Translate

الأربعاء، 4 يونيو 2014

الرجل يفكّر ويحسب... وعلينا بأن نحترمه


أنا إستمعت إلى البيان الذي ألقاه اللواء خليفة حفتر بكل تمعّن وبكل تروٍّ، فأنا وبصدق لا يهمّني أي شئ غير ليبيا، وأقولها لكم بكل صدق إخوتي وأخواتي أنا أعجبني كيف يفكّر هذا الرجل وأعجبني هدوئه وثقته بنفسه.
كان الرجل وبكل جلاء يطرح كلاماً متناسقاً ومتكاملاً ومن الواضح بأنّه كان قد أعد تقريره سلفاً ولا عيب في أن يستعد الإنسان ويفكّر ويتوقّع أسئلة الإستفهام فيجيب عليها مقدّماً لأنّه يتوقّعها وهذا يدلّ على أنّه يفكّر ويتدبّر ويحسب ويتوقّع. 
أنا أعجب بكل إنسان يستخدم ملكة التفكير التي حباه الله بها ودعاه لتفعيلها، وأحترم كل من يستعد ويتجهّز فلا يقول كلاماً سوقيّاً غير متصلة أطرافه ببعضها كما كان يفعل الطاغية القذّافي.
إذا كان اللواء حفتر يرغب في أن يعيد لنا بلدنا بعد أن أغتصبها العشوائيّون فمرحباً بهذا المسعى، وإذا أراد أن يخلّصنا من سيطرة وجبروت تجّار وسماسرة الدين فأهلاً به، وإذا إستطاع بعوننا أن ينصرنا على أولئك الطغاة الجدد الذين رأيناهم بالأمس وهم يكشّرون عن أنيابهم ويعلنوها لنا صراحة بأنّهم سوف يحكموننا غصباً عنّا ولو أدّى ذلك إلى إستخدام أسلحة الفتك والدمار ضدّنا، وأنا أعني جماعة المؤتمر الوطني الذين خرجوا على وسائل الإعلام وهم يهدّدون ويتوّعدون. 
أذا إستطاع هذا الرجل فعل ذلك فمرحاً به وما هو إلاّ ليبي مثلنا وعلينا بأن نتعاون معه ونحن واثقون من أنفسنا ونعرف تحديداً ما نريد... لا يمكن لأي عسكري أو طاغية أم ملك أو أمير بأن يحكمنا. نحن من سوف يحكمنا هو من نختاره للقيام بتلك المهمّة بإرادتنا وبإيعازنا وبمراقبتنا، فليبيا سوف لن تكون إلا بلد ديموقراطي يتناوب على حكمها خيارها من خلال إختيار الشعب لهم وفق الأسس الديموقراطيّة العصريّة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق