Translate

الأحد، 1 مايو 2016

بنغازي تشهد ولادة الدولة المنشودة

 
وأخيراً، وبعد معاناة تجاوزت السنتين بدأت عمليّة الكرامة تبرهن على أنّها لم تولد من فراغ ولم تكن عمليّة عبثيّة كما توهّم البعض. لقدبرهنت عمليّة الكرامة على أنّها كانت تسير وفق خطّة محكّمة وبرنامج مهني دقيق ومدروس.
قد يتحجّج بعض المشكّكين بكم الدمار وحجم الخسائر البشريّة، لكن تحقيق الحريّة لابد وأن يكون له ثمناً وإلّا لأصبحت الحريّة بخسة ورخيصة وباهتة.
اليوم وبكل فخر يستطيع أهالي بنغازي القول بأعلى صوت بأنّهم تحصّلوا على حرّيتهم وأنتصروا لكرامتهم وبدأوا الشروع في بناء مدينتهم. اليوم يفتخر أهالي بنغازي بأنّهم لا يوجد بينهم أيّاً من تجّار الدين او مرتزقة الثوريّة. كما يحق لأهالي بنغازي أن يفتخروا بأنّهم في مدينتهم سوف لن يغتال بينهم أي عسكري أو شرطي أو خبير مهني، وبأنّهم لم يعودوا يخافوا من صواريخ عبثيّة تطلق على مدينتهم من بعد عدة أميال. 
أهالي بنغازي يحق له هم كذلك الإفتخار بأن مدينتهم سوف تكون أوّل مدينة ليبيّة بدون مليشيات مسلّحة، وبأن مدينتهم سوف لن تكون فيها مشكلة تعاني منها بقية مدن ليبيا وهي "إنتشار السلاح". بنغازي أصبحت اللبنة الأولى لبناء ليبيا العصريّة التي كنا نحلم بها حينما قامت ثورتنا يوم 17 فبراير 2011 والتي كانت شعلتها الأولى قد أنيرت في بنغازي نفسها.

الآن... يا من مازلتهم تغمضون عيونكم حتى لا تبصروا ما يحيط بكم... الآن... آن لكم بأن تفتحوا عيونكم لتروا الحقيقة ماثلة على تراب كل بنغازي، فبنغازي يا سادتي قد تحرّرت بالفعل، وبنغازي يحق لها الآن أن تعلن بأنّها إنتصرت لكرامة أهلها ولكرامة ترابها.
اللواء محمّد المدني الفاخري وزير الداخلية المكلّف أثناء إجتماعه بمديري الأمن في بنغازي قال اليوم بأنّ الشرطة في بنغازي هي الآن جاهزة لإستلام مهمّة ضبط أمن المواطن من الجيش حتى يتفرّغ الجيش لمهامه القتالية. كم هي رائعة هذه العبارة.... ضبط أمن المواطن، والحفاظ على أمن المدينة بعيداً عن شبح المليشيات والعصابات التي تحمل السلاح وتغتصب ممتلكات الناس وتعتدي على أعراضهم. أليست هي الدولة المنشودة بدأت تظهر معالمها في بنغازي، وأليس هو بصيص الأمل بدأ يشع من بنغازي لبدء الخطوة الأولى نحو تحرير كل ليبيا من "الطغاة الجدد"؟. سوف تكون سرت هي المحطّة القادمة، وسوف تتبع الكثير من مدن ليبيا سرت في طريق التحرّر من الطغاة الجدد بإسم الدين وبإسم الثوريّة. 

أنا أتمنّى من السيّد فائز السرّاج بأن يتبنّى "الجيش الليبي" في شرق البلاد ليكون أساس جيش ليبيا الجديد، وأن يكون شجاعاً ليعلنها أمام العالم أجمع بأن الفريق خليفة حفتر هو بالفعل من سوف يقود عملية بناء الجيش الليبي في وجود حكومة التوافق وبمشاركة من السيّد السرّاج نفسه ومن على أعلى المستويات. علينا أيّها السادة أن نثق بأنفسنا ونثق بقدراتنا، فبذلك فقط نعتمد على كوادرنا الوطنيّة ولا نحتاج لغيرنا كي يقودنا أو يساعدنا في تنظيف بلادنا من تلك "الحثالات" التي تسلّطت علينا بقوّة الطغيان والجبروت وأفسدت علينا كل شئ في بلادنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق