Translate

الأحد، 29 ديسمبر 2019

القافلة تسير والطغاة ثقتهم بأنفسهم تستطير

 
إلى كل أولئك الذين ربما بدأ يداعبهم الإحساس بهزيمة الجيش بعد دخول "المغامر" العثماني على الخط، وربّما دفعهم ذلك الشعور إلى التحليق من جديد في عالم الأوهام. نعم... إنّه عالم الأوهام هو ربّما ما دفع بالسيّد فتحي باش أغا إلى العيش في ذلك العالم الوهمي والذي أوحى له بأن هزيمة الجيش أصبحت الآن مرمى "تخيّل" ومن ثمّ قالها بكل وقاحة بأنّ "أية مصالحة مستقبليّة في ليبيا يجب أن تسبعد خليفة حفتر"... لا أدري يا سيّد باش آغا كم هو "وسع" أفق تخيّلاتك، وكم هي أحلامك تسبح في فضاء العالم الآخر... عالم الأحلام والأوهام والعيش على أمل عالق في قادم الأيّام.
الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر سوف ينتصر، والعاصمة سوف تصبح كلّها تحت سلطة الجيش وكل أولئك الذين يتغزّلون الآن بالفارس التركي القادم من وراء البحار سوف يصابون بخيبة أمل كبيرة وكبيرة جدّاً.
أنا أعرف بأن حلم الإخوان في السلطة لا يموت... قطعاً لا يموت ولا ينتهي؛ لكنّهم في هذه المرّة قد يرونه بعيداً بعد الكواكب المحيطة بالأرض. ليبيا سوف تخرج من قبضتكم، ومن بعدها تونس ثم الجزائر، ثم سوف تلحقها الأردن... وربّما يصل مداها حتى تركيا(دعكم من قطر، فهي لها مهمّة واحدة مكلّفة بها لا علاقة لها بنصرة أو هزيمة أو حتى بمصير الإخوان، وتلك المهمّة سوف تستمر حتى بعد زوال الإخوان). قد يجد "الفارس" العثماني نفسه راكباً على جواد بدون سرج لأن "السرّاج" كان قد إختفى في لمح بصر!!.
الجيش سوف ينتصر، والعاصمة سوف تسقط كلّها... كلّها في قبضة الجيش، ومن بعدها فقد نستمتع بمشاهدة لقطات "مؤثّرة" من فلم طوييييييييييييييل، وأحداثه كلّها سوف تكون مثيرة... وربّما مثيرة جدّاً، لكنّها سوف لن تكون مضحكة ولا مبهجة ولا مفرحة. ذلك الذي لايريد أن يكون المشير حفتر في أية تسوية مستقبلية في ليبيا سوف لامحالة يجد نفسه منفيّاً إلى بلد أجداده، لكنّهم حينها سوف يتنكّرون لأية صلة لهم به... وبعدها فسوف يرمى بعيداً للمرّة الثانية، وأتمنّى بألّا تكون الأخيرة حتى نتمتّع برؤيته خلف القضبان في بلادنا ونستمع إليه وهو يبحث عن مبررات لما كان قد إتخذه من مواقف... وسوف يكون ذلك Too late, too little.
إلى كل الذين يحلمون بقدوم الفارس العثماني أريدكم فقط أن تذكّرونا بخصلة واحدة... بإنجاز واحد... بمأثرة حسنة واحدة كان قد تركها العثمانيّون لنا في ليبيا حينما حكموها لأكثر من 300 سنة. إن أجبتم على هذا التساؤل بمصداقية فقد ربما تنتصرون مع فارسكم المغوار..... تصبحون على خير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق