Translate

الجمعة، 20 يوليو 2012

إخوان ليبيا يعلنون قبولهم بنتائج الإنتخابات

خبر وتعليق (عن "القبس" الكيويتيّة):
أكد العضو المؤسسي بحزب العدالة والبناء التابع للإخوان المسلمين في ليبيا عبدالرحمن الديباني، قبول حزبه بنتائج انتخابات المؤتمر الوطني العام (البرلمان)، والذي يضم 200 مقعد.
وقال الديباني إن الأنباء التي ترددت عن رفض رئيس الحزب محمد صوان نتائج الانتخابات تم فهمها بصورة خاطئة. وأعرب عن توقعه بأن يكون «البرلمان» متوازناً في النتائج النهائية بين الإسلاميين والليبراليين، مؤكداً أن الليبيين يؤمنون بالشراكة الوطنية.
وحول دعوة نائب وزيرة الخارجية الأميركية إلى حكومة شراكة وطنية في ليبيا، قال الديباني «مقتنعون بالحكومة، ولا نحتاج إلى تصريحات واشنطن ولا أي قوى خارجية».
من جانبه، أكد أبوبكر أرميله القيادي البارز في تحالف القوى الوطنية بقيادة محمود جبريل، أن التحالف يعد لرؤية كاملة للدولة الليبية خارجياً وداخلياً. وأضاف أنه ليس لدى التحالف مانع من تشكيل حكومة وفاق وطني بمشاركة جميع الليبيين، والتحالف يؤكد أن الإسلام دين الدولة، والشعب الليبي إسلامه وسطي.
التعليق
جميل أن نرى أبناء وبنات الشعب الليبي بكل فئاتهم وطوائفهم وفي كل أرجاء ليبيا الحبيبة، وهم يعلنون قبولهم بنتائج الإنتخابات التي كانت وبكل تجرّد إنتخابات حرّة ونزيهة والفضل في ذلك يرجع إلى عدة أسباب لعلّ من أهمّها:
1- كفاءة ونزاهة وإصرار رئيس وأعضاء المفوضيّة العليا للإنتخابات... وهم كلّهم من الليبيّين والليبيّات.
2- إصرار كل أفراد الشعب الليبي على إنجاح هذه الإنتخابات.
3- خلو ليبيا من الأحزاب السياسيّة المتصارعة قبل هذه الإنتخابات، وعدم وجود طمع سياسي كبير.
4- عدم وجود نظام حكم مؤطّر سابق لهذه الإنتخابات.. فمثلاً؛ لو أن الطاغية القذّافي أو أي من أتباعه بقوا في الحكم أثناء الإنتخابات أو أنّهم أشرفوا عليها أو قاموا بتعيين أعضاء المفوضيّة العليا فإن إنتخابات ليبيا كان من الممكن أن تكون إنتخابات مزوّرة في كل مراحلها.
من هنا يمكن القول بأن نتائج الإنتخابات فرضت نفسها على الليبيّين جميعاً وجعلت التشكيك فيها من الأمور التي لا يمكن أن يقبلها الشعب الليبي، ومن ثمّ فلم يجد "الإخوان المسلمون" وغيرهم من التنظيمات الإسلاميّة الأخرى بدّاً من القبول بها لأنّهم إن رفضوها أو إعترضوا عليها بحجة "التزوير" فإن الشعب الليبي سوف يضحك عليهم ويستهزئ بهم وبتفكيرهم.
المهم في بلد مثل ليبيا لم تكن بها إنتخابات من قبل ولم تتواجد فيها منافسة سياسيّة من أي نوع، من الطبيعي بأن تكون إنتخاباتها حرة ونزيهة؛ لكن الشئ الأهم هو أن يصر كل الليبيّين على أن تكون إنتخاباتهم المستقبلية بنفس الكفاءة وبنفس النقاء وبنفس المصداقيّة. ذلك هو التحدّي الكبير، وذلك هو ما يجب أن يكون كرغبة أكيدة وطموح لكل ليبي وليبيّة منذ الآن. فنحن مقدمون بإذن الله على إنتخابات أخرى سوف تكون حاسمة وسوف يكون الغش فيها من المغريات التي يصعب مقاومتها بالنسبة للباحثين عن السلطة والتسلّط؛ فعلينا أن نعمل وبأي وسيلة على تجسيد ثقافة سياسيّة في ليبيا تتبنّى الصدق والإخلاص في قضايا البلد، وأن يكون حبّنا لليبيا أهم من حبّنا لأنفسنا.
تحيّة لكل القوى الوطنيّة التي أعلنت قبولها بنتائج الإنتخابات، وتحيّة أكبر وأجلّ لكل أولئك الجنود المعلومين والمجهولين الذين سهروا وتعبوا من أجل تأسيس نظام إنتخابي نقي ونزيه في بلد لم يسبق لها أن عرفت إنتخابات حرّة في تاريخها القديم أو الحديث.
أتمنّى من كل الإخوة المنضويين تحت منظومة الأحزاب والتكتّلات الإسلاميّة، وكذلك أولئك الذين كانوا يفكّرون بالعقليّة الفيدراليّة والإنفصالية أن يقتنعوا الآن بأن الوسيلة الوحيدة لحكم ليبيا والمساهمة في بنائها لابدّ وأن تحدث من خلال الأسس الديموقراطيّة العصريّة والتي تعني في أبسط صورها الترشّح الحرّ الشفّاف من خلال مؤسّسة النزاهة، والإنتخاب من خلال صناديق الإقتراع... فهذا هو قدرنا الذي ثرنا من أجله، وهذا هو خيارنا الذي إرتضيناه بمحض إرادتنا.    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق