Translate

الأحد، 15 نوفمبر 2020

سوف تشرق الشمس في بلادنا

 
برغم كل ما عانت منه ومازالت تعاني منه بلادنا فإنّ الليل سوف يعقبه نهاراً، وإن الظلام سوف يزيحه شعاع الشمس. تلك هي سنّة الحياة، وذلك هو أمر الله في خلقه.

لاشئ في هذه الدنيا يدوم غير وجه الله؛ فبعد كل عسر سوف يأتي اليسر، وبعد كل معاناة سوف يأتي الإرتياح. بعد النهار سوف يأتي الليل، وبعد الشتاء سوف يأتي الربيع... تلك هي حياتنا وعلينا بأن نراها كذلك.

ليبيا هي بلدنا وهي بيتنا وأمننا وسلامتنا، فعلينا أن ننظر إليها كذلك وأن نراها كذلك. هل يعقل بأن يسرق أيّ إنسان سويّ من بيته، وهل يعقل بأن يفسد أي نسان عاقل ركناً من بيته إلّا وأن يقوم بتغييره نحو الأحسن وإصلاحه.
بيتك هو مأواك وبلدك هي ملتجاك. في بيتك تجد الأمن والآمان، وفي بلدك تشعر بقيمتك كإنسان؛ فرجائي بأن يرى كل منكم ليبيا كذلك حتى نرفق "كلّنا" ببلدنا، وحتى نتعاون على إعادة بنائها ولكن في هذه المرّة سوف نعاهد أنفسنا بأنّنا سوف لن نعبث بها من جديد فنحن ربّما في هذه المرّة كنّا قد تعلّمنا الدرس.

نحن في بلدنا "كلّنا" إخوة وآخوات، وما يصيب جارك قد ينالك قسطاً منه؛ فرفقاً ببعضكم ورحمة بأبناء وبنات بلدكم. ليفكّر كل منكم كما يشاء، وليرى الحياة كما يرغب؛ لكن هناك أسساً وقيماً إنسانية علينا جميعاً الإلتزام بها إن أردنا بالفعل بأن ننعم في بلادنا وفي بيوتنا بالأمن والآمان، وأن نتشارك في السرّاء والضرّاء من أجل أنفسنا ومن أجل مستقبل حياتنا.

علينا جميعاً بأن نتوقّف الآن ونفكّر من جديد. علينا بأن نحسب ونتدبّر وأن يقتنع كلّ منّا بأن ما نستحوذ عليه من غيرنا قد يسعدنا إلى حين وقد يشبع غريزة النهم في دواخلنا غير أنّه يضرّ بغيرنا وسوف لن يدوم لنا. فلتكن القناعة هي ديدننا والإحساس بالآخرين هو من قيمنا، ولنبني بلدنا متعاونين حتى ننقذها من هذا الهم الذي تعاني منها؛ ومن بعدها يصبح بوسعنا أن ننظر إلى الأمام، نتصافح، نتسامح، نتصالح.... ومن ثمّ نشرع في بناء بلدنا من أجل أنفسنا ومن أجل من سوف يأتي بعدنا. يومكم سعيد ومفرح وهانئ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق