Translate

السبت، 16 فبراير 2019

قام بها الشرفاء وإستحوذ عليها الحقراء

سوف تمر بنا غداً الذكرى الثامنة لثورة فبراير التحرّرية والتي - برغم المحن وبرغم ما وصلت إليه بلادنا اليوم - تظل ثورة من أجل الحريّة بإمتياز. الثورة الحقيقيّة في الأيّام 15 - 17 فبراير كان قد قام بها شباب وشابّات ليبيا بهدف تحرير بلادنا من سيطرة وطغيان الديكتاتور معمّر القذّافي الذي وبرغم كا ما نعانيه الآن تبقى فترة حكمه من أتعس ما عانت منه بلادنا منذ إستقلالها وحتى يومنا هذا.
نعم.. هناك الكثير من الليبيّين والليبيّات أخذوا الآن يندمون على ذهاب عهد الطاغية القذّافي ومنهم الكثير من يتمنّى بكل حسرة رجوعه ليس حبّاً فيه ولا محبّة في أيّامه التعيسة وإنّما كرهاً للوضع الذي وصلت إليه بلادنا اليوم وبسبب المعاناة التي يعيشها شعبنا بعد 8 سنوات من إنهاء نظام الطاغية القذّافي.
من ناحيتي أقول بأنّه رغم كل المحن ورغم التعاسة التي يعيشها أبناء وبنات ليبيا منذ عام 2011 لكنّ ثورة فبراير تبقى ثورة تحرّريّة بإمتياز كان قد فكّر فيها وخطط لها وقام بها الشرفاء من أبناء وبنات ليبيا ولكن سرعان ما إستحوذ عليها الحقراء والأنذال والطامعين وضيّقي الأفق، وما إن إستحوذوا عليها حتى أفرغوها من كل محتوياتها وحوّلوها إلى حدث منبوذ بسبب غباءهم وبسبب الطمع الذي كان يعمي بصائرهم وبسبب أحلامهم المريضة التي أوحت لهم بها خيالاتهم الواهمة بالسيطرة على ليبيا وحكم أهلها وفرض طريقة تفكيرهم الغبيّة عليهم.
ثورة فبراير تبقى ثورة تحرّريّة أنقذتنا من حكم الطغيان وسوف بإذن الله نتمكّن من القضاء على الطغاة الجدد ونتمكّن حينها من تكريم أبطالنا من الشباب والشبّات الذين ضحّوا بأنفسهم من أجل حريّة ليبيا ومن أجل غد أفضل لكل أهلها بدون تمييز وبدون محاباة لفئة على غيرها من مكوّنات الشعب الليبي الرائعة والجميلة والتي عاشت متجانسة ومتوانسة ومتواصلة منذ أن تكوّنت الدولة الليبية وحتى يومنا هذا.
أود هنا أن اتقدّم بأحر التهاني والتبريكات لكل جموع الشعب الليبي وكل مكوّناته بذكرى ثورة فبراير المجيدة، وأن أدعو الله بأن يعيننا على تصويب الإتجاه وتحديد الوجهة كي نصل بإذن الله إلى ما نصبو إليه للعيش في بلد عصري متمدّن ومتحضّر ومتطوّر نكون فيه كلّنا آمنين ومطمئنين ومتحابّين وسعداء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق