Translate

الاثنين، 1 أكتوبر 2012

المقريف: نريد ليبيا دولة دستورية ديمقراطية مدنية علمانية

عن صحيفة "قورينا الجديدة"

أكد رئيس المؤتمر الوطني الليبي محمد المقريف أنه يريد أن تصبح ليبيا “دولة دستورية ديمقراطية مدنية علمانية”، لكنه شدد على ضرورة ألا يتصادم ذلك مع الشريعة الإسلامية.
وقال المقريف في مقابلة مع صحيفة “الحياة” اللندنية نشرتها الإثنين إن فصل الدين عن الدولة يكون “بألا تتحكم هيئة دينية في قرارات المؤتمر الوطني أو الحكومة. وفي الوقت نفسه، لا أتصور ولا أتوقع أن يصدر مؤتمر وطني أو حكومة في بلد إسلامي مئة في المئة (ما هو) مصادم للشريعة الإسلامية”.
ورأى أن “ما تتبناه بعض من الجماعات في ليبيا (من تفسيرات للشريعة) لا علاقة له بالإسلام. هذا تفسير ظالم ومتجن ليس فقط على المرأة، هو ظالم للإنسان ككل سواء كان رجل أم امرأة، ولا يتفق مع مقاصد الشريعة ولا مع تعاليم الإسلام”.
وشدد رئيس المؤتمر الوطني الليبي على أن عدد الليبيين المنتمين إلى جماعات متطرفة لا يتجاوز 200 شخص، لكنه حذر من نشاط مجموعات متطرفة على صلة بتنظيم القاعدة في ليبيا والدول المجاورة.
وشدد على “ضرورة التعاون الاستخباراتي بين ليبيا وجيرانها لمواجهة هذه المجموعات التي لا يقتصر خطرها على دولة دون أخرى”.
وأقر بأن كتائب الثوار وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) تعاملت إبان الثورة مع عناصر يشتبه بارتباطها بتنظيم القاعدة. لكنه برر ذلك بأنه “في لحظات الفورة لم يكن بمقدور أحد أن يفكر إطلاقا في أن يمنع أي إنسان يريد أن يشارك في هذه الثورة ويساهم في الإطاحة بالنظام.. الموقف كان يستدعي الإفادة من كل العناصر”.

التعليق
الحياة قد تكون صعبة ومعقّدة أحياناً؛ لكن الإنسان المفكّر والمتدبّر يفهمها من الوهلة الأولى، أمّا ذلك "المبتدئ" فتتطلّب منه وقتاً طويلاً كي يراها على حقيقتها.
لقد قلنا منذ مدّة أن العلمانيّة لا تعني "الكفر" ولا تعني "الشرك" ولا تعني "الإلحاد". قلنا إن العلمانيّة من العلم وهي تعني التفكير والتدبّر والبحث والحساب وهو ما يعادل "البراغماتيّة" في علم السياسة.
الإخوان المسلمون هم أوّل من أقام الدنيا وأقعدها على "الليبراليّين" ولمن لم يفهم معنى هذه الكلمة بالعربي فإنّها تعني "التحرّرين" ... الباحثين عن الحريّة. حريّة التفكير، حريّة الإبداع، حريّة الإعتقاد، وبالطبع حريّة التعبّد.
كان أوّل من صاح عالياً يسب ويشتم ويطعن ويغتاب ويقذف هو الدكتور علي الصلاّبي، ثم تبعه الكثير من الإخوانيّين من بينهم أخوه إسماعيل الصلاّبي، وفوزي بوكتف، والكثيرون من ملّتهم.
لا أدري بالضبط ماذا عساهم الآن أن يقولوا... أظن أن الأجدى بالنسبة لهم حتى لا ينالهم غضب الليبيّين والليبيّات هو أن "يصمتوا" وأن "يتجرّعوها" هذه المرّة فهي ليست مثيرة للغثيان، وليست مقزّزة، وليست مرّة المذاق فقط أن يغمضوا عيونهم فيتجرّعوها ثم بعد ذلك يستمرّوا على صمتهم فإن ذلك أجدى لهم وأقل ضرراً قياساً بما تركته تصريحات الدكتور على الصلاّبي تلك التي سمع بها القاصي والداني، وإستنكرها حتى أولئك "المحبّين" لتراث الصلاّبي في "علوم السيرة" كما وردت في كتبه الكثيرة.

ملاحظة: قام الدكتور محمد المقريف مساء هذا اليوم 2 أكتوبر 2012 بإصدار بيان أمام شاشات التلفزيون أعلن فيه إعتذاره على ذكر "العلمانيّة" في المقابلة المشار إليها أعلاه؛ وأنا أود أن أطمأن الدكتور المقريف بأّنّه لم يكن في حاجة مطلقاُ للإعتذار عن ذكره لكلمة "العلمانيّة"، وبأنّه يجب ألاّ يرضخ لإبتزار الإخوان المسلمون الذين إعتصم نوابّهم ( 60 نائباً) أمام مقر المؤتمر الوطني مصرّين على تنازل الدكتور المقريف عن تصريحه. بالنسبة لمن لم يفهم بعد معنى "العلمانيّة" والتي فإنّني أقول إنّها تعني من حيث المبدأ فصل مؤسّسات الدولة وموظّفيها الكبار (وزراء وأعضاء برلمان) عن نفوذ الجماعات الدينيّة المتشدّدة.... أي أنّها تعني عدم تديين السياسة، وعدم تسييس الدين..... مقالي القادم في "ليبيا موطني" سوف يكون عن "العلمانيّة" بإذن الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق