بدون شك إستيقظ العالم اليوم على نتائج الإنتخابات الأمريكيّة التي فاز فيها باراك أوباما لفترة رئاسيّة أخرى مدّتها 4 سنوات سوف
لن يكون له بعدها طمعاً في رئاسة ثالثة كما ينصّ عليه الدستور الأمريكي. الإنتخابات الأمريكية أبهرت الجميع في العالم من حول
أمريكا ذلك لأن أمريكا هي سيّدة العالم شئنا أم أبينا.
نحن في ليبيا كغيرنا من شعوب العالم إستيقظنا على نتائج الإنتخابات الأمريكيّة وأعجب الكثير منّا بالديموقراطيّة الأمريكيّة التي
صنعت مجد أمريكا وحوّلتها من ولايات متناحرة إلى دولة تتربّع ومنذ أكثر من نصف قرن على كرسي الريادة والسيادة في العالم
أجمع.
بدون شك أخذ بعض الليبيّين يحلمون بليبيا ديموقراطيّة مثل أميركا، وليبيا قويّة وغنيّة يكون فيها الحاكم خادماً لشعبه. هناك من
الليبيّين من حاول المقارنة بين الديموقراطيّة الأمريكيّة الناضجة إبنة ال 152 سنة، وبين الديموقراطيّة الليبيّة الوليدة إبنة ال 4
أشهر، وهناك ربّما من إستحال تحوّل ليبيا إلى ديموقراطيّة عصريّة لأسباب أكثرها آنيّاً ويبدو مخيفاً ومتأزّماً في الوقت الحالي.
مهما كانت أراءنا بخصوص الديموقراطيّة الأمريكيّة وإعادة إنتخاب الرئيس باراك أوباما فإنّني أنا شخصيّاً كنت تمنّيت فوز باراك
أوباما لسبب واحد وهو أنّه ربّما كان قد أعطى "لإسرائيل" أكثر ممّا تستحق في ولايته الأولى وسوف لن يجد نفسه مضطرّاً لأن
يعطيها هذه المرة لأنّه لم يعد يحتاج كثيراً لخدمات وتأييد اللوبي اليهودي. ظننت بأن أوباما ربّما سوف يكون أكثر حريّة وإنسانيّة هذه
المرّة وربّما هو بالفعل سوف يكون كذلك، حيث أنّه من وجهة نظري لو فاز "ميت رومني" لكان شعر بفضل اليهود عليه ولقام
بإعطائهم أكثر مما أعطاهم باراك أوباما لسببين:
1- رومني يعتبر أكثر ولاء ل"إسرائيل".
2- رومني سوف يستعد لفترة رئاسة تانيه بعد إنقضاء 4 سنوات وسوف يحتاج فيها إلى أصوات اللوبي اليهودي ولكي يظمن ذلك
عليه أن يبرهن على ولائه لدولة "إسرائيل" طيلة الأربع سنوات القادمة.
المهم... بالنسبة لإخوتنا الذين بهرتهم الديموقراطيّة الأمريكيّة، والذين إستبعدوا بالمطلق تحوّل ليبيا إلى دولة ديموقراطيّة ومتقدّمة
مثل أمريكا أقول إن ما عند الله ليس بمستحيل، فأمريكا كما نعرف عمر ديموقراطيّتها يتجاوز 150 سنة وأمريكا حتى وصلت إلى ما
وصلت إليه شهدت حرباً أهليّة مدمّرة إستمرّت لأكثر من 4 سنوات متتالية ضاع فيها من بين الجنود فقط 750,000 جنديّاً وربّما
ثلاثة أضعاف ذلك العدد من المدنيّين، وكانت قد أبتليت بحروب وإقتتالات مدمّرة بين الإنفصاليّين والوحدويّين إنتهت بإنتصار
الوحدويّين على الإنفصاليّين مما حقق في نهاية المطاف تكوين الولايات المتحدة الأمريكيّة التي نعرفها اليوم.
سوف تتحوّل بلادنا إلى واحة ديموقراطيّة يعمّها السلام ويتحقق فيها الرخاء، وسوف بإذن الله تصبح ليبيا بلداً متحضّراً تحترم فيه
أدميّة الإنسان وسوف ترتفع بالديموقراطيّة قيمة الإنسان وقيم الإنسانيّة في ليبيا الحبيبة بإذن الله، وبجهود أبناءها وبناتها الذين بصدق
يحبّونها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق