Translate

السبت، 17 مايو 2014

كلام من الأعماق

 أنا لا أحفل بالماضي وأقولها بكل صدق، فحتى ربنا يغفر الذنوب لمن تاب. دعونا نتحرك إلى الأمام. ليبيا يا سادتي هي الآن مغتصبة من قبل الجماعات الدينيّة المؤدلجة والتي لا تؤمن إطلاقاً بالديموقراطية ولا بشئ إسمه الدولة فما بالك بها مدنيّة. أنا لا أقول هذا الكلام من باب الإجتهاد أو التخمين، لكنّني سمعته من أفواههم وخاصة أولئك الذين يحكمون درنة الآن. 
أنا شخصيّاً أرى بأن علينا بأن نتعاون مع كل من ينقذنا من هذا البلاء الذي أصابنا منذ سقوط نظام القذّافي وإنتاج دولة ضعيفة لا تهتم حتى بكرامتها دعك من سيادتها. علينا بأن نتعاون جميعاً من أجل تخليص ليبيا من أتباع القاعدة وهم هنا في ليبيا ولا يمكننا إنكار وجودهم. 
إن من يحتلّون درنة الآن غصباً عن أهلها هم من أنصار وأتباع القاعدة، ومن يسيطرون على سرت هم من أنصار وأتباع القاعدة، والكثير ممن يسطرون على بنغازي عسكريّا وفكريّاً وإجتماعيّاً ويفجّرون ويغتالون هم من أتباع وأنصار القاعدة. علينا بأن لا نتستّر على هؤلاء إذا كنّا بالفعل نطمح في بناء دولة عصريّة يتداول أهلها على حكمها من خلال أخر إفرازات الديموقراطية وهي صناديق الإقتراع. 
"لا"... لتسلّط رجال الدين على ألية الحكم في ليبيا ولتكن شعاراتهم ما تكن. تطبيق الشريعة، الحكم الإسلامي الرشيد، الخلافة الإسلاميّة، تطبيق شرع الله... هذه كلّها مخدّرات يسقونها لليبيّين والليبيّات وهي تخفي وراءها كل المصائب والنكائب والبلاوي والدمار والخراب الذي نعرفه في الصومال وفي أفغانستان وفي باكستان، وكان قد يحدث في الجزائر لو أنّهم سمح لهم بحكم الجزائر في أوائل التسعينات، وفي مصر لو سمح للإخوان البقاء في حكم مصر. 
رجائي إبعاد نغمة الدين في الحكم بيننا، فنحن كلّنا مسلمون ولا نريد من أحد بأن يعلّمنا في الدين في عالم اليوم حيث تتوفّر المعلومة بضربة خفيفة على لوحة مفاتيح الحاسوب. العالم تغيّر، ولم يعد لرجال الدين في واقع الأمر من وظيفة إلاّ أن يكون ذلك تخصّصاً مثله مثل الطب والهندسة وبقية العلوم الأخرى بهدف وجود مستشارين يعطون النصيحة متى طلبت منهم.
"لا" لحماة الدين، و"لا" لتجّار الدين، و"لا" لبائعي صكوك الغفران في العصر الحديث. نعم للدولة المدنيّة العصريّة المتحضّرة، ونعم للتقدم العلمي والرخاء الإقتصادي والتنوّر الإجتماعي. نعم لحرية الناس في أن يختاروا ما يشاءون ومتى شاءوا طالما أنّهم حافظوا على مراعاة الأعراف الإجتماعيّة من باب القيم والأخلاق والإحترام المتبادل. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق