Translate

الاثنين، 4 أبريل 2016

ماذا تريدون يا أيّها الليبيّون ؟

أنا بصدق أكاد أن أصاب بالجنون..... جنون البشر وليس جنون البقر ! 
 
لم يكمل السيّد فايز السرّاج أسبوعاً في الواجهة( وليس المواحهة !)، وبرغم كل المصاعب والمثالب والمطالب، وبرغم كل التحدّيات والضدّيات والعنتريات.... وبرغم أنّه مازال لم يعيّن "رسميّاً" لكنّه برهن للجميع على أنّه صادق في مساعيه وعملي في مراميه وعقلاني في ما يسعى إلى تحقيقه وينويه.
لقد برهن السيّد السرّاج على أنّه يختلف عن كل ذلك "الهرتك" الذي عانت منه بلادنا منذ إنتخابات يوليو 2012 وحتى اليوم.
في 6 أيّام كانت كلّها مشوبة بالمخاطر والتحدّيات والعراقيل تمكّن السيّد السرّاج من النزول إلى الشوارع والميادين فصافح الناس وعانقهم وإستمع إليهم وأحسّ بمعاناتهم والكثير من مشاكلهم. في أقل من ستّة أيّام، وبرغم كل العراقيل إجتمع السيّد السرّاج اليوم مع القطاع المصرفي ورجال الإقتصاد في بلادنا بهدف قفل الباب أمام سرّاق المال الليبي، وقفل كل أبوب الصرف للوزارات والهيئات التابعة لها، وشكّل لجنة إقتصادية من خيرة المهنيين في هذا المجال لإعادة هيكلة أوجه الصرف وكيفيّة حماية مدخّرات ليبيا من التلاعب.
في أقل من ستّة أيّام، كان كل يوم فيها قاسياً ومربكاً ومليئاً بالوعيد والتهديد من كل طرف ومن كل مكان ومن كل شيطان فتّان... في أقل من ستة أيّام، تمكّن السرّاج من الإجتماع برؤساء بلديات مناطق الغرب والجنوب الليبي مستمعاً إليهم ومستعرضاً معهم مشاكلهم ومطالبهم.
بالله عليكم يا أيّها الليبيّون والليبيّات....بربّكم أجيبوني... متى سمعتم بأن مسئولاً من أولئك الذين إنتخبتموهم طيلة السنوات الأربعة الماضية نزل إلى الشارع أو إلتقى بالمواطنين أو فكّر في إحكام القبضة على الفساد وذلك بقفل أبوابه التي يتسلّل منها؟.
بالله عليكم يا أيّها الليبيّون والليبيّات.... متى نزل السيّد الكيب أو زيدان أو الثني أو السيّد عمر الحاسي أو السيّد خليفة الغويل أو السيّد محمّد يوسف المقريف أو السيّد نوري بوسهمين أو السيّد عقيلة صالح... متى شاهدتم أي من هؤلاء وهو ينزل إلى الشارع ويصافح الناس ويعانقهم ويبتسم في وجوههم ويتحادث معهم بدون تكلّف؟. متى يا سادتي ويا سيّداتي شاهدتم السيّد عقيلة صالح وهو يزور بنغازي بعد تحريرها من قبل الجيش الوطني؟. ألم يقدّم لكم هذا الرجل مثالاً للتضحية ورمزاً للشجاعة وصورة للجدية والإصرار... ألا يكفيكم كل هذا لأن تقفوا معه وتناصروه؟.

قرأت هذا اليوم ما كتبه السيّد عبد الله العتامنة، المستشار في الدراسات الإستراتيجية:
(( يبدو ان طرابلس ورأس لانوف وسرت ستشهد اليومين القادمين عمليات قوية عنيفه وهي بمثابة هزة ارضية ورد صاعق على المجلس الرئاسي بطرابلس ومباشرة عمله بغطاء دولي وهذه العمليات ستكون اول العمليات التصعيدية ضد فرض الإرادة الغربية والدولية الفوقية علي الإرادة الوطنية الليبية المحلية ....ان قرار مجلس الأمن 2278 هو بمثابة أوامر وتعليمات دولية لعمل حكومة السراج وضرب الجيش وان تصريح كوبلر لا يمثل شئ ...هم يدفعون ليبيا باتجاه التقسيم ... بيان وخطاب رئيس مجلس النواب وضع الجميع امام مسؤلياته التاريخية ...موقف الجيش الليبي هو الاقوي وتحرك القبائل وانصار النظام السابق الداعم للجيش ومجلس النواب سيغير مجريات الامور والاحداث ....ان الدول الغربية وكوبلر لن يعملوا في ليبيا بالنيابة عن السراج وهو من سيتحمل المسؤولية حيال التطور السلبي للأحداث ....اعضاء مجلس النواب المطبلين للمجلس الرئاسي ننصحهم بالعودة لمكان عملهم وممارسة مهامهم التي انتخبهم الشعب لاجلها ...وفي النهاية النصر من الله والانتصار لارادة الشعب الليبي العظيم باْذن الله)).... فشعرت بالتقزّز وكدت بصدق أن أجن وأفقد صوابي. عن أي عمليّات قويّة وعنيفة وهزّة أرضيّة ورد صاعق هو يتكلّم؟.
أنا ربّما لسذاجتي كنت أستمع إلى أحدهم وهو يتكلّم بإسم الوطن فاصدّقه وأظن بأنّه وطني وصادق فأسرع إلى شكره وبعد أشهر أجد نفسي أتحسّر على شكره لأنّني أكتشف حينها بأنّه أسخف وأحقر وأنذل من سابقيه.
أنا أحب ليبيا وأعشق بلدي وأحلم بيوم تكون فيه ليبيا نجمة ساطعة على كل العالم المحيط، وسوف لن أمل ولن أكل ولن أقبل الهزيمة. سوف أواصل بما أقدر، وسوف أبقى أبحث عن الناس الطيبين الذين يحبّون ليبيا بصدق، ولا يحبّونها من أجل حليبها وإنما من أجل رائحة فلّها وياسمينها وأقحوانها وشعالها وشديدتها وقندولها ورتمها وهنديها وحتّى عفّينتها وحنظلها... سوف أظل أبحث عن الوطنيّين والوطنيّات وهم كثر لكنّهم تأبى نفوسهم الأبيّة التزاحم مع الحقراء أو حتى الإختلاط معهم لأنّ شرفاء ليبيا يرون مالا يراه حقرائها... وتلك هي مصيبتنا.
فشل هذا اليوم - وككل مرّة - مجلس النوّاب المتهالك في الحصول على النصاب القانوني للإجتماع، وعجز رئيسه المتهالك أيضاً عن فعل أي شئ يذكر. ألم يحن الوقت لوضع هذا المجلس في سلّة المهملات كما سبق وأن فعلنا نفس الشئ مع المؤتمر الوطني؟.
الدكتور أحمد الحاجّي بارك الله فيه كتب معلّقاً على مقال سابق لي بالقول: ((الآن نحتاج إلى دعم دولي لتعيين ناس عندهم كفاءة و مشهود لهم بالإخلاص... حتى أوضح ما اقصد... مثلاً لو أردت أن تبني طاقم طبي يحل أزمة صحية ما في وقت حرج حيث الناس تعاني و تموت... عملية تكوين هذا الطاقم تتم بتعيين ناس عندها خبرة و كفاءة لعلاج الناس.. لن يتم انتخابهم و لو فعلت احتمال كبير تنتخب ناس غير متخصصة و أكثر ضرر من قدرتهم على النفع ... و بعد تجربة 2012 و 2014 لا نريد انتخابات بدون دستور قائم و قانون صارم ينظم عمل الأحزاب و الساسة و يمنع التلاعب و الفساد... الآن لا توجد لدينا منظومة قانونية قائمة تستطيع أن تردع الفساد السياسي و الاقتصادي... ليبيا لديها مشاكل كبيرة بسبب العصابات المسلحة و السياسية و كلما طال وجودهم كلما يصعب التخلص منهم... مثلهم مثل أي سرطان حاشاكم..))... والخلاصة أننا لسنا أهل لتطبيق الديموقراطيّة لجهلنا بها، وإنّما نحن ما زلنا في طور التعيين والإختيار من قبل عقلاء يفهمون. وأجدني الآن أؤيّده مع أنني لا يمكنني القبول بإلغاء المسلك الديموقراطي في ليبيا مهما كانت الأسباب ومهما كانت فداحة خيبات الأمل التي أصبنا بها.

هذه الصور "للطرّاد الإيطالي" الذي أحضر السيّد فايز السرّاج ورفاقه إلى طرابلس يوم 30 مارس 2014. تأمّلوا في الصور جيّداً فعساكم أن تجدوا فيها ما يدعم كلام المنافق والكذّاب والفتّان عبد المجيد إبراهيم مستشار السيّد عقيلة صالح للشئون الخارجيّة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق