Translate

السبت، 14 يوليو 2012

الغاء محاضره لبدرية البشر في جامعة قطر بسبب غزوة”هاش تاق”

الغاء محاضره لبدرية البشر في جامعة قطر بسبب غزوة”هاش تاق”

لم يكن لاعتذار جامعة قطر عن تكريم الكاتبه السعوديه بدريه البشر بعد أن تلقت دعوة من احدى اقسامها الأدبيه لإلقاء محاضرة فيها وقعا عاديا عليها، إذ جاء القرار بعد الحمله الإلكترونية الشرسة على احدى روايتها الأدبيه، وصفتها بالقوى الظلامية التي تبنت هاشتاق “لا لبدرية” حيث حرضت الجامعة على إلغاء المحاضرة وتأجيلها حتى اشعار اخر.
في المقابل، ظهرت حملة مضادة “نعم لبدرية” التي قالت: ما حدث هو أنني تلقيت دعوة من قسم الأدب الأنجليزي واللسانيات بعد حصولي علي جائزة الصحافة العربية لإلقاء محاضرة عن الأعلام الجديد والأخلاق الضرورية للتعامل مع هذه الوسائل الجديدة وقبل المحاضرة بليلة شنت قوى ظلامية – عادة لا نعرف ملامحهم ولا من هم لكننا نعرف أهدافهم وتطرفهم”.
وأضافت البشر: كانت حجة المعارضين للتكريم والمحاضرة تكمن في محاكمة شخصية طفلة هي بطلة رواية “هند والعسكر” وهي تتحدث عن التربية القاسية التي كانت يلاحق بها الأطفال فيتم تعنيفهم بدنيا وتهديدهم، فكانت تتخيل وتخاف مثل معظم الأطفال وعبر مونولوج ذهني أن الله قد يكون قاسيا مثل هؤلاء الناس الذين يلاحقونها باسمه.
وعمن هاجم رواية “هند والعسكر” تحديدا تشير بدريه البشر: الذي حاكم الرواية كالعادة لم يقرأ الرواية لكنه تبني هذا الفهم القاصر مثل أن تحاكم ممثلا لأنه مثل دور قاتل، وعجز للأسف عن أن يستبطن مغزى الرواية وإلام تهدف من نقد كما نددت الرواية بالتحرش بالأطفال وأشكال قهر المرأة.
وتوضح: “من اشتكى في الهجوم لم يقرأ الرواية، بل قرأ لهم، وحدد لهم مسبقا ما يجب عليهم أن يفهموه وأخذوا ما قيل عنها كمسلمات وربما جاءت هذه الانتقادات كي تغطي عورات نفسيه مريضة ليس لها علاقة بحماية الدين ولا الأخلاق وشجعت من جهابذة الشحن ومعلميهم فتم ابطال التكريم والمحاضرة بسبب غزوة “هاش تاق”.
وعن جهل بعض السعوديين بالرواية تنوه البشر: بعض السعوديين يتعاملون مع الرواية مثل النساء اللاتي كن يغطين وجوههن من المذيع في التلفزيون عند اول ظهوره؟ لأنهم لا يستطيعون الفصل بين ما الواقع وما هو خارجه.
ولم تحزن الدكتورة بدريه البشريّة لإلغاء محاضرتها، لكنها: “حزينة على جامعة علمية مثل جامعة قطر أن تستسلم لحملة غوغائية بدلا عن التصدي لها لأنها بهذا الموقف تفرط بمهابتها العملية ولأنها إن رضخت هذه المرة لهم فأنها سترضخ مرات عدة”.
وفي نهاية حديثها لإيلاف تقول البشر: أشكر كل من ساهم في وصولي لهذا التكريم من عميدة الكلية وأساتذتها واشكر الدوحة وكل القطريين الكرام الذين أحاطوني بالمحبة والتقدير فهذه هي حقيقتهم الطيبة وكرمهم لا يخفي على أحد.
وكان قرار المنع اثار موجة من التساؤلات في مواقع التواصل الاجتماعي حول منع كاتبة سعودية والترحيب بزيارة رئيس اسرائيلي في اشارة الى زيارة شمعون بيريز السابقه الى قطر.
من جانب آخر نشرت بعض الصحف الإلكترونيه ان قرار منع الكاتبة اثار مخاوف كبيرة داخل اوساط حقوقية حول الحريات الثقافية في قطر، وأشار ناشطون إلى انهم اخطروا منظمة العفو الدولية ومنظمات اخرى مهتمة بحرية الثقافة بقرار المنع القطري.
والكاتبة والروائية الدكتورة بدريه البشر والمقيمة في دبي كانت اول سيدة تفوز بجائزة القلم الجريء فئة العامود الصحفي في الدورة الحادية عشرة لجائزة الصحافة العربية في دبي لعام 2012م ولها العديد من المقالات المثيره للجدل إضافة إلى رواية “هند والعسكر” والتي أثارت الكثير من الجدل في اوساط المجتمع السعودي والخليجي.

التعليق
وتظل الرغبة أكيدة ومطلوبة لتحديد الجهات التي من حقّها القيام بعمليّة الرقابة وفق نصوص ثابتة وقوانين يعرفها الجميع حتى يلتزموا بها. ليس من العقل ولا من المنطق أن يتواجد في نفس البلد أكثر من جهة إعتباريّة، وليس من العقل أن يتواجد ي نفس البلد نظام حكم مدني له قوانينه وضوابطه وفوق ذلك النظام يتواجد نظام آخر منفصل عنه ويعمل خارج أطر وحدود القانون. نظام الحكم في إيران ربّما يعس بجلاء ذلك النوع من الإزدواجيّة في التشريع (البرلمان من ناحية والمرجعيّة الدينيّة من ناحية أخرى). الإزدواج في التشريع أيضاً يتواجد في السعوديّة وبعض دول الخليج الأخرى، ومن المرجّح أن يتمدّد غرباً إلى أفريقيا مثل مصر تحت نظام حكم الإخوان المسلمون، وفي تونس وهي أيضاً يحكمها تنظيم الإخوان ولكن بالتشارك مع غير الإخوان (الليبراليّين)، وربّما في السودان أيضاً.
في هذه البلاد هناك جهات تشريعية (البرلمان) التي ينتخبها الشعب ويختار أعضائها مع إحتفاظ الشعب أيضاً بحق مراقبتها ومحاسبتها والكشف عن أخطائها. كما تتواجد في نفس الوقت جهات تشريعيّة أخرى (دار الإفتاء وجماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكذلك المرجعيّات الدينيّة مثل الأزهر في مصر وشبيهاته في السعودية ودول الخليج وربما جامع الزيتونة في تونس مستقبلاّ) وهذه الجهات التشريعيّة "الأخرى" يعيّن أعضاءها بعيدأ عن معرفة الشعب، ولا يحق للشعب مراقبتها، وقراراتها تعتبر غير خاضعة للنقد من قبل الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى.
في ليبيا كان من الممكن أن تتكرر نفس المأساة لولا أن حفظ الله بلادنا من سيطرة المتشدّقين بإسم الإسلام كتنظيم الإخوان المسلمون، والجماعة الليبية المقاتلة، وكذلك جماعة السلفيّين والمتصوفين، وغيرهم من التنظيمات التي تتوشّح برداء الإسلام والتي تعمل على السيطرة على التشريع في البلد بهدف تسيير الحياة فيه وفق أهوائها ورغباتها.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق