Translate

الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

وماذا عن حقوق الإنسان في حق المغدور بهم في ليبيا ؟


بعد أن نجحت فرقة من القوّات الخاصّة الأمريكيّة في إلقاء القبض على المدعو نزيه الرقيعي والمعروف ب أبو أنس الليبي ونقله إلى إحدى سفن البحريّة الأمريكيّة في عرض البحر خرجت علينا دار الإفتاء ورجال الدين في ليبيا وبعض أعضاء المؤتمر الوطني وبعض وزراء حكومة السيّد علي زيدان وهم يستنكرون ما حدث ويعتبرونه إنتهاكاً للسيادة الليبيّة وكاّن هذا المدعو أبو أنس الليبي يمثّل السيادة الليبيّة أو يعبّر عنها أو يعكسها في شئ.

السيّد نزيه الرقيعي وهو يحمل الإسم الحركي أبو أنس الليبي هو عضو بارز في تنظيم القاعدة ويعتبر من كبار المخطّطين في هذا التنظيم الإرهابي هو من تتهمه أمريكا بالتخطيط لتفحيرات السفارة الأمريكيّة في كينيا ومن حق أمريكا بأن تمسك به وتحاكمه، فإن كان بريئاً فسوف يحصل على التعويضات كما حصل عليها عضو الجماعة الليبيّة المقاتلة السيّد عبد الحكيم بلحاج من قبله، وإن تبتت عليه التهم فإنّه سوف ينال عقابه العادل... وما الضير في ذلك إن كنّا نحن كسلطات ليبيّة قد عجزنا في المسك بالمجرمين وعجزنا حتّى في تتبّعهم أو البحث عنهم بعيد تنفيذ جرائمهم؟.
أمريكا قبضت على متهم مطلوب من البوليس الدولي ونقلته لإحدى سفنها حتى يتسنّى نقله إلى نيويورك لمحاكمته محاكمة عادلة ولا أعتقد بأن أمريكا فعلت بذلك شيئاً منكراً. أمريكا سبق لها الطلب من ليبيا بالقبض عليه لكنّ الحكومة الليبيّة فضّلت تجاهل الطلب الأمريكي، كما تتجاهل طلباً أمريكيّاً آخر بالقبض على أحمد أبو ختّالة بهدف محاكمته عن إتهام أمريكا له بالمسئوليّة عن تفجير القنصليّة الأمريكيّة في بنغازي قتل فيه السفير الأمريكي في ليبيا. أمريكا تطالب ليبيا بالقبض على عشرة أشخاص يتبعون تنظيم القاعدة وهم مازالوا طلقاء يتحرّكون ويفعلون ما يشاءون في ليبيا بدون أن تتجرأ الحكومة الليبيّة على تعقّبهم أو محاولة المسك بهم خوفاً من ميليشاتهم المسلّحة التي تحميهم والتي يقودها شيوخ الدين من خريجي قندهار ومدارس الفكر الوهابي التكفيري في السعوديّة. 

هؤلاء الذين يتباكون على إختطاف أمريكا لزبون القاعدة ويعتبرون ذلك إمتهان للسيادة الليبيّة عليهم أن يفهموا بأنّ السيادة الليبيّة لم ولن يمثّلها عميل في تنظيم القاعدة ليس له من رسالة غير القتل والغدر والترهيب لبني البشر، والذين يتباكون على إنتهاك حقوق الإنسان في حق هذا المتصابئ إنّما هم ينافقون أنفسهم ويوصمونها بإزدواجيّة المعايير والكذب والنفاق. إذا كانت تهمّكم حقوق الإنسان فلماذا أنتم تخرسون كالموتى حين يتم الغدر بخيرة الخبرات الليبيّة من ضبّاط الجيش والشرطة وأجهزة الأمن، وخيرة رجال الإعلام والمدافعين عن حقوق الإنسان من قبل ملثّمين يقتلون ويهربون ليتخفّوا في ظلمات الليل كالخفافيش. أين هي حقوق الإنسان في أولئك الذين قتلوا في ليبيا وتركوا من بعدهم أسر وأطفال وزوجات وأمّهات ثكالى.... هل منكم من طلب مساعدة أهلهم وذويهم، وهل منكم من بادر بمتابعة المجرمين حتى يتم القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة كما فعلت أمريكا في حق أبو أنس الليبي؟.
أتقوا الله في أهلكم ضحايا الغدر والإرهاب في ليبيا ودعوا أمريكا تساعدكم في القضاء على تنظيم القاعدة الذي أصبح يتخذ الآن من ليبيا قاعدة تدريب وإنطلاق لأتباعه القتلة أعداء القيم الإنسانيّة والحضارات العلميّة التي أصلتنا إلى هذا العالم المستنير الذي ما كنّا نحلم به لولا تلك العقول المتفتّحة التي تنير طريق البشريّة بدون إقصاء أو حرمان لأحد من بني البشر بغض النظر عن معتقداتهم أو لغاتهم أو إنتماءاتهم العرقيّة أو ملامحهم أو ألوانهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق