Translate

الاثنين، 15 يناير 2018

أمّة مستكانة لم تعد تخجل من الإهانة


قامت مجموعة من ساكني "لاندشط" في مقاطعة بافاريا الألمانيّة بتحميل (شحن) 31 مهاجراً سوريّاً على ظهر حافلة مؤجّرة لهذا الغرض وإرسالها إلى مكتب المستشارة أنجيلا ميركل كتعبير عن إمتعاضهم من وجود هؤلاء المهاجرين وكرسالة للمستشارة لإشعارها بأنّ الألمان أصبحوا يتضايقون من وجود المهاجرين الآجانب في بلادهم، وبأنّهم لم يعودوا قابلين لتحمّل أعباء إستقبال وإيواء هؤلاء المهاجرين خاصّة بعد حادثة الإعتداء الجنسي الجماعي في كولونيا خلال إحتفالات رأس السنة الميلاديّة.
واضاف آهالي لاندشط في رسالتهم قائلين للمستشارة: نحن حاولنا جهدنا لإدماج هؤلاء المهاجرين بيننا ومعنا لكنّهم يرفضون الإنفتاح علينا ويقاومون الإندماج معنا أو حتّى التواصل معنا بهدف التواصل والتكامل فيما بيننا وبذلك فقد بقى هؤلاء المهاجرين غرباء ومعزولين في مدينتنا حتى بدأنا نرتاب منهم ونخشى على أمن بيوتنا في وجودهم. نحن لا مانع لدينا من عونهم وإيوائهم كمهاجرين محتاجين، لكنّنا لا نستطيع التعامل معهم طالما أنّهم لا يرغبون في الإنسجام والتناغم معنا نتيجة لإحتلافات ثقافيّة وعقائديّة.
وبعد فضيحة الإعتداءات الجنسيّة الجماعيّة في كولونيا بيّن إستقراء حديث لأراء الألمان بخصوص إستقبال المهجّرين الأجانب، قال 33% من الذين أخذت أرائهم بأنّهم لم يعودوا يرغبون في إستقبال المهاجرين في ألمانيا، وبيّن الإستبيان أن 64% من الذين أخذت أرائهم يشعرون بأنّ المستشارة الألمانيّة كانت على خطأ حينما رحّبت بإستقبال المهاجرين من سوريا في ألمانيا.
نفس الكراهية بدأت تنتشر في ألمانيا وبقية دول أوروبا الغربية لكل المهاجرين من شمال أفريقيا، ومن كل بلاد العالم الإسلامي. هذه الحالة المزرية التي وصلنا إليها، وهذه الدونيّة التي بدأت دول العالم تعاملنا بها أوصلنا أنفسنا إليها وذلك لأنّنا حقّرنا أنفسنا وتحوّلنا إلى مشرّدين رغم غناء بلداننا ورغم الخيرت التي أنم الله بها علينا بعد ن حرقنا خيرات بلداننا ودمّرنا كل بنيتنا التحتيّة وشرعنا نتقاتل مع بعض على تفاهات لا قيمة ولا معنى لها . نعم.... نحن قمنا بالثورة من أجل حريّتنا ومن أجل كرامتنا ومن أجل أن تكون لنا مكانة بين دول العالم فإذا بنا نفقد كل شئ بما قي ذلك حريتنا وكرامتنا لأنّ الحقراء قفزوا على ثورتنا وإستولوا على أمورنا وأخذوا يحوّلون ثورة الحرية إلى صراعات دينيّة وعقائديّة أرادوا من خلالها إدخالنا في "الإسلام" من جديد بعد أن أفتوا بتكفيرنا وخروجنا عن الدين الذي فصّلوه لنا من وحي إعتقاداتهم ومفاهيمهم وطريقة تفكيرهم.
لقد جلب هؤلاء الحقراء المهانة إلينا، وحوّلونا إلى محتقرين ومنبوذين ومتسوّلين أمام شعوب العالم الأخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق