Translate

الأربعاء، 31 مايو 2017

رفض في الفانية . . . وسوف يرفض في الباقية

هل هناك أتعس على الإنسان من أن يرفض في الدنيا ويرفض في الآخرة؟. ذلك ما يحدث لمن يقتل الناس بغير حق، ولمن يبتسر حياة الأبرياء مهما كان الدافع ومهما كانت الغاية.... ومهما كان "الجزاء الموعود".
القاتل سليمان العبيدي الذي كان في يوم من الأيّام طالباً في الجامعة، وكان ربّما ينتظره مستقبلاً زاهراً أضاع بغباء دنياه... وسوف يضيع بكل يقين أخراه. هذا القاتل الذي أساء إلى كل مسلم وإلى كل عربي وإلى كل ليبي كان ضحيّة مؤكّدة للعقليّة الغبيّة التي رأت الإسلام على أنّه دين إنتقام من "النصارى" و"الكفّار" بدل أن يكون دين رحمة لكل الناس ولكل البشر.
المهم في الأمر أن هذا المجرم القاتل مات غريباً بسبب غبائه، فقد تشتت أسرته ولم يكن بوسع أي من أهله تغسيله أو الصلاة على جثّته. لم يكن أي من أهله بجانبه فمات غريباً محتقراً ومنبوذاً، والأكثر من كل ذلك أن حفّاري القبور في بريطانيا رفضوا رفضاً قاطعاً حفر قبر له أو دفنه وقد تعمد الحكومة إلى حرق جثّته وتحويلها إلى رماد قد ينثر في عرض البحر. . . هل هناك أكثر تحقيراً للجنس البشري أكثر من هذا، ومن يقع عليه اللوم؟.
من يقع عليه اللوم؟.... سؤال جدير بالطرح وحريّ بالإجابة. الغريب في الأمر والمحزن والمؤسف أن من دفع سليمان إلى تدمير حياته وحرمانه من سعادة الدنيا ومن أمل الآخرة مازال حيّاً يعيش بيننا وقد نظنّه سعيداً يتنعّم بخيرات الدنيا التي حرم منها شاب مازال في مقتبل عمره. الذي غرّر بسليمان العبيدي مازال يتنعّم بالحياة الدنيا وقد يغرّر بالكثيرين مثل سليمان، ولكن هل تعلّم الأباء والأمّهات الدروس من هذه الحادثة المؤسفة والمسيئة للإسلام والمسلمين؟.
إنّها موجّهة إلى كل أب وأم في ليبيا بأن ينتبهوا إلى أبنائهم وبناتهم قبل أن يجرفهم تيّار الحقد والكراهية إلى مآلات غبيّة ومصائر شيطانيّة. علينا بأن نتعلّم من دروس الحياة حتى نستدل بها في حياتنا، ومن لا يتعلّم الدروس فإنّه سوف يلدغ للمرّة الثانية، والثالثة، والرابعة... والخامسة ، وما بعد الخامسة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق