Translate

السبت، 22 أغسطس 2015

كنتم خير أمّة، لكنكّم اليوم من أتعس شعوب الأرض... فلماذا؟

أعتقد بأن الوقت قد حان لنا بأن نصحى من سباتنا وأن نقدر على رؤية ما يحيط بنا. لقد حان الوقت لنا لكي نترك عالمنا الإفتراضي الذي تصنعه لنا خيالاتنا وأوهامنا لننتقل إلى عالم الواقع.... العالم الذي نعيش فيه ويشاركنا فيه غيرنا من شعوب الأرض.
نحن نعاني من تردّي خطير وتخلّف مطبق وتعاسة متزايدة؛ حتى أنّنا أصبحنا وبصدق "عالة" على غيرنا. علينا بأن نفتح عيوننا لنرى الحقائق التي إجتهد شيوخنا ليخفوها عنّا. نحن نعاني من تخلّف كبير وخطير... والأخطر أنّه متزايد ومتراكب ولا تبدو في الأفق له نهاية.
علينا بأن نعترف بأننا نسير على خطأ، وعلينا أن نعي بأنّنا لم نعد خير أمّة على الإطلاق، بل إنّنا أصبحنا وللأسف من أتعس شعوب الأرض.... فلماذا؟.

إن ما يجري في بلادنا العربية والإسلامية من خراب وتدمير لما نملك ونتملّك وتقتيل وتهجير لبني جلدتنا من أهلنا إنّما يتم كلّه بإسم الدين ، ومن هنا يصبح السؤال وجيهاً: هل الخطأ في الدين أم فينا؟.
لابد لنا من الإجابة على هذا السؤال قبل أن نصبح عبيداً لغيرنا، وقبل أن يبدأ الغير بالبصق في وجوهنا كرهاً لنا ولملّتنا ولأصلنا ولديننا. هل الخطأ يقع في ديننا أم فينا نحن؟.
قد يتفق كل المسلمين بأن الخطأ لا يمكن وأن يكون في الدين، فالدين هو منزّل من عند الله وبذلك فلا يمكن بأن يكون الخطأ فيه. إذاً... الخطأ هو فينا.
ألسنا نحن من يفسّر هذا الدين ويتصرّف بناء على فهمه له؟. ألم يكن إذاً من السهل التدارك بأن تفسيراتنا للدين هي خطأ؟. نعم... نحن نفسّر الدين بما نعرف، وتفسيرنا للدين ليس هو كما يعنيه الله.
إن الله ارسل رسوله بالدين القويم، والهدف من الدين هو إسعاد البشر.... فهل نحن - كمسلمين - سعداء؟.
نحن لسنا سعداء كمسلمين، ونحن نعتمد على غيرنا في كل شئ... في أكلنا وفي ملبسنا وفي شربنا وفي مركوبنا وفي سكننا، وفي الطاقة التي نستخدمها... فهل قدّمنا نحن لأنفسنا ما يجعلنا نفتخر به كمسلمين؟. ألم نهن ديننا أمام كل شعوب الأرض، وألم نعطي لغيرنا صورة مشوّهة عن هذا الدين الذي نؤمن بأنّه منزّل من عند الله؟. كيف يمكننا إقناع غيرنا بأن ديننا هو لصلاح البشر إذا كنّا نحن نعاني ونقاسي ونتألّم ونستجدي الغير لأن يأوينا ويحمينا ويحافظ على حيواتنا؟.

لابد يا أيها العقلاء من المسلمين بأن نتوقّف قليلاً وأن نفتح عيوننا على العالم المحيط بنا، فكل شعوب الآرض سارت إلى الأمام إلّا نحن. نحن لم نعد قدوة لغيرنا، ولم نعد خير أمّة أرسلت للناس، ولم نقنع غيرنا بجدوى إعتقادنا... فهل نتوقّف ونتدبّر ونفكّر.... من أجل أن نغيّر؟.
علينا ا أيّها السادة والسيّدات أن نغيّر طريقة تفكيرنا ونمط معيشتنا والكيفيّة التي نطبّق بها ديننا. علينا بأن نعيد تفسير القرآن، وأن نعيد فهمنا لديننا، فعالم اليوم ليس هو عالم الأمس، ومعايير اليوم هي ليست معايير الأمس.


أصحوا يا أيّها المسلمون فقد فاق السيل الزبى، وقد تفيقوا يوماً فتروا بأعينكم كل شبابكم وهو يهجر هذا لدين إلى معتقد غيره أو يتنكّر لكل شئ إسمه الدين والتديّن. أصحوا، فقد تفيقوا يوماً ولن تجدوا من عساه أن يؤمن بدينكم أو حتّى يحترمكم بسببه. إنّ الإختيار مازال بين أيديكم، لكنّه والله سوف لن ينتظر طويلاً قبل أن ينتقل إلى أيادي غيركم...... وحينها فقد ترغمون على تقفّي أثار غيركم من شعوب الأرض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق