Translate

السبت، 13 يونيو 2015

تبادل الخبرة - مساع لقهر الصعاب


عدّت لتوّي من مؤتمر طبّي في لندن لمدّة يومين كان بعنوان "تبادل الخبرة - Expert Exchange حضرته خبرات معتبرة ورائدة في مجالها من كل من ألمانيا وهولندا وفرنسا وبريطانيا. كل من حضر هذا المؤتمر يمتلك خبرة معتبرة في مجال "أعطال الحركة" البشريّة بالطبع !.
المؤتمر كان قمّة في التنظيم والإدارة، وتمّ عقده في راديسون بلو هوتيل بقرب مطار هيثرو، ومستوى المادّة المعروضة كان متقدّماً جدّاً وبعض المشاركين أحضروا معهم خبرات معمليّة كاملة من بلادهم بهدف توظيفها هنا في بريطانيا من أجل خدمة المرضى وتخفيف المعاناة عنهم.

كان النقاش راقياً ومعرفيّاً ومحترماً، وكانت المواد المطروحة في النقاش رائدة بكل معنى الكلمة. تم طرح مشروع جيني (وراثي) متكامل من ثلاثة أجزاء سوف يحدث ثورة في علم الجينات والتشخيص والعلاج لبعض الأمراض النادرة والتي لا يمكن تشخيصها بأية تحاليل موجودة الآن. كذلك تم طرح معمل متكامل لدراسة وتشخيص فقدان التوازن وبرنامج لحلول رقميّة تقوم بها حواسيب مربوطة بمجسّات حركة.

كذلك تم إستجلاب معمل متكامل لإستخدام الموسيقى في إعادة تأهيل المعاقين تبدأ بمرض التوحّد وتنتهي بشلل الأطراف الأربعة، ويعتمد هذا الجهاز على مبدأ تحويل الحركة أو الكلام أو حركة الشفاه إلى موسيقى معبّرة بالكامل عن تلك الحركات. هذا الجهاز يمكن أيضاً إستخدامة لتقصّي حركات العيون للمصابين بمتلازمة الإنكفاء على الذات Locked-in syndrome وتحويل تلك الحركات إلى نوتات موسيقيّة تعبّر عن نوع من التواصل بين المريض والمعالجين، والمريض مع نفسه وأسرته. هذا المدخل العلاجي الفريد سوف يستخدم أيضاً في إعادة تأهيل أمثال هؤلاء المصابين مما قد يسرّع في شفائهم.
هذا المؤتمر أعجبني بشكل كبير جداً، وبالفعل أحسست خلال اليومين الماضيين بما يتوافق مع التدبّرات التي كثيراً ما تمر بمخيلتي والتي من بينها: كيف يمكن لهذا المخلوق البشري أن يبرع ويبدع ويخلق ما يبدو مستحيلاً.
سوف أكتب عن بعض هذه الإبتكارات في سلسلة "وفي أنفسكم أفلا تبصرون"، وسوف أكتب بعضها الآخر في موضوع الجينات والذي سوف أخصّص له حلقة كاملة بإذن الله.

لاحظوا تلك المجسّات الحسيّة والحركيّة الموزّعة على يدي ورجلي هذه الطفلة الصغيرة التي تعاني من صعوبة في حفظ التوازن، وتلك المجسّات تلتقط كل إشاراتها من خلال لاقطات مثبّته على الأرض تعبر الطفلة بينها فتحسب كل حركاتها وكيفيّة تأقلم الطفلة مع عيوبها التكوينيّة وذلك بعمل الكثير من الحيل حتى تتمكّن من المشي بدون الوقوع. كل تلك المعلومات المستقاة ترسل إلى جهاز حاسوب مبرمج لهذا الغرض فيقوم برسم خريطة من خلالها يتم تصليح الأعطال بإشراف فريق متدرّب متخصّص في هذا المجال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق