Translate

السبت، 24 مايو 2014

قسماً فإن مال الدنيا سوف لن يساوي كرامة طفل من بيننا

إفتتاحيّة

من لم يحاول لا يمكنه أن ينتقل من هنا إلى هناك. نحن مررنا بثلاث سنوات عجاف... أكثر من عجاف، شهدت خلالهما بلادنا كل الويلات والمشاكل التي قسماً أنّني أنا شخصيّاً لم أكن أتوقّعها أو أتكهّن بها طيلة السنوات التي كنّا نقاوم فيها القذّافي وحتى أيّام التحرير المجيدة. 
ليبيا كانت خلال السنوات الثلاث الماضية ضعيفة ولا يوجد بها من يحميها أو يدافع عن كرامتها. الشعب الليبي تم إمتهانه وتحقيره وإذلاله على أيدي بشر من بني جلدته. مدننا الليبيّة الجميلة مثل درنة تحوّلت إلى وكر من أوكار خفافيش الظلام. درنة الوادعة الحالمة تتحوّل إلى خربة تسكنها الأغوال والأهوال ونحن نتفرّج. الزاوية العنقاء بأهلها الطيبين تحوّلت إلى وكر من أوكار تجّار الدين. صبراته الهانئة الهادئة على شط المتوسّط تحوّلت إلى مدينة أهوال ووكراً من أوكار طيور الظلام.
إلى متى يا إخوتي وأخواتي نرضى بالمهانة لبلادنا وبالذل يفرض على المثقفين والمتعلّمين من أبناء شعبنا. إلى متى يا سادة ويا سيّدات نبقى هكذا نتفرّج والغجر يجوبون بلادنا طولاً وعرضاً، يعتدون على مدارسنا ليفرضوا ترهاتهم على طلبتها وتلاميذها وأساتذتها ومدرّساتها ؟. إلى متى يا سادة ويا سيدات نقف متفرجين وأموالنا تسرق من أمام أعيننا ويسرقها من يتقوّى بها علينا؟. أين ذهبت تلك الستمائة مليون دينار في مدينة سرت؟. ألم يستولي عليها سرّاق "أنصار الشريعة" ليشتروا بها سلاحاً وعتاداً إستعرضوا به من أمام أعيننا ونحن نتفرج ونتحسّر ليرهبوننا به ونحن لا نستطيع تحريك ساكناً... أين سوف يكون مصير ذلك السلاح؟. هل لأيدي أفراد الجيش الليبي؟. لا... ذلك السلاح سوف يصوّب إلى صدورنا جميعاً إن نحن بقينا صامتين.

إنّها ساعة الحسم في بلادنا، وعلينا بأن نكون عند مستوى التحدّي. فوالله والله ليس في العالم ... كل العالم ما هو أثمن وأغلى من كرامة طفل من أبناء شعبنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق