Translate

الجمعة، 4 أكتوبر 2013

حديث ذو شجون..!!

إبراهيم محمد الهنقاري ... عن "ليبيا المستقبل" الليبيّة
منذ ما يزيد عن ستة أسابيع نشر لي في هذا الموقع المميز حديث بعنوان: "ماذا بقي من ليبيا..!؟" اشرت فيه الى العديد من الاخفاقات التي شهدتها بلادنا والى بعض المخاوف من الانفلات الأمني الذي استشرى وتجاوز كل الحدود وذلك على يد بعض أبنائها وأبديت فيه ما أرى انه السبيل الوحيد أمامنا للخروج من هذه الأزمة والعمل على بناء دولة المؤسسات التي كان يحلم بها الليبيون والليبيات بعد ثورة ١٧ فبراير المجيدة وهوالاستعانة بالأمم المتحدة. ثم سكت عن الكلام المباح منذ ذلك الحديث. وربما ظن البعض ان الجواب من جانبي عن ذلك السؤال الحائر والمخيف في ان واحد: ليبيا الى اين!؟ هوهذا الصمت الذي فرضته على قلمي منذ نشر ذلك الحديث. فكل الكلام قد قيل وكل الحلول قد قدمت ولكن لا من سميع ولا من مجيب كما لوان ما يجري هومن القضاء والقدر ولا يمكن رده اووقفه اوكانما الليبيون هم هكذا لا يعرفون النظام والقانون ولا يؤمنون  بالديموقراطية ولا يعرفون معنى الحرية ولا يخضعون الا لحاكم مستبد يسومهم سوء العذاب ويستخفهم فيطيعونه ولا يعصون له امرا..! وقد تفضل عدد من أصدقائي وقرائي بالاتصال بي للاستفسار عن هذا الصمت وكانوا في ذلك طرائق قددا. فمنهم من ظن انني قررت ان أصمت لأنني صرخت كثيرا دون ان يسمعني احد. ومنهم من ظن انني قررت اخيرا التوقف الفعلي عن الخوض في الشأن العام كما كنت قد عزمت على ذلك من قبل وأعلنته للناس. ومنهم من رأى أنها مجرد استراحة محارب في ميدان القتال بالكلمة الصادقة.
ولكن الحقيقة هي غير ذلك كله.
الحقيقة هي خليط غريب من الإحباط والمرارة والياس والالم والصدمة وعدم التصديق والاستغراب لما ال اليه حال الوطن، خليط من المشاعر والاحاسيس التي استحوذت علي كما لابد انها قد استحوذت على كل مواطن ليبي شريف.
اجل! لقد أصبت كغيري من ملايين الليبيين والليبيات بالإحباط وبالمرارة مما جرى ويجري في الوطن الحبيب منذ ١٧ فبراير ٢٠١١مما لا يصدقه العقل السليم ولا يقبله الضمير الوطني لا في داخل ليبيا ولا في خارجها. لقد كان ذلك اليوم المجيد هواليوم الذي ظننت كما ظن الملايين من المواطنين والمواطنات في ليبيا انه اليوم الذي ولد فيه مجد ليبيا الجديد ومات فيه وانتهى الى الابد ثالوث الظلم والقهر والاستبداد. لقد كنت واحدا من الذين ظلوا يحلمون لما يزيد عن أربعة عقود بليبيا التي يريدونها وليس بليبيا التي فرضها عليهم وعلى العالم طاغية مجنون لا حدود لشذوذه ولا حدود لجرائمه ولا حدود لطغيانه ولم يكن في كل ذلك يخشى الله اويرعى حقاً من حقوق العباد حتى لقي مصيره المحتوم كغيره من الطغاة عبر التاريخ من خلال ثورة شعبية عارمة قادها وقام بها الشعب الليبي باسره بكل مكوناته وبكل شرائحه دون ان تختص بذلك الشرف فئة اوجماعة بعينها وكان المأمول بعد التحرير ان يخرج من بين الليبيين رجال وشباب ونساء صدقوا ماعاهدوا الله عليه يتنافسون في العطاء وفي الإيثار وفي التضحية من اجل الوطن ومن اجل هذا الشعب الذي قدر له ان يعاني القهر والذل والهوان على يد الطاغية وعصابته من المجرمين والقتلة والمفسدين في الأرض ردحا غير قليل من الزمن. كان المامول ان تضمد ليبياجراحها  وان تتصالح مع نفسها وان تشرع في بناء مؤسساتها الدستورية وان تشكل حكومتها القوية القادرة على ادارة المرحلة الانتقالية وارساء دولة العدل والقانون وان يكون همها الاكبر هوالحاضر الباهر والمستقبل الواعد وليس الماضي البغيض دون ان يثنيها ذلك بالطبع عن انفاذ القانون وملاحقة كل من تلطخت يده بدماء الليبيين وكل من امتدت يده لسرقة المال العام اوممارسة الفساد اوارتكاب الجرائم التي يعاقب عليها القانون .ومن هنا جاء اعتراض عقلاء الأمة على قانون العزل السياسي الذي نطق عن الهوى والذي كتب بحبر البنادق كما قال رئيس المؤتمر الذي اصدره. فالعقاب بما فيه العزل السياسي يجب ان يكون عن جريمة يثبت القضاء العادل ارتكابها وليس على أساس الوظائف التي شغلها كل الليبيين والليبيات بحكم الامر الواقع طوال عهد أيلول الأسود سيادية  كانت اوإدارية. غير أن المفاجأة التي أذهلت كثيرا من الليبيين والليبيات ان الذي جرى هواننا نسينا الحاضر واهملنا المستقبل وامسكنا بتلابيب الماضي نلوكه بالسنتنا ونتناوله باقلامنا ونركز على التشفي والانتقام والعزل السياسي اكثر مما نفكر في المصالحة الوطنية وجمع الوطن كله على كلمة سواء والانطلاق نحوالبناء لتعويض ما فات.
وربما كان أسوأ الذي حدث  هوقيام بعض الذين تظاهروا بالانضمام الى الثورة اوالالتحاق بها في مراحلها الأولى اومن الذين كانوا يقاتلون الثوار ضمن كتائب الطاغية حتى اذا قتل فرعون غيروا ملابسهم واطلقوا لحاهم وقالوا اننا من المسلمين، اومن الذين أخرجهم الطاغية من السجون وأمدهم بالمال والسلاح والحقهم بكتائبه المجرمة وامرهم بارتكاب المنكر قتلا ونهبا وسلبا واغتصابا وهتكا للاعراض حتى اذا وضعت الحرب اوزارها ارتدوا بعد ذلك لباس الثورة ليواروا سوءاتهم وليقترفواماهم مقترفون! اقول ان الذي فاجا الليبيين والليبيات هوهذا الاختفاء السريع للثوار الحقيقيين من المسرح السياسي والظهور المسلح لكل اؤلئك ككتائب ودروع ومليشيات تقطع الطرق وتسرق السيارات وتقتل الأبرياء وتقطع المياه والكهرباء وتعطل وتمنع أجهزة الدولة من مباشرة أعمالها وهي تدعي الانتساب للاسلام ثم ترتكب جميع تلك الاثام وهي تهتف:"الله اكبر ولله الحمد ".! قال تعالى:  "ان الله بريئ من المشركين ورسوله"صدق الله العظيم.
هؤلاء الذين يسمون انفسهم بالجماعات الاسلامية هم الذين قاموا بسرقة هذه الثورة العظيمة باسم  الدين وتسخيرها لتنفيذ أجندات خارجية لا علاقة لها بليبيا وطنا وشعبا ولكنها ترتبط بجهات اجنبية لا يعرفها الليبيون، جهات مشبوهة لها مخططات واهداف غامضة تدعي الانتساب للاسلام وتبشر الغافلين بأحلام مستحيلة يؤمن بها أصحابها الجاهلون بحقائق التاريخ والجغرافيا والذين يعيشون خارج الواقع وخارج الزمن والذين تجمدت عقولهم وحواسهم وعميت أبصارهم وبصائرهم فلا يرون ولا يعقلون الا تلك الأوهام المريضة وتلك الخيالات الساذجة التي تعود بهم قرونا طويلة الى الوراء وتجعلهم يحلمون في القرن الواحد والعشرين بقيام الدولة الدينية اودولة الخلافة إلاسلامية التي لم يكن لها وجود في التاريخ حتى في حياة رسول الاسلام نفسه صلوات الله وسلامه عليه، وذلك عن سوء فهم لصحيح الاسلام فهم يخلطون بين الاسلام كدين وعقيدة  وعلاقة مقدسة وخاصة بين الخالق والمخلوق وبين الحكم اوسياسة الناس التي تقيم علاقات دنيوية عامة وغير مقدسة بين البشر طبقا لما تفرضه عليهم طبيعتهم الانانية وانفسهم الامارة بالسوء والخاضعة للهوى والقابلة لوسوسة الشيطان. هذه السياسة التي نعرفها اليوم بانها فن الممكن لا يجوز في راي ربطها بالدين الذي هوأسمى بكثير من السياسة بل قد لا يكون هناك اي قاسم مشترك بينهما بل ان حقائق الدين كثيرا ما تتناقض مع دسائس السياسة فأنى لنا ان نجمع بين المتناقضين!؟. ولنا في التاريخ الإسلامي نفسه اكثر من مثال على ذلك .  
ففي بداية الرسالة في مكة كانت الدعوة للدين فقط ولم تكن هناك سياسة وفي مدينة الرسول يثرب كان الدين لله وهوالاسلام يؤدي فرائضه الرسول والمسلمون أما السياسة فكانت لأهل يثرب يشارك فيها الرسول الكريم كبشر وكمواطن يخطئ ويصيب مثله مثل سائر الناس فقد كان يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ويبيع ويشتري ويرهن درعه عند يهودي استلف منه بعض المال .وعندما أخطا في اختيار الموقع المناسب للمقاتلين في غزوة بدر قبل ان يصحح له ذلك الخطأ احد الجنود من الأنصار ولم تأخذه العزة بالإثم كما أخذت الذين زعمواان فك اعتصامهم في ميدان رابعة العدوية كان أسوأ من هدم الكعبة.! ثم انه كان يقول لهم: "انتم أدرى بشؤون دنياكم". وهذا يعني ان رسل الله ادرى بدين الله الذي يوحى اليهم وان الناس ادرى بشؤون دنياهم التي يعيشون فيها. وربما كان في ذلك تاكيد لما يقال اليوم عن الفصل بين الدين والدولة  ومن ان الدين لله والوطن للجميع.  وما السياسة الا شان من شؤون الدنيا وما الدين الا شان من شؤون الآخرة. "فمن كان يرجولقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. " في السياسة ينفع المال والبنون وفي الدين لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم.
ان هؤلاء الذين سرقوا الثورة هم الذين يتحملون وحدهم وزر كل ما تشهده بلادنا العزيزة من فوضى امنية وانتهاك لحقوق المواطنين والاعتداء عليهم في وضح النهار كما في ظلمات الليالي كما يتحملون وحدهم وزر هذا التخبط وهذا الارتباك الذي يشاهده الليبيون داخل قاعات المؤتمر الوطني العام وفي دواوين الحكومات المؤقتة كلها. وهم المسؤولون عن هذه الفوضى وانعدام الامن ومحاصرة وزارات الدولة ومنع تصدير النفط والغاز وعن كل المشاكل الاخرى التي يعاني منها الليبيون والليبيات منذ الاطاحة بالطاغية واعوانه قبل اكثر من عامين. وهوامر مؤسف بكل المقاييس. انه لامر مؤسف حقا ان نقضي على ظلم الطاغية وجبروته ليحل محله ظلم اخر يمارس القتل والعدوان وهويهتف باسم الله الذي امرنا ان ندعوا الى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة. لا يمكن لليبيا ولثورة ١٧ فبراير ان تتقدم خطوة واحدة الى الإمام مادامت هذه الجماعات هي التي تتحكم في مفاصل الدولة وتملي شروطها على المؤتمر الوطني وعلى الحكومة وما دامت المليشيات المسلحة التابعة لهذه الجماعات هي التي تفرض إرادتها وإرادة تلك الجماعات بالقوة على الحكومة وعلى الناس. 
ان الخلط بين الدين والسياسة كان دائماً وعبر التاريخ الإسلامي كله سببا في العديد من الماسي والكوارث التي سجلها التاريخ على مر العصور بين المسلمين. بل لا شك انه هوالمسؤول ايضا عن هذا التخلف وهذا الجهل الذي يعاني منه ما يقرب من مليار ونصف من المسلمين في العالم الذين يعتمدون مع الاسف على الكفار في اسباب حياتهم وفي اسباب موتهم أيضاً . فلماذا لا يقرأ بعضنا التاريخ القراءة الصحيحة ويستخلص منه العبر والدروس بدلا من التشبث بالأوهام والدعوة الى المستحيل عن طريق سفك الدماء التي حرمها الله والادعاء بالباطل بان ذلك هوما أمر به الله وخداع الناس البسطاء بان ذلك هوالاسلام. أليس في ذلك تشويه متعمد لهذا الدين الحنيف!؟.
لماذا لا نعود الى التاريخ لنرى ان كانت هناك دولة على مدى التاريخ الإنساني كله قامت على أساس الدين وحده ولم يكن هناك فيها فصل بين الدين والسياسة.
وإذا صح لنا ان ندعوا من خلف الرسول في إدارة شؤون المسلمين بالخليفة فهوخليفة في أمور السياسة وليس في أمور الدين لانه لا خليفة للرسول الذي يوحى اليه فهوالرسول الخاتم ولا نبي بعده. لقد كانت خلافة ابي بكر كلها سياسة ولم تكن أبدا من الدين. وكذلك كانت خلافة كل من عمر وعثمان وعلي. أما الخلافة الأموية التي قامت على الخديعة والنفاق وفرقت بين المسلمين فلا علاقة لها بالدين لا من قريب ولا من بعيد مثلها في ذلك مثل خلافة بني العباس التي سمي اول خلفائها بالسفاح.! والتي شهدت قصور بعض خلفائها من الفجور والمجون ما يجعلها ابعد ما تكون عن مقر قيادة للاسلام والمسلمين. وقل ما شئت عن باقي دول الخلافة حتى آخرها وهي الخلافة العثمانية التي انقسم المسلمون بعدها الى ما يقرب من ستين دولة في ايامناهذه يجمعها الدين وتفرقها السياسة. فأين هي دولة الخلافة التي يريدونها الا انهم يكيدون كيدا اويجهلون جهلا.
لم يكن إذن من الدين في شيئ ان يقول المهاجرون للأنصارعقب انتقال الرسول الكريم الى الرفيق الأعلى : " منا الأمراء ومنكم الوزراء ".ففي الدين المسلمون سواء كأسنان المشط ولا فضل لعربي على عجمي الا بالتقوى وان أقرب المسلمين الى الله اتقاهم وليس من كان من قريش ولكن قد يكون في ذلك الكثير من السياسة فقد لا تنصاع القبائل العربية الحديثة الدخول في دين الله أفواجا ولما يدخل الإيمان في قلوبهم اوان ترضى بغير زعامة قريش لسائر العرب. فالدين إذن لا يفرق بين المهاجرين والأنصار ولكن السياسة ترى ذلك مشروعا حتى يتم بناء الدولة الوليدة على أسس سليمة ويتم جمع كلمة المسلمين على قائد تعترف جميع العرب بمكانته ومكانة قبيلته وقيادتها التاريخية لهم. وهكذا فرضت السياسة وليس الدين ان يكون الخلفاء الراشدون الأربعة من قريش وكذلك جميع خلفاء بني أمية وبني العباس كما كان مؤسس الخلافة الأموية الثانية في الأندلس هوصقر قريش ثم تولى تلك الخلافة أبناؤه من بعده ولم يشذ عن هذه القاعدة الا خلفاء المسلمين من الأتراك من ال عثمان.
كما لم يكن من الدين في شيئ ان يقاتل المبشرون بالجنة وخيار الصحابة من المهاجرين والأنصار بعضهم بعضا ويقتل بعضهم بعضا ولكنها السياسة رغم انهم  جميعا تربوا في مدرسة الرسول الامين وتخرجوامنها ثم لابد انهم جميعا قدسمعوا الرسول الكريم يحذرهم في حجة الوداع تحذيرا خطيرا لاشك انه قد زلزلهم زلزالا شديدا حين خاطبهم قائلا: "فلا ترجعن بعدي كافرايضرب بعضكم رقاب بعض". ان الذي كان بينهم كان اذن سياسة كله ولم يكن من الدين في شيئ. الم يضرب المهاجرون والأنصار وخيار المسلمين ومن تبعهم بإحسان رقاب بعضهم بعضا تماما كما حذرهم الرسول الكريم!!؟؟. فأين الدين من كل ذلك!!؟؟.
لاشك ان السياسة وليس الدين هي التي أدت الى كل تلك الكوارث الدامية التي شهدها تاريخ المسلمين ولا أقول تاريخ الاسلام عبر القرون الأربعة عشر الماضية. بل انني استطيع القول ان ربط الدين بالسياسة فيه تعريض بالدين نفسه وهواي الدين أمر مقدس عند الله وعند الناس ولا يجوز ان يقرن بالسياسة التي فيها المكيدة وفيها الكذب وفيها التضليل وفيها الخداع ويباح فيها ما لا يباح في الدين.
فالمسلمون كانوا ولا يزالون يشهدون انه لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويصومون رمضان ويحجون الى البيت الحرام وهي اركان الاسلام الخمسة ويطبقون احكام الاسلام في الزواج والميراث ولكنهم يمارسون في علاقاتهم الدنيوية أفعالا قد تخالف ما يدعواليه الدين من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن ان الدين النصيحة وان دم المسلم على المسلم حرام وانه لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه الى غير ذلك من مكارم الاخلاق التي يدعوا إليها الدين الإسلامي الذي يقر بنص القران ايضا ان الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الخير منوعا وإذا مسه الشر جزوعا وان الإنسان قد خلق ضعيفا وان النفس البشرية إمارة بالسوء وانه "قتل الإنسان ما أكفره"  وعلى الرغم من ان القران الكريم ينص على ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر فان المسلمين الذين هم على صلاتهم يحافظون قد ارتكبوا ولا يزالون يرتكبون الى يومنا هذ ايضا كثيرا من الفحشاء والمنكر وهم مسلمون ثم يدعون ان يتوب الله على من شاء منهم ليتوبوا وامرهم بعد ذلك الى الله. فقد قتل صالح المؤمنين وطالحهم بعضهم بعضا وخان بعضهم بعضا وكاد بعضهم لبعض منذ حروب الردة الى ما يجري اليوم في ليبيا وسوريا ومصر والعراق وافعانستان وباقي بلدان الربيع العربي وغيرها من بلاد المسلمين  وكان كل ذلك بفضل تلك السيدة غيرالمحترمة التي اسمها "السياسة".!! هذه السيدة القبيحة الذميمة التي يتقاتل الغافلون من اجل الاقتران بها وهم يعلمون انها قاتلتهم لا محالة.!! فالله وحده يعلم كم  قتلت هذه السيدة المشؤومة من أهلها وممن اقترن بها من لدن ادم الى يومنا هذا.!! 
ثم ان غزوات الرسول كلها كانت لاسباب سياسية ولم تكن لاسباب دينية اي للدعوة الى دين الله بما فيها فتح مكة. فغزوة بدر كانت من اجل الاستيلاء على قافلة ابي سفيان لاسترداد بعض ما صادرته قريش من أموال المهاجرين وليس لدعوة ابي سفيان ومن معه للدخول في الاسلام.  وغزوة احد قام بها كفار قريش للثأر لقتلاهم في بدرولم تكن اصلا من تدبير الرسول والمسلمين. وغزوة الخندق كانت هي الأخرى من تدبير كفار قريش والذين جاؤوا معهم والغزوات ضد اليهود كانت كلها لاسباب اقتصادية ولمعاقبتهم على التامر مع قريش ضد المسلمين وليس لدعوتهم الى الاسلام. وفتح مكة كان لإعلان انتصار الاسلام بعد ان قويت شوكته في المدينة وما حولها وغزوة مؤته رغم نهايتها الكارثية كانت للانتقام من قتل سفير رسول الله الى حاكمها العربي من قبل الروم ولإشعار الروم بان دولة جديدة قامت في جزيرة العرب لا تسكت عن قتل سفرائها. وكل ذلك انما كان من السياسة ولم يكن من الدين. ولم يثبت في كتاب التاريخ الإسلامي ان أحدا اجبر على الدخول في الاسلام بحد السيف.بل أمر الله رسوله ان يدعوالى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة لانه لوكان فظاغليظ القلب كبعض المتاسلمين اليوم لانفضوا من حوله كما انفض الناس من هؤلاء اليوم  وقد قال الله تعالى انه انما ارسل رسوله هاديا ومبشرا ونذيرا وكان اول من أنذر من قومه عشيرته الاقربين. قال تعالى: "وأنذرعشيرتك الأقربين. واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين". مما يؤكد ان الدعوة الى دين الله إنما تكون بالحسنى وليس بالتكفير والقتل كما يفعل الجاهلون من المتاسلمين  اليوم. ثم أقراوا ان شئتم كتب الرسول الى حكام المناطق المجاورة لشبه الجزيرة العربية في ذلك الوقت وهم كسرى عظيم الفرس وهرقل عظيم الروم والمقوقس عظيم القبط وهويدعوهم الى الاسلام لعلكم تفهموا الاسلام الحقيقي كما عرفه رسوله الكريم. كما ان جميع آيات التحريض على قتال المشركين من قريش في القران الكريم يجب فهمها في إطار أسباب نزولها فهي ليست  أبدا أمرا مفتوحا من الله سبحانه وتعالى لقتال الناس لإرغامهم على اعتناق الاسلام كما يظن أصحاب  "الفريضة الغائبة".
انه لمن المؤسف حقاً ان يجد أعداء الاسلام من بعض المسلمين أعوانالهم يعينونهم على هدم الاسلام وتشويهه من الداخل بما يمارسونه من أفعال وما يقولونه من أقوال لا علاقة لها بصحيح الاسلام من قريب ولا من بعيد وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا. لابد لهؤلاء ان يعودوا الى رشدهم والا يتخذوا المضلين عضدا وان يعلموا ان الذين يشجعونهم بل ويدعمونهم بالمال والسلاح ويحرضونهم على ممارسة العنف والإرهاب والقتل ضد إخوانهم ومواطنيهم من المسلمين إنما هم في الواقع أعداء لهم وأعداء لدينهم وانهم يضمرون الشر لهذا الدين الحنيف وانهم  يريدون ان يطفئوا نور الله بأيديهم ولكن الله متم نوره ولوكره الكافرون.
وحينما بايع المسلمون رسول الله بايعوه في وضح النهار وليس في غرفة مظلمة  ولم يقسم احد منهم على السيف اوالرمح اوالخنجر (لم تكن هناك مسدسات في ذلك الوقت) على السمع والطاعة كما يبايع الإخوان مرشدهم في هذا الزمن الرديء. 
ندعو بالهداية لكل مواطن ليبي ضل طريقه لصحيح الاسلام اوتم تضليله من قبل بعض الذين لهم مأرب أخرى من ادعاء الانتماء للجماعات التي تسمي نفسها إسلامية كما ندعوالله سبحانه وتعالى ان يعيد هذه الجماعات الى رشدها وان يهديها الى الدعوة الى الله بالحسنى وبالموعظة الحسنة وان يتوجهوا لدعوة غير المسلمين الى الاسلام الصحيح وان يتركوا باقي المسلمين لربهم فلاشان لهم بهم فهم مسلمون مثلهم وليسوا في حاجة اليهم الا فيما أمر الله به من التواصل بين الأرحام والتوادد والتراحم بين المسلمين. المسلمون الليبيون ليسوافي حاجةلجماعة الإخوان المسلمين ليدعوهم للإسلام فهناك الملايين من الليبيين يفهمون الاسلام أكثر بكثير من منتسبي الجماعة المغرر بهم.
وسيكون حال ليبيا والليبيين افضل ألف مرة لوتم حظر تكوين الاحزاب والكيانات والجماعات التي تتخذ من الدين غطاءلنشاطهاالسياسي وان ينص على ذلك صراحة في الدستور الليبي القادم.
ولمن أراد النصح للمسلمين قاصدا بذلك وجه الله ان يتجه للمساجد وليس المنابر السياسية ذلك ان كان حقاً مؤمنا بالله مخلصا له الدين. أما من كان يريد الدنياوحكم الناس فلا يخدعن الله ورسوله والمؤمنين حتى لا يكتب عند الله مع المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار. ان ليبيا في حاجة الى من يدفعها الى الإمام وليست في حاجة الى الذين يريدون شدها الى الوراء. ولن يصلح حال الوطن الا إذا تم استبعاد كل المتاجرين بالدين من العمل السياسي بقوة القانون اوبقوة الثورة اوبطلب المساعدة من الامم المتحدة إذا كانت الدولة عاجزة عن القيام بذلك وفرض الامن والنظام والقانون بالوسائل المتاحة لها. فهل من مدكر!؟.
أقول قولي هذا وانا يعتصرني الألم لما ال اليه حال الوطن بعد اول ثورة شعبية حقيقية يشهدها العالم العربي ويعقد عليها الامال الكبارفي إطار هذا الربيع العربي الذي كنا نأمل ان يكون  ربيعا حقيقيا تزهر فيه اوراق الحرية وتتفتح فيه وردة الديموقراطية وتملؤ اجواءه نسمات الامن والامان وتشع فيه انوار الحق والعدل والسلام وتتحقق فيه التنمية الحقيقية وينطلق فيه الوطن انطلاقته المنشودة نحوالتقدم والازدهار والبناء فإذا بخفافيش الظلام يحاولون خدمة لماربهم الخاصة سرقة هذا الربيع وتحويله الى شتاء مظلم مطره الرصاص والدماء البريئة وأيامه سوداء ولياليه دموية الاهات.!!
أيها السادة : بين صيحات أرواح الشهداء وآلام الجرحى والمفقودين وآهات اليتامى وصرخات الأرامل وسخط باقي الليبيين والليبيات وغضبهم مما يجري كل يوم من القتل والنهب والخطف والفساد وانقطاع ألماء والكهرباء ضاع الأمل الكبير وسرقت الثورة!! فحسبنا الله ونعم الوكيل.. حسبنا الله ونعم الوكيل.!!
قال تعالى: "والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما". صدق الله العظيم. اين انتم يا ثوار ليبيا!!؟؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق