Translate

الأربعاء، 20 ديسمبر 2017

ما أخاف منه

أعتقد بأن جوهر المشكلة في عالمنا الإسلامي تكمن في كوننا نفتقد إلى المرجعيّة... المرجعية الدينيّة التي تحظى بإحترام وتقدير كل المسلمين بجميع طوائفهم ومللهم ومذاهبهم. نحن نقول بأن دين الله واحد ثم إذا بنا نتنكّر لذلك حينما نبدأ في التصرّف. النقطة الثانية المدغمة في العقلية الإسلاميّة تكمن في "الشوفينيّة"... نعم شوفينيّة قد تصل إلى مستوى إلغاء الآخر. 
أنا أرى بأن الطريق أمامنا يعتبر طويلاً جدّاً وقد يكون شاقّاً وربّما تحدث فيه الكثير من المفاجآت التي قد تغيّر كل شئ من أساسه... وهذا ما أخاف منه، مع أن رجال ديننا وللأسف يفتقدون إلى النظرة المستقبليّة بسبب أنّهم مغيّبون عن الواقع. 
رجال ديننا يعيشون بمعطيات العالم الإفتراضي، وسوف يمضون في هذه الطريق حتى تحدث "الهزّة الكبرى" التي قد تزلزل كل شئ ولا تترك وراءها غير الغبار الذي سرعان ما تذروه الرياح التي تلحق عادة بالطوفان.

كيف سوف يكون المخرج من هذه الدوّامة؟
أنا أعرف طريقة الخروج من واقعنا المتأزّم في عالمنا الإسلامي، لكنّني قد أعجز عن وصف آليّة تطبيقها نظراً لوجود الكثير من بيننا من يفتقد إلى النظرة العميقة والموضوعيّة للأشياء.
من وجهة نظري إن أوّل خطوة للخروج من واقعنا المتأزّم تكمن في إعترافنا بتأزّم واقعنا وسوء أحوالنا ونكوصنا على أعقابنا بينما غيرنا يسير حثيثاً إلى الأمام. من هنا فإنّ النقلة الآولى للحل من وجهة نظري تكمن في إعترافنا بوجود مشكلة في إعتقادنا وفي فهمنا للدين، وفي غياب الرغبة في السعى للفهم.
إن نحن إعترفنا بوجود مشكلة في صدق إيماننا فإنّ الحل ربّما يصبح بعد ذلك خاضعاً لبساط البحث، وحالما أن الوضع برمّته تم إخضاعه للنقاش الجماعي فإن الحلول سوف تبرز بكل جلاء من خلال "الرأي الحر"، وبعدها سوف تفرض هذه الحلول نفسها على الجميع لأنّها ستكون جزء من الواقع الذي لا يمكن إنكاره أو العبور فوقه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق