحاله فإنّه والله سوف يكون أكثر إنتشاراً وأكثر عافية وأكثر تقبّلاً بين شعوب العالم. دعوا السياسة لأهل السياسة والدين للشعب وسوف تستمر الأمور كما يجب.

فما هي مساهماتكم في هذا الموضوع بإعتباره أصبح يشكّل - ولأسباب ربما يعرفها الكثير - حجر عثرة في طريق بناء الدولة نظراً لإصرار البعض على تحويل الدين إلى قضيّة سياسيّة يريدون من خلالها رفعه فوق سقف الدستور وإعتباره أعلى من الدستور وغير خاضع للتصويت. فلماذا الخوف من طرح الشريعة للناس كي يصوّتوا عليها؟. هل يشك أولئك المنادون بعدم طرح الشريعة للتصويت في إعتقاد الشعب الليبي ومقدار حبّه لدينه؟. أليس بمثل هكذا تفكير يمارس "المتديّنون" الوصاية على الدين والأبويّة على الشعب؟. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق