Translate

الأحد، 22 أكتوبر 2017

23 أكتوبر.... بماذا نحتفل وعلى ماذا نحتفل؟

إعلان تحرير ليبيا 2011
عندما سمعت خبراً هذا المساء على قناة ليبيا HD يقول بأن مجلس الوزراء "قرّر إعتبار يوم غد 23 أكتوبر عطلة رسمية حتى يتسنّى للمواطنين الإحتفال بهذه المناسبة السعيدة"... كان أوّل رد فعل في عقلي الباطن: وبماذا نحتفل؟.

هل يوجد لدينا ما نحتفل به؟
يقولون بأن غد الخميس 23 أكتوبر 2014 يمثّل الذكرى الثالثة لإعلان التحرير، وأقول لكم يا سادتي... عن أي تحرير تتحدّثون؟.
من ماذا تحرّرت ليبيا وما هي أوجه الحريّة التي يعيشها أبناء وبنات الشعب الليبي منذ ذلك اليوم المشهود والذي لم يترك وراءه غير اليأس والإحباط خاصّة بعد سماع الناس في ليبيا والعالم خطاب التحرير "البائس" من فم السيّد مصطفى عبد الجليل سامحه الله؟.
وانا أنظر اليوم حولي في كل مكان في ليبيا علّني أرى البناء والتشييد في كل زنقة وشارع، لكنّني وللحسرة لم أرى غير جثث الضحايا وأثار التدمير وسجون الرأي وهي تنتشر في كل مكان. حينما أنظر حولي في أي مكان في ليبيا لا أجد غير الحقد والكراهيّة والدماء والثأرات، فبالله عليكم قولوا لنا نحن تحرّرنا من ماذا؟.
ربّما نحن تحرّرنا من عقولنا، أو أنّنا تحرّرنا من إنسانيّتنا، أو أنّنا تحرّرنا من قيمنا التي تعلّمناها من ديننا الحنيف ومن بيئتنا ومن أهلنا الذين سبقونا وتركوا ليبيا لنا كي نعمّرها ونبنيها ونحافظ عليها فنتركها لأجيالنا من بعدنا وهي عامرة وآمنة وواعدة وتعيش بأبجديات هذا العصر ومعطياته.
إن تحرير ليبيا يا سادتي ويا سيّداتي سوف يتحقق فقط عندما نتحرّر من أمراض أنفسنا، وعندما نقدر على مغالبة أطماعنا وأنانيّاتنا وحبّنا لأنفسنا بذلك الشكل الذي يلهينا عن الإحساس بمعاناة غيرنا من أهلنا وجيراننا ومن يحتاج منهم إلى حناننا ومساعدتنا.
إن تحرير ليبيا سوف يتحقّق فقط عندما نستطيع أن ننظّف بلادنا من كل مشاغب يرفع السلاح ضد شرعيّة الدولة ويقوم بتدمير مؤسّساتها. إن تحرير ليبيا سوف يتحقّق فقط حينما ننظر في كل مكان فلا تقع أبصارنا على أي مسلّح أو مدّعي للثوريّة أو واحد من تجّار الدين يهدّد أمننا في بيوتنا وفي شوارعنا.
إن تحرير ليبيا سوف يتحقّق حينما يستطيع أي منّا بأن يعبّر عن رأيه بكل حريّة ومن أمام كل الأشهاد وفي ميدان الشهداء في طرابلس أو ساحة الحرية في بنغازي أو وسط أية مدينة ليبية بدون أن يخاف من التصفية الجسدية أو الإختطاف إلى المجهول.
إن تحرير ليبيا سوف يتحقّق فقط حينما يعود كل مهجّر إلى بيته وينعم بالسكينة بدون الخوف من الطارق بعد منتصف الليل. إن تحرير ليبيا سوف يتحقّق فقط حينما نبدأ في بناء الدولة فلا يخرج علينا من بيننا من يهدم ما نبني، وذلك اليوم وللأسف لم يأتي بعد.... فأنتم سوف تحتفلون بماذا يرحمكم الله؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق