Translate

الأربعاء، 26 يوليو 2017

مهما إختلفنا ومهما تخاصمنا، فليبيا تبقى بيتنا وتبقى وطننا


 شاهدت هذا المساء نقلاّ مباشراً لحفل تخريج دفعة جديدة من قوّات العمليّات الخاصّة التابعة لجهازالشرطة في مدينة الزنتان والتي حضرها عدد من المهتمّين بالشأن الليبي ومن يعزّ عليهم رؤية ليبيا وهي تعيش في الفوضى وتعاني من التشرذم حتى غدت بلدنا وللحسرة مرتعاً لكل الرعاع ومسرحاً لكل كاذب ومنافق وطمّاع.
إنّ مجرّد رؤية تلك الكراديس من الجيش والشرطة وهي تنهي دراساتها وتدريباتها ويصطف أفرادها فرحين ومستبشرين لإستلام شهائد التخرّج بعد القسم على خدمة ليبيا والعمل على حمايتها... إن مجرّد رؤية تلك المشاهد يبعث في داخلي الإحساس بأن الغد هو لبلدنا وبأن المستقبل هو لنا وملكنا نحن من يحب ليبيا ولا ينتظر في حبّها هبات أو مناصب أو هدايا.
بينما كنت أتفرجّ مستبشراً على مراسم التخرّج وأستمع إلى كلمات من حضر وهنأ وإستبشر .. بينما كنت كذلك مرّت بمخيلتي الكثير من المشاهد التي كرهتها وتمنّيت لو أنّها لم تحدث في ليبيا على الإطلاق. مرّت بمخيلتي تلك الصور القبيحة لتجّار الدين وهم بإسم الله يعملون على خداع الشعب وذلك بتبشيره بعودة "الصحوة الإسلامية" وإحياء "دولة الخلافة" وتطبيق "الشريعة الغرّاء" وما إليها من تلك العبارات والجمل التي يضحكون بها على المواطن الليبي الغلبان الذي لا يستطيع أن يستنكر ولا أن يعبّر عمّا يختلج بداخله خوفاً من البطش بإسم الدين أيضاً.
قلت في نفسي حينها ولماذا تخاف الجماعات الدينيّة من الدولة العصريّة بمؤسّساتها الحضريّة وبكوادرها الشرطيّة والعسكريّة التي تحمي حدودها وتوفّر الأمن والآمان لمواطنيها ؟. نعم.. لماذا تخاف الجماعات الدينيّة من شئ إسمه "الدولة"، ولماذا هم يرتعبون من شئ إسمه العصرنة والتحضّر والتمدّن والإنفتاح على غيرنا من البشر الذين يشاركوننا هذا العالم الرحب ومن حقّهم العيش مثلنا بكل كرامة وبكل إحترام؟!.
أيّها الإخوة والأخوات يا من بصدق تحبّون ليبيا... ليبيا هي بلدنا وهي تستحق منّا صونها وحمايتها والسهر على أمنها والدفاع عن كرامتها، وذلك بتأمين حدودها وإجبار الغير على إحترام كينونتها. علينا يا إخوتي وأخواتي أن نخرج عن صمتنا وأن نعبّر عمّا يجيش في خواطرنا، فقد وبصدق تجاوز السيل الزبي ولم يعد لصمتنا من مبرّر غير خوفنا وجبننا وقبولنا بكل من يسعى إلى إخضاعنا وفرض تعاويذه وترهاته علينا.
لقد حان لنا الوقت لأن نقول نعم للدولة بكل مكوّناتها، ولا للفوضى بكل تسمياتها... ولا يمكن للحضاري والبنادير والتمايم والتعاويذ أن تحكم دولة في العصر الذي نعيش فيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق