Translate

السبت، 6 يوليو 2019

لا تخدعوا أنفسكم، فالجيش هو مخلّصكم


أقرأ هذه الأيّام الكثير من الدعوات للحوار والنقاش والتحادث والمصالحة والتذكير على أن الحرب لا يمكنها أبداً بأن تكون الحل في ليبيا. أنا شخصيّاً أرى بأن أغلب من يدعون إلى الحوار ووقف الإقتتال إنّما هم في قرارة أنفسهم يحرصون بالفعل على حياة الليبيين وعلى أنّ الكثيرين منهم يرون بصدق أن الحرب في ليبيا سوف لن تكون الحل على الإطلاق من باب أن أيّ حرب سوف تنتهي إلى المصالحة في نهاية المطاف.
لا أحد يرغب في الحرب أو القتل أو العنف أو التدمير، وإنّما يلجأ الناس إلى التقاتل لأنّهم لم يستطيعوا أن يجلسوا للتحاور أو أنّهم عاجزون عن الوصول إلى أيّ تفاهم.
نحن في ليبيا جرّبنا المحادثات والملتقيات ومؤتمرات المصالحة وإنتهينا في الختام إلى التقاتل لأننا لم نصل بعد إلى النضوج. كان الطاغية القذّافي يمنعنا من التقاتل ويحافظ على تلاحمنا لأنّه طاغية ولأنّه كان يمتلك القوة وكان يمتلك الإرادة لإستخدامها. كان القذّافي يوحّدنا بالقوة ويفرض الأمن بيننا بالترهيب والترعيب والعنف. خلق القذّافي منّا شعباً مثل المعيز وللأسف. حينما نرى الذئب أمامنا نرتعب ونقترب من بعض ونلزم أماكننا، ولكن حينما يغيب الذئب عن أعيننا نأخذ في الصياح والتناطح ثم الجري في كل مكان نتسابق على الإستحواذ وحينما نلتقي حول غنيمة نتقاتل عليها حتى نفسدها بدل أن نتقاسمها وهي مازالت سليمة. تلك هي الثقافة التي علمنا إيّاها الطاغية القذّافي، وتلك هي الثقافة التي لم نتمكّن من الثورة عليها وإنهائها أو إستبدالها بغيرها.
من هنا، أنا شخصيّاً أرى بأنّ الحل الوحيد... الحل الوحيد في ليبيا هو الجيش. وحيث أنّه لا يوجد في ليبيا أي جيش غير الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، فهذا هو الجيش الوحيد الذي علينا جميعاً... علينا جميعاً بالإقتناع والرضاء به وبعيوبه مهما كانت لأنّها مع الوقت سوف تقل وقد تختفي. من ثمّ يتوجّب علينا كشعب ليبي أن نمد يد العون لهذا الجيش وأن نحتضنه بعيوبه التي نراها فعسانا أن نصلحها أو في أسوأ الأحوال قد نقلّل منها، وبذلك فقط يمكننا تمكين جيشنا الوطني من السيطرة على كل التراب الليبي ومن بعدها يكون بوسعنا الخروج من دوّامة العنف، وبذلك فقط نتمكّن من بناء بلدنا بأيدينا وقد نقدرعلى العبور إلى الأمام واللحاق بركب من سبقونا.
من يخشى القتل ويخاف على حياة شباب الوطن عليه بأن يمنعهم من محاربة الجيش، ومن يخاف على دمار العاصمة عليه بأن يفتح أحضانه للجيش حتى يدخلها بسلام وبدون قتال؛ وبذلك فلن يلحق العاصمة أي دمار، وبذلك فقط سوف لن نفقد أي من شبابنا على الإطلاق.
إن الذين يخلقون من المشير خليفة حفتر بعبعاً وينعتونه بكل تلك النعوت هم فقط وفقط من يكره رؤية أي شئ إسمه الجيش في ليبيا، وما خليفة حفتر إلّا شمّاعة يعلّقون عليها غسيلهم الوسخ.... وقسماً بالله لو أن قائد الجيش تغيّر لأي شخص آخر ومهما كان ذلك الشخص فإن العداء للجيش سوف يبقى والعداء لقائد الجيش سوف يكون كما هو للمشير خليفة حفتر. إنّهم يكرهون الجيش ، وسوف يكرهوا أيّ قائد للجيش وسوف يبحثون عن مثالب وآكاذيب ليلصقوها بأيّ قائد آخر للجيش، فالغاية عندهم هي وفقط عدم رؤية أي جيش مهني في ليبيا وذلك مبعثه الوحيد هو الإرتعاب من الجيش، فوجود أيّ جيش وطني في ليبيا بالنسبة لهم يعني إنهاء مشاريعهم السلطويّة وتمكينهم من بلوغ غاياتهم في التسلّط علينا وفرض الهيمنة على كل فرد منّا حتى يستمر عرض مسلسل السرقة والنهب والإغتصاب إلى مالا نهاية؛ لأنّهم هم وحدهم من سوف يستفيد من إستمرار الفوضى في ليبيا، وعليكم يا من تتفرّجون عن بعد أن تكونوا على بيّنة وأن تستخدموا عقولكم.
وفي نهاية الأمر، والحقيقة التي سوف لامحالة تكون ماثلة للعيان في ليبيا تقول بأنّ الجيش الليبي بقيادة حفتر أو غير حفتر سوف ينتصر وسوف يبسط سيادته على كل التراب الليبي، وليبيا سوف تصبح دولة من جديد.... فرجائي منكم جميعاً بأن تكونوا أنتم من يساعد على تحقيق ذلك الهدف وبأسرع وقت ممكن حتّى نجنّب معاً بالفعل وليس بالكلام فقط ... حتى نجنّب بلادنا المزيد من الخسائر في الأرواح وفي الممتلكات. تصبحون على خير، وقد يكون صباحكم مختلفاً عن مسائكم هذا، وربنا يوفقنا إلى معرفة الطريقة التي بها نبني بلدنا مثل غيرنا من شعوب العالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق